في ظل حالة الانقسام التي تسيطر عل الساحة السياسية الفلسطينية والتي تتغذى من رغبة واضحة لدى كل فصيل للاستفراد بالشأن العام , إضافة لتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نتيجة للحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال منذ اكثر من عقد من الزمن, يبدو ان المسافة التي تفصل قطاع غزة عن نقطة اللاعودة لم تعد تذكر .
ففي الوقت الذي تحسنت فيه ظروف المعيشة في الضفة الغربية ، أصبح قطاع غزة في السنوات الأخيرة مكانًا يكافح فيه الناس من أجل البقاء فكل زاوية من القطاع المحاصر شاهدة على قصة معاناة او ذكرى أليمة لم تترك أحداً إلا طالته.
اليوم تشير اغلب التقارير الرسمية إلى ارتفاع قياسي لمعدلات البطالة و الفقر مقارنة بالسنوات الماضية ما سيزيد من حدّة المأساة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي يوجهها الغزييون و يعجّل حتما في استفحال آفات اجتماعية كثيرة كالجريمة المنظمة و ظاهرة الانتحار لدى الشباب .
الهجرة...الحل السحري تشير التقارير الرسمية انه خلال سنة فقط غادر أكثر من 50.000 من سكان القطاع ,غزة عبر معبر رفح ، ولم يعودوا مجددا , اغلب المهاجريين هم من الشباب الذين ملوا البطالة و التهميش , و غادروا طمعا في غدا افضل لهم و لابنائهم . و لئن كانت اوروبا هي الوجهة المثلى لاغلب المهاجريين حول العالم , الا ان عديد الاستطلاعات كشفت ان نسبة كبيرة من الشباب الغزي يرغبون في الاستقرار في الضفة الغربية دون الحاجة لتعريض حياتهم للخطر في قوارب الموت .
مراد سامي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت