لن تغيب قرار ما يسمى وزير الامن الداخلي جلعاد اردان بحظر ومنع انشطة تلفزيون فلسطين في القدس العاصمة المحتلة واراضي عام 48 ... قرار عنصري ارهابي بامتياز ... بل انه قرار يأتي في اطار سياسة عدوانية عنصرية ارهابية تسلب الارض وتعمل على تهويدها ... كما تحاول فاشلة إسكات الصوت ... وتغييب الحقيقة وحجب الصورة ... في اطار التزييف الثقافي والسياسي الذي تقوم عليه دولة الكيان ضد الرواية الوطنية الفلسطينية والحقيقة الساطعة التي تأتي عبر هذه الشاشة ... وهذا الصوت الفلسطيني المتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية والذي يعمل في اطار الشرعية الفلسطينية والذي لا يخرج بمحتواه عن الشرعية الدولية وقراراتها .. ولا حتى عن الاتفاقيات والتطلعات السلمية لشعبنا وقيادتنا . هذا الكيان العنصري الذي يأتي بقرار حظر ومنع انشطة تلفزيون فلسطين لا يخرج بعيدا عما يجري بهذا المشهد العدواني العنصري الذي تقوم عليه هذه الحكومة الفاشية وحتى ما يصدر عن وزير خارجية امريكا ... كما لا يخرج عن اطار المخطط الصهيوني باستمرار الاستيطان ومواصلة القتل والاعتداء للطواقم الصحفية كما الحصار والعدوان المستمر على شعبنا وارضنا ومقدساتنا .
كل ما يمكن ان يقال عن انتهاك الحقوق ومخالفة القانون الدولي وحق الحرية للعمل الصحفي كما حق الانسان في قول كلمته التي يعبر فيها عن ضميره وحقوقه ... هذا المنع الذي يعبر عن حالة التخبط والتضارب ومحاولة التزييف المستمر ومنع وقتل الحقيقة في مهدها وقبل نشرها وقولها بصوت الحق من اصحاب الحق . هذا الكيان العنصري الذي يعمل منذ زمن طويل على تزييف الحقيقة والتلاعب والتضليل والخداع في محاولة اثبات ما هو ليس حق لهم ... وتغييب ما هو حق لنا . برغم فشلهم ... وعدم اقناع أحد بروايتهم ... واقتناع العالم بأسره بحقيقة موقفنا وصدق روايتنا وسلامة مقاصدنا الا انهم يمارسون باحتلالهم ابشع الجرائم وينتهكون بممارساتهم وقراراتهم كافة الحقوق الوطنية والانسانية والديمقراطية . يدعون بأكاذيبهم انهم يمارسون الديمقراطية وانهم يسمحون لنا بالعمل الاعلامي وممارسة شعائرنا الدينية والوصول الى قدسنا واقصانا ... وهم بذلك يكذبون ... ويحاولون ممارسة سياسة الاغلاق والحصار والتي لم تنجح ولن تنجح في اسكات الصوت الملازم للملايين ... ولن يستطيعوا حجب الصورة التي تملأ الفضاء بحقيقتها الساطعة والتي تثبت اجرامهم ... عنصريتهم وارهابهم . الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بتاريخها الساطع والمشرف ... وبدورها الوطني الملتزم بالمواقف والثوابت ... وبدفاعها الدائم عن رواية الحقيقة وايصالها بالصوت والصورة الخالصة والتي لا تحييد عن اهدافها ...ولا تتغير بتغير الظروف وممارسات المحتل عليها .
ثبات على الحق والحقيقة ... وصلابة بالموقف الوطني واداء اعلامي مهني يتجدد بإمكانيات متواضعة ... وبمهنية عالية ... وبإرادة وكفاءة ملتزمة بالوطن والحرص على اهدافه والتمسك بشرعيته مهما فعلتم فانتم تغتصبون الحق .... وتحتلون الارض ... وتجرمون بعنصريتكم وارهابكم وليس في قراركم لأجل تغييب الحقيقة ... واسكات الصوت جديد على سياستكم وارهابكم وعدوانكم . فعلتم بقذائفكم وطائراتكم لتدمير مبنى فضائية وتلفزيون فلسطين بمدينة غزة وقتلتم العديد من الزملاء والاخوة ... كما دمرتم العديد من الاماكن وشبكات البث وايصال الصوت والصورة في خانيونس والمنطار بحي الشجاعية كنتم تطلقون رصاصاتكم ومدافعكم على المراسلين وعلى مبنى البث الاذاعي والتلفزيوني .
تجربة تلفزيون فلسطين واذاعة صوت فلسطين ومنذ تأسيس السلطة الوطنية حافل بسجل وجرائم هذا المحتل وبأحداث وممارسات اجرامية عنصرية قام بها هذا الاحتلال الارهابي من اجل اسكات الصوت وتغييب الصورة . كنا نتنقل من مكان الى اخر ولم تستطع عدوانية الاحتلال وان توقف البث وان تسكت الصوت ... وان تغيب او تضعف من ارادة العاملين المؤمنين برسالتهم والواثقين من موقفهم ووطنيتهم وروايتهم التي يعملون على بثها ونشرها بالكلمة والصورة . لقد قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية العديد من المقرات ... وقتلت العديد من الزملاء الاعزاء ... كما عملت على الاعتداء على مبنى التلفزيون بمنطقة ام الشرايط برام الله . اعتداءات عديدة .. وجرائم قتل بحق الزملاء والاخوة العاملين بهيئة الاذاعة والتلفزيون واستهداف الطواقم الصحفية والزملاء الصحفيين وليس اخرهم الاخ معاذ عمارنة .
من يقتل ... ويدمر ... يمكن ان يحظر ويمنع لكن بقتلهم وتدميرهم لم يستطيعوا ان يمنعوا الصوت او يحجبوا الصورة ... كما لن يستطيعوا بقرارهم ان يوقفوا صوت الحقيقة والصورة المعبرة عن ارادة شعب محتل ... وعاصمة محتلة لان كل فلسطيني يمثل صوت الحقيقة ... كما يمثل حقيقة الرواية الوطنية والتي ستكون ساطعة تملأ الارض والسماء . العالم المتحضر والمتمسك بحقوق الانسان وحرية العمل الصحفي واساسها حرية الرأي ومن خلال مؤسساته العديدة يجب ان يتحرك بكل قوة من اجل وقف هذا الاستهتار والاعتداء والارهاب العنصري ضد الفكر والثقافة ووسيلة اعلامية تشارك في صناعة الوعي الوطني المؤمن بالسلام والذي لا يوقفه الا اعداء السلام .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت