لماذا استهدفت حركة الجهاد الإسلامي ؟ السؤال بادر الكثيرون إلى طرحه ، منذ لحظة عملية الاغتيال الجبانة التي سقط بنتيجتها القائد بهاء أبو العطا ، ومحاولة الاغتيال الفاشلة في دمشق ، والتي نجا منها مسؤول الدائرة العسكرية لحركة الجهاد الأخ أكرم العجوري ، وسقط بنتيجتها نجله معاذ وأحد المرافقين .
في تموز من هذا العام ، نشر معهد أبحاث الأمن القومي ، التابع لجامعة تل أبيب العبرية ، مقالاً ذكر أنّ سياسة حركة الجهاد قد تغيرت منذ أيلول 2018 ، أي بعد تسلم الأخ المجاهد زياد النخالة أميناً عاماً للحركة . وأضاف كاتبي المقال إنّ النخالة يدفع باتجاه سياسة أكثر حزماً وتشدداً ، فهو يريد أن يخلق لحركته مكانةً مساويةً لمكانة حماس في قيادة المقاومة العسكرية ضد الكيان . وهو يسعى إلى خلق معادلة جديدة مفادها أن المقاومة سترد على أي استهداف ضد غزة وسكانها والمشاركين في مسيرات العودة ، وليس فقط ضد المقاومين .
وفي الثاني من تشرين الثاني الجاري نشر موقع معاريف العبري تقريراً بعنوان " الرجل الذي يُقّرب جولة التصعيد القادمة في غزة " . حيث اتهم بشكل مباشر الشهيد بهاء أبو العطا بأنه يقود الخط المتشدد في المقاومة الرافض للتوجهات العاملة على إبرام تفاهمات حول التهدئة . وحمّلهُ الكيان الذي عممّ صورته واسمه منذ نيسان الماضي ، مسؤولية الوقوف وراء العديد من العمليات بما فيها إطلاق الصواريخ ، والتي كان أخرها في الأول من تشرين الحالي باتجاه مستوطنتي " سديروت وشعار هنيغف " . بدورها الصحافة العبرية شنت بدورها حملة تحريض واسعة ضد حركة الجهاد والشهيد أبو العطا ، وأفردت مقالات لتحقيق هذه الغاية ، في محاولة مكشوفة للربط بين الحركة مع كل من إيران وحزب الله ، وأنها معنية بضرب ما أسمته الأذرع الإيرانية في المنطقة .
وتعمدت تلك الوسائل إلى التمييز بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس ، وما إشادة بعض وسائل الإعلام العبري بحماس على ما أسمته الحيادية والنأي بنفسها عن المواجهة بين الكيان والجهاد الإسلامي ، إلاّ محاولة خبيثة للإيقاع بين الحركتين .
رامز مصطفى كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت