قالت الطفلة ليان، ابنة القيادي العسكري في "الجهاد الإسلامي"، بهاء أبو العطا، الذي استشهد وزوجته أسماء باستهداف إسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، إن "بابا نادر ما بنشوفه ودايمًا مشتاقين له، وما بنام بالبيت لأنه مطارد من قبل الاحتلال، واليوم كان يوم ميلادي، فحب بابا يعملها مفاجأة. لكنه استشهد قبل ما أشوفه وأخذ أمي معه".
وعبرت ليان التي تبلغ من العمر 11 عامًا وطالبة في الصف السادس الابتدائي، عن حزنها لفقدان والديها بعد استهدافهما داخل منزلهما بصاروخين من قبل طائرات الاحتلال.
وقالت ليان: "كنت عند عمتي قبل أن تطلب مني والدتي، رحمها الله، الحضور للبيت في تلك الليلة لأنام في المنزل حتى نحتفل بيوم ميلادي".
وأضافت وهي تجهش بالبكاء أنه "كان نفسي أشوف أبوي وأحتفل معه بيوم ميلادي، وكانت بتكون أحلى مفاجأة في حياتي، لكن المجرمين الإرهابيين حرموني من هالفرحة، وحرموا إخوتي من حنان أبونا وأمّنا".
وكانت ليان وإخوتها الأربعة سليم (19عاماً) ومحمد (18عاماً) واسماعيل (15عاماً) وفاطمة الزهراء (14عاماً) ينامون في المنزل لحظة استهدافه، ما أدى لإصابتهم بجروح جسدية مختلفة.
جدة ليان، والدة الشهيد بهاء، بدت متماسكة رغم المصاب الجلل. وعبّرت عن فخرها واعتزازها بنجلها الذي استشهد بعد مسيرة نضالية، وقالت إن "ابني أبو سليم رحمه الله كان إنسان طيب وكريم ومحب لعائلته وبلده وقضيته وكان محبوب من الجميع".
وأضافت "آخر مرة رأيته فيها قلت له: يمّا دير بالك، الإسرائيليين بحكوا عنك في الصحافة. فردّ عليّ: يا حجة كلنا مشاريع شهادة وفدا هالوطن والله يطعمنا الشهادة. وبالفعل لأنه إنسان صادق نال الشهادة التي تمناها".
وتقول الحاجة أم بهاء: "الحمد لله بعد استشهاد بهاء، أخته ولدت مولود وأسمته على اسمه تيمّناً بخاله الشهيد".
أما فاطمة الأبنة الصغرى للشهيد، فاستذكرت ما حصل ليلة الجريمة، "كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة والربع فجرًا، وإذا بصاروخ يسقط على المنزل، وتناثرت شظايا الزجاج، وأصبت في قدمي، وهرعت إلى أختي ليان فوجدتها أصيبت هي وإخوتي، ولم نكن نعلم وقتها أن والديّ قد استشهدا".
وأضافت أن "الاحتلال عودنا دائماً على الغدر ونحن لسنا أول المستهدفين ولن نكون آخرهم، لأنه لا يميز بين طفل أو رجل أو شيخ أو امرأة، فكل فلسطيني في دائرة الاستهداف".