كما الدماء التي سالت على أرض غزة غالية فإن القدس غالية أيضا وهي درة التاج ومهوى الفؤاد وعنوان الحرب والسلم

"فدا" : قرارات واجراءات الاحتلال في القدس جزء من مخطط شامل تقول إسرائيل عبره إنها ماضية في سياسة تهويد وضم المدينة وأنها لا تريد السلام

فدا

أكد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" أن القرارات الأخيرة لسلطات الاحتلال بإغلاق مكتبي التربية والتعليم وتلفزيون فلسطين في القدس لا تنفصل البتة عن جملة قرارات تزامنت معها أو سبقتها سواء باعتقال أو استدعاء مواطنين مقدسيين أو ناشطين وقيادات مقدسية، وقبلها قيام نفس السطات بتنفيذ مجازر هدم واسعة في الشطر الشرقي من المدينة المقدسة المحتلة وضواحيها، فضلا عن الاعتداء على مؤسسات المدينة المختلفة وعلى مقدستها، سيما المسجد الأقصى، وتشديد الحصار عليها.

وشدد "فدا" في بيا نصحفي، يوم الخميس، على أنه لا يجب النظر لتلك الاجراءات التعسفية إلا باعتبارها جزءا من مخطط واحد وشامل وممنهج تقول من خلاله إسرائيل، وقد أعطتها الولايات المتحدة الضوء الأخضر لذلك باعلانها المشؤوم حول وضعية المستوطنات وقبلها حول وضع القدس، إنها لا تعترف بالقدس عاصمة لدولتين، ولا تريد شريك سلام فلسطيني، وأنها ماضية في سياسة التهويد والضم وتكريس الوقائع على الأرض، والأهم أن مبدأ حل الدولتين ليس موجودا على أجندتها!

وأكد أن تلك الاجراءات ومثلها تلك القائمة الطويلة من الاجراءات والقرارات التعسفية التي اتخذت والمستوطنات والمعسكرات التي بنيت والمجازر والجرائم التي ارتكبت منذ عدوان الرابع من حزيران عام 67 وحتى الآن لم تنل من عزيمة شعبنا ولم توقف قدرته وإصرار على المقاومة، وهي إجراءات باطلة ومرفوضة ومناقضة للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني والاتفاقيات والقرارات الدولية لا تنشؤ حقا ولا تفرض واقعا إلا متوهما، والأهم أن شعبنا وقيادته لا يعترفان بها ولن يعترفا بها وسيقاومانها ميدانيا وسياسيا وقانونيا ودبلوماسيا.

وردا على تلك الممارسات التي تمثل شن حرب، وإن كانت غير معلنة، على الشعب والوجود الفلسطيني، طالب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" بالعمل الفوري لانهاء الانقسام الفلسطيني، فلا مجال لتسويف أو مماطلة أو احتجاج أي طرف، فكلنا مقصرون وكلنا مدانون، ويجب ذهاب الجميع لتنفيذ كل الاتفاقيات الموقعة بهذا الشأن واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكما هي الدماء الزكية التي سالت على أرض غزة في العدوان الأخير غالية علينا، فإن القدس، بمقدساتها وكل مكوناتها ومؤسساتها وشخصياتها، غالية أيضا، بل هي درة التاج ومهوى الفؤاد وعنوان الحرب والسلم، فلا أمن ولا استقرار ولا سلام دون استعادة القدس الشرقية لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة العتيدة، ولا دولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها، ولا انتخابات دون القدس.

كما طالب "فدا" برفد هذا الموقف الفلسطيني الواحد والموحد، بعمل شعبي مكثف وواسع في مواجهة قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين والتصدي لهما، سواء في اعتداءاتهم على المسجد الأقصى المبارك، أو في كل إجراءات التعسف التي تمثل ضما بطيئا وغير معلن للقدس، حتى من غير المقدسيين الذين يتعرضون لأبشع عملية تطهير عرقي، وهذا يتطلب حراكا سياسيا ودبلوماسيا فلسطينيا في كل المحافل العربية والدولية، وعلى جامعة الدول العربية، منظومة جامعة ودولا منفردة، مغادرة بيانات الشجب والاستنكار وإقران أقولها بالأفعال، وينسحب ذلك على أطراف ودول المجتمع الدولي ومنظمة التعاون الاسلامي، فلا بد من فرض عقوبات على إسرائيل، كما يجب مقاطعتها وعزلها، ويتطلب ذلك فلسطينيا تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي ذات الصلة، حتى ترتدع وتعرف أنها ليست فوق القانون، وأن لاحتلالها كلفة وليس (احتلالا من نوع خمس نجوم)!

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله