هاجم بيني غانتس زعيم حزب "أزرق- أبيض" الإسرائيلي (يسار)، مساء الأحد، رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، خلال إحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين في مقر "الكنيست"، بمدينة القدس المحتلة.
ووجه غانتس اتهاما لنتنياهو، في كلمة له أمام "الكنيست"، بأنه "يفضل السياسة على الأمن"، بحسب قناة "كان" الرسمية.
وقال: "اعتقدت أن الأمن مسألة ما تزال فوق السياسة".
وأضاف: "نشهد هجومًا على الشرطة والجيش الإسرائيلي والنظام القضائي، من أجل دوافع شخصية وسياسية"، في إشارة إلى نتنياهو.
وكان نتنياهو قد اتهم، في أكثر من مناسبة، النظام القضائي والشرطة في إسرائيل بحياكة ملفات فساد ضده لأهداف سياسية.
كما اتهم الشرطة الإسرائيلية، بالضغط على شهود عيان للإدلاء بشهادات تدينه، في 3 قضايا فساد تم التحقيق معه فيها خلال العامين الماضيين.
وتابع غانتس: "هذه الأيام سيئة للمجتمع الإسرائيلي".
من جانبه، قال نتنياهو في كلمته، إن "مهمة تشكيل حكومة وحدة ليست سهلة وتتطلب حلا وسط".
وأضاف: "في هذا الوقت، وفي ظل هذه التحديات، مطلب الوحدة في السلطة مضاعف".
وقال: "أصدقائي في المعارضة يعلمون ما الذي يحوم حولنا"، ملمحا إلى توقعه بفشل غانتس في مهمة تشكيل الحكومة.
وفي وقت سابق الأحد، اتهم نتنياهو، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، بالتنسيق مع كل من غانتس، والقائمة المشتركة (الأحزاب العربية بالكنيست) لتشكيل حكومة يسار.
وتواجه إسرائيل أزمة سياسية منذ عام تقريبًا، بعد أن استقال ليبرمان من منصبه كوزير للجيش؛ ما تسبب بانهيار حكومة نتنياهو، وإجراء انتخابات مرتين في أبريل/نيسان وسبتمبر/ أيلول الماضيين.
لكن في المرتين لم تأت الانتخابات بفائز قادر على تشكيل حكومة، لعدم حصول أي من الكتلتين (اليمين أو الوسط-يسار) على دعم 61 عضوًا بالكنيست من أصل 120، لضمان حصول الحكومة على الثقة.
وكُلف نتنياهو بتشكيل الحكومة في المرتين، لكنه فشل، فتم تكليف غانتس بالمهمة ومنحه مهلة 28 يومًا بقي منها عشرة أيام، وفي حال فشله، من المرجح إجراء انتخابات ثالثة.
من ناحية أخرى، نفى نتنياهو في كلمته أمام الكنيست، وصفه لرابين بأنه "خائن".
وأضاف: "يقولون إنني شجعت على اغتيال رابين، هذه ادعاءات كاذبة".
وفي وقت سابق الأحد، اتهم حفيد رابين، نتنياهو، بوصف جده بـ "الخائن"، عند توقيعه اتفاقية أوسلو للسلام مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.
وأشار نتنياهو إلى أنه عارض اتفاقية "أوسلو"، لكنه لم يصف رابين بالخائن.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن نتنياهو لم يصافح عائلة رابين بعد إلقائه الخطاب، كما يجري في مراسم إحياء ذكرى اغتيال الأخير في كل عام.
وأحيت إسرائيل، الأحد، الذكرى الـ24 لاغتيال رابين، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، برصاص أيغال عامير، أثناء خروج رابين من مهرجان في تل أبيب لدعم عملية السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية.
ورابين من أصول أوكرانية، وولد في القدس المحتلة عام 1922، وانضم في شبابه إلى منظمة "البلماخ" اليهودية المسلحة المتطرفة، وقاد عملية تطهير عرقي في مدينة اللد الفلسطينية، إبّان "النكبة" عام 1948.
كما قاد رابين الجيش الإسرائيلي في حرب الأيام الستة (النكسة) عام 1967، وتولى منصب وزير الجيش إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.