بدايه انوه للقاريء انني مواطنه فلسطينيه اقيم في قطاع غزه ولا احب التدخل بالشأن المصري. لكن احب التعليق بحياديه تامه على بعض الامور التي تطرأ في الساحه العربيه او الدوليه اذا لفتت انتباهي. كتبت مقال مسبق اسمه "لغز المقاول المصري محمد علي" طرحت فيه كافه الاحتمالات حول اجنده محمد علي السياسيه. وقلت فيه انني لم ارى في محمد علي اكثر من خطيب سياسي وظيفته الهاب حماس الجماهير ثم الانسحاب. .وانني اعرف مدى مصداقيه الشخص من خلال تعبيرات الشخص ومدى التزامه بمواقفه. وتعبيرات وجه محمد علي توحي دائما انه يقوم بدور تمثيلي ويسعى لتحقيق اجنده سياسيه. بدليل تغير مواقفه بشكل دائم من الدعوه للثوره بشكل حماسي ثم التراجع المفاجيء. وهو اليوم لا يعمل الا لقاءات مع وكالات اعلاميه بحجه ان خطته تغيرت من الدعوه الى الثوره الى خطه اخر وهي ايصال صوته للوكالات الاعلاميه العالميه. ومن ثم هو اليوم يؤكد نظريتي عنه.
كانت الثوره الوحيده التي تم محاوله القيام بها بمصر بعد حكم النظام الحالي الرئيس السيسي هي ثور 11 نوفمبر 2016. وهي ثوره دعا لها المعارضين بالخارج وعلى راسهم ياسر العمده. وكنت بزياره حينها لمصر واذكر اجواءها جيدا. اعلمني بانه يزمع القيام بهذه الثوره احد سواقين الاتوبيسات.
كان واضحا انه شخص مهذب وكان متعاطف مع الرئيس السابق محمد مرسي. وعندما ذهبت الفندق سألت العامل به ان كان بالفعل سيكون ثوره في 11 نوفمبر 2016، فنصحني العامل بالفندق عدم طرح هذه الاسئله لانني فلسطينيه ولا يجب ان اهتم بالسياسه المصريه حيث لا تخصني حتى لا اتعرض لمشاكل. وبالعاده الشعب المصري شعب ذكي لكنه يبتعد كليا عن السياسه ويسخر اهتمامه بالامور المعيشيه فقط. وفي صبيحه 11 نوفمبر 2016 كانت حاله طواريء بالبلد. حيث كانت سيارات الشرطه والجيش تقرع باجراس الانذار للتحذير من التوجه للميادين. وكانت المواصلات العامه بما في ذلك الاوتوبيسات متوقفه الا بكميات نادره لسد حاجه الناس الطارئه.
وذهبت لميدان التحرير لارى الوضع هناك. فكان محاطا بالجيش وعليه حظر تجول. عندما اقتربت من الميدان كنت اعتقد انني سامر بسهوله لانه واضح انني لست مصريه والوضع جدا عادي وميدان التحرير فارغ. اقترب مني الضابط المصري الذي كان واضحا قد تم اعطائه الاوامر بالتعامل مع أي شخص يقترب من ميدان التحرير ايا كانت جنسيته. وقبل ان يقترب مني، مر اوتوبيس فركبته لاهرب من هذا المأزق.
وخلال جولتي في هذا الاوتوبيس كان ميدان التحرير خاليا كما كانت كافه الميادين الاخرى والحياه جدا طبيعيه. انا حاولت فقط ان اشرح الاجواء الامنيه التي تحيط أي دعوه لاي ثوره في مصر. وانها حتما ستبوأ بالفشل اذا لم يدعمها الجيش المصري نفسه. وفي هذه الدعوه بعام 2016 سجل انه لم يعتقل اكثر من 200 شخص مصري تم اخلاء سبيلهم فيما بعد.
والان اليكم اهم السقطات في لقاءات المقاول المصري محمد علي • عن نفسي استغربت ان يدعو المقاول المصري محمد علي للثوره وهو ابن مصر ويعرف الاجواء الامنيه المشدده التي تمنع قيام اي ثوره ما لم يدعمها الجيش المصري.لكن تم اشاعه ان خليه من الجيش تقف الى جانب محمد علي مما ساهم في تجاوب الناس مع دعوته. واعتقل حوالي 4000 شخص مصري تجاوبوا مع دعوته للثوره. وبعد ان فشلت دعوته تفاجأ الناس ان يتملص من المسؤليه ويقول انه لم يكن جادا لدى الدعوه للثوره ولكن الناس تجاوبت معه ومن ثم لا يتحمل مسؤليه أي اعتقالات تمت.
بل قال انه لم يكن متخيلا اصلا ان أي شخص مصري سينزل بناء على دعوته ولم يعرف كيف يكمل المشوار بعد نزول الناس فاتصل بالمعارضه. عجبا !! الا يذكر كم حاول اثاره حماس الناس للخروج للثوره وعدم الخوف وطلب منهم ان يحضنوا بعض وطمأنهم ان الجيش والشرطه سيكونوا معهم. بل وعدهم انه سيأتي مصر يوم الجمعه لمشاركتهم الثوره وانهم سيحمونه. بل حتى جماعات الاخوان المسلمين تساوقت معه وصدقته. وكافه قنوات المعارضه كقناه الشرق ومكملين اخذت ترسم سيناريوهات وتشيع اشاعات بمنتهى الغرابه.
كاشاعه ان النظام المصري سيقوم باعداد باصات من مختلف فئات الشعب المصري للخروج لتاييده وسيتم افتعال صدامات وحوادث خلال الثوره لاخافه الناس، وهذا لم يحدث. بل ذهبوا لاشاعه انه زوجه الرئيس السيسي هربت من مصر ولا تجد من يستضيفها. فما تفسير كل هذا ؟؟ ومن اعطى تلك القنوات االتعليمات باشاعه هذه الاشاعات الكاذبه. ثم ياتي محمد علي ليقول للشعب المصري انه كان يلعب لعبه ولم يكن يخطط للثوره بعد اعتقال 4000 مصري استجابوا لدعوته. فأي عبث هذا ؟؟؟
• في فيديوهات محمد علي قال مرارا انه راي الرئيس السيسي وزوجته لدى اعداده لقصره في الحلميه عندما كان وزير دفاع في عهد الرئيس المصري محمد مرسي. لنفاجأ اليوم في مقابلته مع محمد ناصر بتغيير كلامه وقال انه لم يرى الرئيس السيسي وزوجته قط. • قال محمد علي ان في خطته الجديده يعتمد على الظهور للاعلام الدولي لكشف الفساد في النظام المصري مما سيساهم في اسقاط النظام المصري وقطع المساعدات الدوليه عنه . وكأن الاعلام الدولي وهيومان رايتس ووتش تنتظر شهاده محمد علي. ضف ان هذا يعطي ايحاء إن الشعب المصري أضعف من انجاح ثوره. ومن ثم لا ثورة و لا جوكر و لا مجموعات ثورية ستفيد وعلى المصريين انتظار الغرب حتى يتكرم و يتعطف و يغير النظام المصري. • من السقطات ان محمد علي اعترف انه قدم رشاوي ضخمه لمسؤلين في الجيش لدى تسليم المشاريع عندما تكون خارج المواصفات حتى لا يعيقوا عمليه الاستلام والتسليم. وانه قام بمشاريع كثيره من دون المواصفات. وانه استلم مشاريع بنظام الاسناد المباشر وبدون حتى اعداد مناقصات او خطط للمشروع. وانه اضطر لمجاراتهم في كثير الممارسات الغير مقتنع بها من اجل مصالحه. اي انه يعترف بضلوعه في عمليه الفساد. فكيف ممكن الثقه بمن انحدر في الفساد ان يحارب الفساد ؟؟؟ ببساطه من يلعب بالبيضه والحجر من اجل تحقيق ثروات ومصالح له سيلعب بالشعب المصري ويستغلهم بنفس الاليه.
• مع ان محمد علي شن هجوم واسع على عدد من الويه الجيش المصري وتعمد فضح خصومه منهم. الا انه تفادى بشده التعرض لبعض قيادات الجيش كوزير الدفاع وابدى امله به وادعى عدم معرفته به. فكيف ممكن تفسير ان محمد علي يعرف معظم الويه الجيش المتنفذين ولا يعرف شيء عن وزير الدفاع. وهذا يبرز انه فعلا كان يوجد خليه تعمل مع محمد علي. ومن ثم حاول ابعاد أي شبهات عن قيادات معينه بالجيش لانجاح الثوره.
الا ان هذه الخليه كشفت او تراجعت عن خطتها باوامر دوليه. واعتقد ان البنتاغون الامريكي لعب دور الاسد في مجريات الاحداث. فاضطر محمد لي للادعاء انه لم يكن جادا للدعوه لثوره وانه غير خطته للتهرب من أي مسؤليه ورفع الحرج عن هذه الخليه.
• ادعى محمد علي انه لا يعرف مبادره النائب المصري الطنطاوي ولا يوافق عليها مقدما. لدرجه انني شعرت ان النائب الطنطاوي خصما له حيث شكك به، فقال كيف يستطيع النائب الطنطاوي المعارضه وهو بمصر. فكيف لمحمد علي ان يكون معارضا ويهمه انهاء حاله الفساد وهو يتجاهل مبادرات اقرانه المعارضين ويشكك بهم ليبرز هو فقط في الصوره كزعيم للمعارضه الاوحد. •
من سقطات محمد علي تجاهله التام لاي انتقادات او تحليلات من أي محللين مصريين ولو كانوا معارضين للنظام المصري. وكأنه يتعمد تجاهل انداده ليبرز هو فقط القائد العام للمعارضه. بل عندما يسأل عن مبادره فلان وعلان من المعارضين يرتبك ويدعي عدم معرفته بهم. في حين انه اهتم بالفتاه المصريه رضوى محمد لمجرد انها تردد نفس كلامه وتؤيده وواضح انها من طرفه. طبعا انا اتمنى الافراج عنها لدواعي انسانيه بحته فهي بنهايه المطاف شابه صغيره تتحدث على سجيتها لا تستطيع تقدير خطوره ما تقوله او تحسب له حساب. ثم الارهاب لا يمكن ان يقترن بالمطالبه للاصلاح. جميع دول العالم بلا استثناء بها ممارسات لفساد، ولا يمكن وسم كل شخص يطالب بالاصلاح بالارهاب. بالنسبه لي اجنده محمد علي السياسيه مازالت غامضه.
و إن الاحتمالات حول من يقف خلف محمد على اما دولة مبارك او فصيل داخل الجيش او دعم دولى او نظام السيسي نفسه او قطر او ليس خلفه أحد. والان السؤال للشعب المصري. هل بالفعل ممكن الثقه بشخص متمرس باللعب بالبيض والحجر ويغير خططه ويتهرب وقتما شاء من أي مسؤليات توجه اليه كمحمد علي. انا لا احتكر رايي. ولا ادعوا الشعب المصري لدعم او عدم دعم فلان او علان لانه الله اعلم بالنوايا. وانا لا اخول نفسي قاضيا على اي شخص كما لا اصدق ما يشاع. كما ارفض سياسه التحريض لتحقيق مصالح واجندات سياسيه. لكن ادعوهم ان يتركوا محمد علي يلعب القيم وحيدا لان الشعوب العربيه سئمت استغلالها في المناورات السياسيه ولتحقيق مصالح واجندات سياسيه تحت مسميات عده، تاره الاصلاح من الفساد، وتاره المقاومه، وتاره الدين وتاره الوطن.
سهيله عمر
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت