عرضت جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة الفلسطينية ثلاث أفلام تناولت أثر السياسات الإسرائيلية على المرأة الفلسطينية، حيث تعاني النساء جراء السياسة الإسرائيلية المتمثلة بالحواجز والمعيقات من معابر وحدود والحروب المتكررة، يأتي عرض هذه الأفلام ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم!" وهو مشروع شراكة -ثقافية مجتمعية تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" وجمعية "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة" ودعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي، ودعم مساند من cfd وصندوق المرأة العالمي.
يركز فيلم "خيوط من حرير" على التطريز والاثواب التي هي جزء من الإرث الفلسطيني، ويعبر عن الهوية الفلسطينية والانتماء، كما يتم التعرف على الفلسطيني في أي مكان من خلال الأثواب الفلسطيني والمطرزات، ويعتبر رمز للمرأة الفلسطينية مثله مثل الكوفية. بعض المشاركات علقت أن الفيلم ربط الماضي بالحاضر، فكل رسمة وكل غرزة لها رمز يدل على ارتباطها بأرضها وحبها لها والشوق للعودة الى البلاد التي هجروا منها، خاصة عندما تحدثت في الفيلم عن قريتها روبين وأخذت تصف بها وما يحيطها وكأنها تعيش اللحظة وتجسد واقع القرية. أيضا عبرت المشاركات عن كيفية الحصول على خيطان الحرير أيام البلاد، وعند انقطاع القماش والمواد التي تحتاجها المرأة للتطريز تستطيع استخدام ورق الشجر والخيش لكي يستمر التطريز ولا يتوقف، وهذا اشادة بالدور الذي تصنعه المرأة الفلسطينية وأهمية دورها في الحياة والنضال، علقت المشاركات بأن مشهد النضال على الحدود في غزة يشبه نضال المرأة في التطريز وأن حلم العودة إلى الوطن يجسد في أكثر من شكل. حتى الأغنية الشعبية التي غنتها الطفلة في الفيلم لخصت كل ما تقوله الجدة، وكأنها قصة تاريخ فلسطيني عريق، فالتاريخ الفلسطيني موثق بالثوب الفلسطيني بالأهازيج والأغاني التراثية الفلسطينية الأصيلة، العادات والتقاليد جسدت أيضاً بالثوب الفلسطيني ونراه من خلال ان الفتاه لا تلبس الثوب الأسود وان المرأة الارملة تلبس التطريز الأخضر او الأزرق الفاتح والوان كل ثوب تتبع المنطقة وكأنه أرشيف من الضياع. ان الثوب يعبر عن مكانة المرأة سواء كانت متزوجة، عزباء وحتى الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمرأة يلعب دورا في كمية التطريز والخيوط المستعملة وأن المرأة عندما تطرز ثوبها فإنها تتكلم عن حكاية.
التطريز يمكن المرأة اقتصاديا وان الكثير من النساء تعيل أسرها من التطريز، قالت المشاركات بأن على النساء الناشطات اجتماعياً أن يسوقوا للمنتجات والتطريز، وأن يرفعوا من الاقتصاد الفلسطيني، لتمكين المرأة بوجود بازارات أسبوعية وليست موسمية. وللحفاظ على التراث من الضياع والسرقة، وأكدت المشاركات على أهمية تعريف المشتري للثوب بأنواع القطب الموجودة وأصل هذه الغرزة، ليتم نشر التراث وتسويق الثوب الفلسطيني بطريقة حضارية وجميلة، وهناك الكثير من المصممين العالمين قادرين على نشر فكرة الثوب الفلسطيني والحديث عنه عالميا لدعم القضية الفلسطينية. وعلقت مشاركة أخرى أن التطريز أصبح لا يقتصر على الثوب فقط، ويجب أن يعطى التطريز من المهارات التي تتقنها الطالبات في المدارس من خلال الاشغال الفنية.
تحدث فيلم "سرد" بصورة ابداعية وغير نمطية عن واقع المرأة في غزة، اختلط فيه الرقص التعبيري بالصورة الواقعية ليعكس مدلولا حزن وفرح لمسناه خلال الفيلم من لقطات الرقص والغناء وحب الحياة والرسوم المتحركة من خلال وجود حلم وتفكير ذهني لتحقيقه، ولحظات حزن من خلال نبرة صوت حزينة تعبر عمّا يجول بنفسها من خلال طرق التواصل الاجتماعي ليجسد المعاناة الحقيقية التي تتعرض لها الفتاة للالتحاق بإحدى الجامعات في الدول المجاورة، والتي تتمثل بضغوط نفسية واجراءات طويلة وصعبة في الحصول على إذن السفر. استطاع الفيلم خلق نقاش مجتمعي حول دور المرأة من خلال طرح قضية التعليم واكمال المرأة للتعليم في ظل بيئة يوجد فيها تناقض ما بين تفهم أهل الفتاة بحقها في التعليم، وبعض العائلات التي ترفض سفر الفتاة خشية عليها، وأن تتنازل عن حلمها والالتحاق بأي تخصص في قطاع غزة، كما وركز على قضية مجتمعية هامة تعكس دور المرأة ومسؤوليتها في بث روح الاصرار والتصميم للوصول للهدف. كما أوصى المشاركون بضرورة توجيه الانظار إلى هذه القضية على كافة المستويات، السياسية والدولية لضمان الحق في التعليم، ببيئة آمنة وتوفير التسهيلات الكاملة للسفر والتعليم من قبل كل الجهات الرسمية والدولية. وأكدوا على أهمية توضيح اجراءات التنسيق لطلبة الثانوية العامة من قبل الجهات المختصة.
فيلم "ورق دوالي" للمخرجة دينا أمين ركز على معاناة الشعب الفلسطيني والعقوبات والصعوبات التي يواجها في ظل الاحتلال وخصوصا وجود الحواجز، التي تحد من حركة المواطنين وتحرمهم من ممارسة وعيش حياتهم بصورة طبيعية، خلافا عن الأمور النفسية والتعب الجسدي وضياع الوقت عند المرور عن الحواجز. وقد تركزت بعض مداخلات الحضور على مفهوم الغربة بنوعيها الغربة الداخلية والخارجية، وأن كل شخص فلسطيني يعاني الغربة الداخلية لأنه لا يستطيع التنقل داخل وطنه بكل راحة، اذ أن كثيراً من المواطنين بعيدين عن أهاليهم بعض الكيلومترات ولكنهم لا يستطيعون الوصول إليهم إلا خلال أشهر بسبب وجود عوائق الاحتلال الى جانب الغربة الخارجية وصعوبة التأقلم مع عادات وتقاليد جديدة وصعوبة التعامل مع مجتمعات وأفكار جديدة، الاختلاف في الثقافات حتى في الأشياءالبسيطة.
فيلم "الغول" للمخرجة آلاء الدسوقي ركز على معاناة المرأة الفلسطينية في منطقة غزه، والحروب التي واجهتها المرأة الفلسطينية. وقد أشار إلى ذلك من خلال الحياة الصعبة التي تعيشها المرأة في تفاصيل حياتها اليومية، من الموت المحاط بها من جميع الاتجاهات. مع غياب لمظاهر الحياة والأمن والأمان بأسلوب بسيط وأدوات بسيطة في بيت مهدم. وبذات الوقت اعتبر العديد من المشاركين أن المرأة الفلسطينية هي عنوان للصمود والثبات فهي صامدة رغم قساوة الحياة والحرب، وقال المشاركون لمسنا الحزن من خلال الرقصات الإيقاعية التي قامت بها الشابة خلال الفيلم، فتارة حزينة وتارة غضب لتعكس حياة أهل غزة بشكل دقيق في المنطقة.
كان هناك العديد من المداخلات التي ركزت على ضرورة تعريف الجيل الصغير بما يدور في غزه، فيما ركزت بعض المداخلات على ضرورة أن يكون هناك برامج وطنية واعلامية لدعم صمود المواطنين في غزة وتعريف العالم بما يحدث فيها. وليس خطابات ومناشدات برنامج عملي مساند وداعم لهم، كما أكدوا على أهمية التضامن الدولي معهم وتنظيم حملات اعلامية المناطق المهشمة في غزة.
يركز فيلم "يا ريتني مش فلسطينية" للمخرجة الشابة فداء نصر على الاحتلال بشكل أساسي، والعنف الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال، ويؤثر بشكل كبير على جميع مناحي الحياة بشكل عام وعلى المرأة الفلسطينية بشكل خاص. بعض المشاركات علقت بأن الطاقة السلبية التي بثتها المخرجة في بداية الفيلم أثرت على نفسيتها كطالبة اعلام وأصبح لديها شعور بالخوف من الفشل وأن الأمل ضعيف في خلق فرصة عمل لها في مجتمعنا الفلسطيني. كما أضافت بعض المشاركات البيت ليس سجنا، سبق وأن خرجت من هذا البيت وعملت في مجال الصحافة، كما قالت المشاركات بأنه لا يجوز عمل الاحتلال ك "شماعة" نعلق عليها كل مشاكلنا ويأسنا، وعدم محاولاتنا للخروج من الواقع الذي نعيشه.