ذكرت تقارير عبرية، يوم الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) يدعوان المستوى السياسي، في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، إلى "استغلال جولة القتال الأخيرة والناجحة، نسبيا، من أجل دفع تهدئة مقابل حماس بوساطة مصرية"، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وقالت صحيفة "هآرتس" إن "مسؤولين أمنيين إسرائيليين أوصوا أمام المستوى السياسي بمنح منافع اقتصادية ومدنية لحماس، التي لم تشارك في جولة القتال، من أجل صد انتقادات تجاهها في أوساط الجمهور الفلسطيني". ونقلت الصحيفة عن مصادر شاركت في مداولات أمنية، في الأيام الأخيرة، قولها إن وزير الجيش الإسرائيلي، نفتالي بينيت، "يتعامل مع الاقتراح بشكل إيجابي". ودعا مسؤولون أمنيون إلى التعامل مع هذا الموضوع بحذر "من أجل عدم منح حماس ’عناق دب’ وتصويرها كمتعاونة مع إسرائيل انطلاقا من دوافع انتهازية".حسب موقع "عرب 48"
يشار إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي معني بتهدئة الوضع في قطاع غزة من أجل التفرغ لمواجهة جبهته الشمالية والشرقية مع لبنان وسورية وإيران، التي يعتبرها الأخطر والأكثر تهديدا على إسرائيل. ويأتي طلب جهاز الأمن في الوقت الذي يتعنت فيه المستوى السياسي، وخاصة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بما يتعلق بتخفيف الحصار على القطاع.
وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن الجيش الإسرائيلي مقتنع بأنه وفّر للمستوى السياسي ظروفا أفضل من أجل التقدم نحو تهدئة، "انطلاقا من الإدراك أن الحديث يدور، عمليا، عن مصلحة متبادلة للجانبين (إسرائيل وحماس)، ويطلب استغلال عملية ’حزام أسود’ (العدوان الأخير على غزة) من أجل إعادة الردع الذي كان قائما بعد الجرف الصامد (عدوان 2014) ويحذرون (في الجيش) من إهدار وقت إستراتيجي، مثلما حدث بعد جولات سابقة".
وأشارت الصحيفة إلى ما وصفته "الحلف الأمني مع مصر"، المتمثل "بمساعدات إسرائيلية هامة في قتال المصريين في سيناء" ضد التنظيمات الجهادية، وأن هذا الحلف أثبت نفسه من خلال "الضغوط المصرية على الجهاد الإسلامي وإرغامها على الموافقة على وقف إطلاق نار". وتحسبت إسرائيل من أن عدم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، بعد يومين من القتال، من شأنه أن يدفع حماس إلى الدخول إلى المعركة، ما يعني توسيعها وتوسيع مدى الصواريخ التي كان يمكن أن تطلق من القطاع وتغطي مساحات واسعة في إسرائيل، وخاصة وسط البلاد.
من جهة ثانية، لفتت "هآرتس" إلى أنه في إسرائيل فوجئوا من أداء حماس وعبروا عن رضاهم من ذلك. ونقلت الصحيفة عن مندوبي جهاز الأمن الإسرائيلي قولهم في مداولات مغلقة، في الأيام الماضية، إن "حماس عملت بهذا الشكل ليس فقط لتحسبها من مواجهة مع إسرائيل وإنما لاعتبارات سياسية داخلية. لكنهم حذروا من أن حماس ستواجه صعوبة في ’الجلوس على الجدار’ لفترة طويلة". كما قالت الصحيفة
وأضافت الصحيفة أنه خلال القتال في الأيام الماضية، بعثت إسرائيل رسائل إلى حماس، طالبت فيها الحركة بالامتناع عن الدخول إلى القتال، وفي موازاة ذلك "قلصت منطقة الصيد في القطاع بدلا من حظر كامل لصيد الأسماك، وسمحت لعشرات شاحنات الوقود بالدخول إلى غزة عن طريق كيرم شالوم (معبر كرم أبو سالم) بهدف تقليص المس بقدر الإمكان بمجرى الحياة في القطاع. وبعد وقف إطلاق النار مباشرة، صادق نتنياهو على توسيع منطقة الصيد وعودة العمل إلى المعابر مع القطاع".
وتابعت الصحيفة أن مندوبي جهاز الأمن أوصوا أمام المستوى السياسي "بالامتناع عن توجيه تهديدات إلى حماس أو التفوه بعبارات تستهزئ بها، والتي قد تدفع حماس إلى الدخول إلى دائرة القتال".حسب موقع "عرب 48"
لكن فيما يتباهى المستوى السياسي الإسرائيلي بما يصفونه "إنجاز" للعدوان على غزة، "حذر جهاز الأمن من أن القتال قد يُستأنف"، وفقا للصحيفة، وأن مسؤولين أمنيين إسرائيليين حذروا من أن "مواجهة مع حماس لن تكون مشابهة لأحداث الأيام الأخيرة، لأن حماس هي حركة أكبر بكثير من الجهاد، وبحوزتها أسلحة أكثر تطورا. وفي جميع الأحوال، الاعتقاد في إسرائيل هو أن العملية (أي العدوان هذا الأسبوع) لم يضع نهاية للتوتر في قطاع غزة أو لتبادل الضربات مع الجهاد".
ويتوقع أن تشكل مسيرات العودة في القطاع، امتحانا لوقف إطلاق النار، وستكون امتحانا لقوات جيش الاحتلال خصوصا، التي تطلق النار، وخاصة نيران قناصة، على المتظاهرين العزل في القطاع.