مدخل: تعتبر الطريقة الانديكتيفية أفضل الطرق للوصول الى الحقيقة، تعني هذه الطريقة دراسة المعطى الواحد وصولاً الى سائر المعطيات، البحث في تفاصيل كثيرة ومقارنتها ببعضها البعض، من أجل استخلاص القاسم المشترك بين كل المعطيات التي تجمع مثلا من ساحة جريمة ما بتفاصيلها المختلفة. بذلك برع المحقق الاسطوري شارلوك هولمز في حلّ ألغاز الجرائم المعقدة. صحيح ان شارلوك هولمز من عالم الخيال القصصي ولكن نفس الطريق متبعة اليوم في أقسام الشرطة التي تحقق بالجرائم. نفس الطريقة متبعة اليوم في العلوم الطبيعية على الأخص، اذ عبر التجارب والمراقبة واستخلاص القاسم المشترك للظاهرة أو الظواهر الطبيعية، نصل الى إقرار قواعد وقوانين علمية. إذا اتبعتم نفس الطريقة في تفكيركم بالأشياء والقناعات الموروثة او الطارئة ستصلون الى حقائق جديدة. بدون ذلك تفتقدون اهم مميزات التفكير. عقلكم مصادر لأساطير وحكايات عجائبية تلغي فائدة عقولكم…تستصعبون التخلص من الأساطير والقصص الغرائبية؟ اذن اذهبوا لتكنيس الشوارع.
قصة عن التفكير الانديكتيفي
كان شارلوك هولمز يطارد مع معاونه مجرماً هارباً، في الليل نصبوا خيمة صغيرة وناموا داخلها في الخلاء. استيقظ هولمز ونظر إلى النجوم والقمر وأيقظ معاونه، قال له:
– انظر إلى السماء وقل لي ماذا ترى؟
نظر المعاون وقال بعد تفكير مقلدا أسلوب سيده شارلوك هولمز:
– أرى ملايين الكواكب، استنتج من ناحية علم الفلك، انه يوجد ملايين الكواكب السيارة ومليارات النجوم، استنتج من مستوى سواد الليل ان الساعة قريب الثالثة صباحا، استنتج من ناحية علم التنجيم ان كوكب زحل في برج الأسد اليوم. استنتج من ناحية علم الأرصاد الجوية ان اليوم سيكون جميلا ومشمسا، ومن ناحية لاهوتية استنتج ان الله هو القادر على كل شيء وإننا نحن صغار وعديمو أهمية، كيف ترى ملاحظاتي يا معلمي؟
– أنت عظيم الغباء يا معاون، لم تلاحظ أهم شيء، بأننا ننظر إلى السماء مباشرة لأننا بدون الخيمة التي نمنا داخلها، مما يعني ان الخيمة سرقت ونحن نيام؟!
/ نبيل عودة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت