استمرار محاولات نتنياهو للتحريض والمخادعة ... التسويف والمماطلة ... ليست بجديدة بل استمرت على مدار حكمه لثلاثة عشر عاما بترأسه الحكومة الاسرائيلية وفوزه والليكود واحزاب اليمين واليمين المتطرف بأغلبية مقاعد الكنيست مما وفرت له ارضية تشكيل تلك الحكومات وتصدر المشهد . ان تأتي الايام الاخيرة على نتنياهو في ظل ثلاثة ملفات فساد تنتظره ... وفي ظل حالة أمنية غير مستقرة واوضاع اقتصادية وخسائر فادحة ونتائج انتخابات لم تكن بنتيجتها النهائية لصالح نتنياهو واليمين .... بل ظهر بنتائجها الاخيرة قوة حزب ازرق ابيض بزعامة غانتس ... وما تشاهده الحلبة السياسية الاسرائيلية من خلاف ليبرمان مع نتنياهو جعل من نتنياهو ان يقف مخاطبا اعضاء حزبه بأنه يجب القيام بخطوة طارئة !!! في حالة الطوارئ !!! التي تعيشها الان اسرائيل !!! بحسب قوله في ظل ما يفعله زعيم ازرق ابيض غانتس ... مضيفا نتنياهو انهم يعيشون لحظات مصيرية !!!! مضيفا ان الاحزاب العربية بالداخل لا تؤيد دولة اسرائيل !!! في اشارة واضحة للتحريض عليهم متحدثا انها مصيبة ان يعول غانتس عليهم !!!! موجها حديثه لزعيم ازرق ابيض انهم يريدون محاكمتك كمجرم حرب انت ويعلون واشكنازي اقطاب وقيادات حزب ازرق ابيض . واضاف نتنياهو انه اذا ما قامت حكومة اقلية سيحتفلون بطهران ورام الله وغزة !!!! وعلى الجميع ان يعي بحسب قوله ان اعضاء القائمة العربية المشتركة يريدون تدمير دولة اسرائيل !!!! خطاب التخوفات والايام الاخيرة ... وما ينتظره من ثلاثة ملفات فساد ... وما بدا عليه بخطابه من اسلوب تحريضي ... وتوتر واضح ... وحديث غير معهود من الساسة ورؤساء الحكومات عندما تقترب نهايتهم لمحاولة احداث الخراب ... وانعكاس التخوفات مما ينتظر دولة الكيان . هذا الخطاب الوداعي ما قبل السجن وتوجيه لائحة الاتهام اذا ما تم تشكيل حكومة الاقلية ولم تدخل اسرائيل بانتخابات ثالثة جاء علي خلفية ما تشر حول الاتفاق الاولي بين غانتس وليبرمان لتشكيل حكومة اقلية بعد اتفاق فريقي التفاوض لغانتس وليبرمان حول الاسس والخطوط العريضة لتشكيل حكومة جديدة والتفاهم حول اساسيات الدين والدولة والقضايا العامة سياسيا ... أمنيا واقتصاديا . اذا ما جرى الاتفاق بنهاية المطاف وتم تشكيل حكومة الاقلية التي يترأسها غانتس بمشاركة أحزاب اليسار ممثلة بالعمل جيشر والمعسكر الديمقراطي وبدعم القائمة العربية من الخارج سيكون بالإمكان تشكيل حكومة اقلية ... وستكون ضربة الوداع النهائية لنتنياهو والذي سوف يلاقي مصيره المنتظر !!! تخوفات نتنياهو .. كما تخوفات وزير الجيش الاسرائيلي نفتالي بينت والذي دعا غانتس وليبرمان الى حكومة وحدة وطنية !!!! وبحسب القناة العبرية السابعة وبحسب قوله ان اعداء اسرائيل العظماء كما اسماهم !!! خمنائي ونصرالله والسنوار يتابعون ما يحدث في اسرائيل ويتوقون الى الانقسام الداخلي !!! وانهم يريدون منا ان ننشق !!! محذرا ان تشكيل حكومة اقلية تعتمد على القائمة المشتركة التي تعارض قيام دولة يهودية مضيفا انه يجب عدم منحهم هذه الجائزة !!! لان قوة اسرائيل هي الوحدة !!!! هكذا اجتمع اليمين على قول واحد ... وموقف محدد برفضهم لحكومة الاقلية مطالبين بحكومة وحدة وطنية ... على ان يكون نتنياهو رئيسا لتلك الحكومة . كل هذا يجري في ظل موقف الرئيس الاسرائيلي ريفلين الذي لا يرغب بإجراء جولة ثالثة للانتخابات والذي يدعو الي ضرورة الوصول الى حل !!!! قراءة المشهد الاسرائيلي ما بعد جولة العدوان الاخير على غزة وما جرى من انعكاسات سلبية وتصريحات طالت العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين والتي تحدثت بمجملها عن خيبة أمل الاسرائيليين من نتائج هذه الجولة ما بعد اغتيال أحد قادة سرايا القدس الشهيد بهاء ابو العطا ومحاولة نتنياهو الدفاع ان وقف اطلاق النار لا يلزمه بأي شروط !!!! وان مجال الحرية كاملة لقواته بالعدوان والاغتيال واطلاق النار في أي وقت ومكان !!! حالة الضيق التي وصل اليها نتنياهو اذا ما تم تطبيق الاتفاق ما بين غانتس وليبرمان وتم الشروع بتشكيل حكومة قبل انتهاء مدة التفويض الممنوحة لغانتس خلال الايام القليلة القادمة ... فان خطر تلك الايام والساعات القادمة في ظل ما يعيشه نتنياهو من مصير منتظر !!!! قد يدفعه لفعل مجنون ..... في ظل قراءة حالة التوتر التي بدت على خطابه كما حالة التحريض غير المسبوق التي ظهرت بكلماته ما بعد 13 عام من حكمه وتخوفاته ان يجد نفسه امام المحاكمة والسجن !!!! وهنا وامام مشهد نتنياهو المتوتر والمجروح .... يجب علينا ان نتحلى بأعلى درجات الحكمة وضبط النفس ... وعدم الانجرار وراء ما يخطط في ظل حالة التوتر والتخوف والمصالح الحزبية والشخصية التي يعيشها نتنياهو ... وما ينتظره !!!! نحن لا نفرق كثيرا ما بين الاحزاب الاسرائيلية ومتابعتنا لانتخاباتهم ونتائجها تعتبر في اطار الحرص على المتابعة ودراسة السياسات والمواقف ... والتي لم نشهد عبر سنوات طويلة عن فروقات كبيرة ما بين العمل والليكود خاصة ما بعد مقتل رابين ومحاولة دفن اتفاقيات التسوية التي ابرمت ما بين منظمة التحرير والدولة العبرية .... لكننا بذات الوقت وفي سياق التسوية التي ننشدها ندعم كل صوت سلام يعترف بحقوقنا المشروعة لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس والى كل صوت سلام يدعو الى ازالة الاستيطان ووقف العدوان والحصار . ما ينتظر نتنياهو ... وهو بأنفاسه الاخيرة من ملفات الفساد 1000-2000-4000 وما يمكن ان ينتظره من ملفات جرائم الحرب التي يمكن اعدادها لقتله للأبرياء واخرهم عائلة السواركة ... بهذا يكون نتنياهو قد ختم حياته السياسية بملفات فساد وجرائم حرب .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت