نبدأ من حيث القرار الاممي الاخير المؤيد لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وبأغلبية ساحقة وصلت 165 دولة من اعضاء الجمعية العامة مع امتناع 9 دول عن التصويت ووقوف 5 دول (ضد) .
هذا القرار الاممي الذي جاء ليضاف الى العديد من القرارات المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بالاحتلال الاسرائيلي والرافضة للاستيطان باعتباره غير شرعي .. وغير قانوني ... وغير انساني . ومع الموقف الدولي بأغلبيته الساحقة الرافض للاحتلال .. كما الرافض للاستيطان والعدوان والحصار تخرج أمريكا عبر وزير خارجيتها وكأنها تتناقض كليا مع موقف المجتمع الدولي وشرعيته وقراراته باعتبار ان الاستيطان ليس عملا غير شرعي وغير قانوني بل انه يأتي في اطار كما يقول نتنياهو رفع الظلم التاريخي عن الشعب اليهودي واعادة حقه منذ 3000 عام وكأن نتنياهو المضلل والمخادع والمزيف للتاريخ يتحدث مع الرئيس الامريكي الجاهل للتاريخ ... والمتجاهل للحقوق والملتزم بالدعم الكامل والشامل للدولة العبرية لمصالحه وتثبيت ادارته . الولايات المتحدة وعبر سياسة ادارة الرئيس ترامب تعمل منذ بداية عهدها على توفير الدعم الكامل للحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو ضمن سلسلة الخطوات الملموسة والمباشرة والمعلن عنها بوضح النهار منذ بداية عهد ترامب الذي كان واضحا بانحيازه ودعمه حيث اصدر قرار ضم القدس باعتبارها عاصمة لدولة الكيان مخالفا ومتناقضا مع قرار المجتمع الدولي وشرعيته وحتى مخالفا للاتفاقيات الموقعة ما بين الجانب الاسرائيلي والفلسطيني كما عمل ترامب على نقل القنصلية الامريكية من شرق القدس ...
كما عمل على قطع المساعدات عن الاونروا لمحاولة وقف اعمالها وكان الرد الدولي بإعادة تفويضها بأغلبية ساحقة ... كما قام ترامب بإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد بواشنطن والتي تعترف بها الغالبية العظمى من دول العالم باستثناء أمريكا واسرائيل وحالة التناقض التي يعيشونها بسياستهم الخارجية حيث ان اسرائيل قد وقعت اتفاقية المرحلة الانتقالية مع منظمة التحرير وبرعاية امريكية وباستقبال حافل في واشنطن . التناقض الواضح بالسياسة الامريكية .. كما التناقض الفاضح بالسياسة الاسرائيلية ... وكأن بلطجة أمريكا وسياستها الخارجية تلتقي مع السياسة الارهابية الاسرائيلية القائمة على الاحتلال والاستيطان والعدوان .
لم تتوقف ادارة ترامب الى هذا الحد بل عملت على تشر وتسريب ما يسمى بصفقة القرن والتي لم يعلن عنها رسميا ... لكن يبدو ان سياسة ترامب قائمة على التسريب والتنفيذ دون اعلان في ظل الرفض القاطع والشامل لهذه الصفقة . ليس اخرا ما قاله وزير الخارجية الامريكي بخصوص المستوطنات بل ان نتنياهو وجولته داخل المستوطنات وحديثه على ان هناك فرصة سانحة لضم غور الاردن واعتبار المنطقة الشرقية ضمن دولة الكيان وشاكرا الرئيس الامريكي ترامب الذي رفع ظلما تاريخيا وقع على اليهود منذ 3000 عام . تزييف وتزوير وبلطجة امريكية لدعم الارهاب الاسرائيلي وخاصة اليمين واليمين المتطرف وحزب المستوطنين دعما خفيا ومباشرا وانقاذا عمليا لنتنياهو من السقوط بأيامه الاخيرة ولعل وعسى ان تقوم امريكا بما قامت به وما اعلنت عنه ستوفر طوق النجاة لنتنياهو . أمريكا وسياسة الرئيس ترامب تستبق قضايا الحل النهائي وتحاول ان تصنع لإسرائيل أمرا واقعا في القدس والجولان وغور الاردن وحتى بملف الاستيطان .
محاولة امريكية فاشلة ليس لها اساس قانوني .... كما ليس لها شرعية دولية يحاول فيها ترامب ان يرضي اللوبي الصهيوني ويهود امريكا حتى تتعزز ادارته وحتى يمكن ان تقل مناهضة حكمه وما يجري ضده ... وما يحرك له من ملفات تزيد من عصبيته كما تزيد من تعصبه وانحيازه . لن تكون بلطجة ترامب وارهاب نتنياهو قادرين على قلب الحقائق وتزييف التاريخ وتغطية ومنع شمس الحرية عن شعب لا زال صامدا مرابطا على ارضه وعن شعب له جذوره التاريخية على هذه الارض باعتباره من الكنعانيين الاوائل الذي غرسوا الارض بأشجارها وادخلوا الحياة فيها .... ولم يكن هناك كما قال نتنياهو الا من البعض الذين لهم ديانة يهودية كما باقي الديانات والذين عاشوا مع العرب عبر التاريخ دون ادنى مضايقة او اهمال بحقوقهم او منع لصلواتهم . بلطجة ترامب وارهاب نتنياهو يزرعون داخل هذه الارض المقدسة احقاد وكراهية واغتصابا للحقوق وانتهاك للإنسانية وتلاعب خطير بالقومية والوطنية والجذور التاريخية وهذا ما يدينهم الى درجة انهم مجرمي حرب ومعادين للسلام .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت