أبو عرسان حمدان، علم من اعلام بلدة لوبية في مخيم اليرموك، قضى سنوات عمره المديدة في الكتيبة الفدائية الفلسطينية في الجيش العربي السوري، والتي تأسست عام 1949 والمسماة بـــ (الكتيبة 68)، وكان ميدان عمله الرئيسي الساحة اللبنانية لعقودٍ طويلة. وقد خرج من فلسطين في سنوات شبابه الأولى، لكن ذاكرته بقيت ومازالت مُتقدة، وكأنها ارشيف زماني ومكاني لبلدته لوبية قضاء طبريا، ولفلسطين عموماً، واستكملها في سوريا، حيث انخرط في العمل العام من اوسع أبوابه من خلال الكتيبة (68)، ومن خلال تفاعله اليومي مع حالة اليرموك، ونهوض المقاومة منذ بواكيرها وارهاصاتها الأولى التي سبقت الإنطلاق الرسمي لعموم قواها وفصائلها.
أجمل ماعند أبو عرسان، ذاكرته، التي تتشعب في تفاصيل التفاصيل، في حياة اللوابنة، وفي كل عائلاتهم وذريتهم. وقد انتشرت قصة اعتقاله ايام الإنتداب البريطاني وقبل الخروج القسري من فلسطين، حين اودع سجن بيت لحم لمدة ثلاثة أشهر، ودفع غرامة ثلاثة جنيهات فلسطينية، فماذا فعل حتى ينال تلك العقوبة...
لقد قتل أبو عرسان (حمار) في أرضٍ زراعية تعود لــ (نافلة رشدان)، وكان الــ (الحمار) جزءاً من أدوات العمل والإنتاج في تلك الأرض ... ويعود في ملكيته لصاحبة الأرض.
أبو عرسان، رفض دفع ثمن الحمار، فدفع الثمن بالعقوبة التي وقعت عليه ... ثلاثة جنيهات فلسطينية، وايداع لمدة ثلاثة اشهر في سجن بيت لحم ...
مات الحمار، بضربة المنجل، التي هوت على احشاءه، وصارت قصته، وقصة عقوبة أبو عرسان على لسان كل لوباني حتى بعد سبعين عاماً من النكبة ...
أبو عرسان، مازال يتحرك بنشاط، ولايترك أي مناسبة اجتماعية إلاّ ويكون على رأس اصحاب الواجب، بالرغم من كارثة اليرموك، التي دفعته للإقامة في بلدة (يلدا) المجاورة لجنوب اليرموك.
أبو عرسان، رويس الدبكات، من تراث فلسطين واليرموك، اطال الله بعمره، وأعمار الذهب العتيق من الجيل الأول الذي خرج من فلسطين، وقد باتت نسبة أعدادهم، تقل عن 13% من لاجئي فلسطين في سوريا.
(الصورة : أبو عرسان ومجموعة من أبناء اليرموك على مداخل المخيم، ومنهم العم أبو أحمد مصطفى رشدان شقيق نافلة رشدان)
علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت