الرمز الأممى والقائد الوطنى الكبير نائل البرغوثى ( أبو النور )

بقلم: رأفت حمدونة

نائل البرغوثى

عند الحديث عن الصديق الحبيب نائل البرغوثى ( أبو النور ) لا تسعفنى الكلمات لزحمة الذكريات ، وجميل الأطباع والقيم والمعاملات والسلوكيات التى تحلى بها ، كنت أراه ولا زلت رجل المهمات الوطنية والاعتقالية ، والأخ الذى لم تلده أمى في أحلك الظروف ، حيث الغربة وأقبية الزنازين ، وسند الرجال ، نائل مَثل للأخلاق الاجتماعية والوعى الوطنى ، والانتماء لفلسطين وفوق الحزبيات ، نائل الصخرة الثابتة والراسخة التى تكسرت على صمودها كل مخططات  إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية بعنادها غير المسبوق منذ الاعتقال الأول وعصبة العين والشبح والزنزانة ، نائل الثبات على الموقف وفهم الواقع ، ورجل المحاذير من مخاوف المستقبل ، نائل فيه بساطة القرية ونقاوتها وطيبتها، وعقل الأكاديمى ، ووعى الثائر ، وتضحية الفدائى ، وعناد المناضل ، وروحانية الصوفى ، وفيه شفقة العزيز .

نائل رجل التراث يحب الزراعة وتربية الحيوانات الأليفة ، ويعشق كلمات وحكمة القدامى من الأجداد وأمثالهم ولباسهم وطريقة حديثهم وأطباعهم، ويحترم الكبير ويحن على الصغير ، وسهل الحياة والمعاملة ولين الطبع ، وعلى صعيد السجن أربعين عاماً أمضاها في العلم والمعرفة والمطالعة والتعليم والثقافة واللغات والاطلاع على الحضارات والتاريخ ، وتشعر بموسوعة كاملة تتنقل واياها أينما حل وكان في كل السجون والمعتقلات الاسرائيلية ، ورغم وجود إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية كمؤسسةٍ تنفيذية مختصة ، بمعية خبراء في الهندسة البشرية و الطواقم ذات النظم والهياكل المعقدة والمتخصصة والمدربة، تعمل ليل نهار لتحطيم الروح النضالية والوطنية والمعنوية للأسرى ، إلا أنها لم تزذ نائل إلا عزاً وكرامة وصلابة ، وجعلت منه قائداً سياسياً ، وهامة وطنية ، ومثقفاً وكاتباً وأديباً ، ورمزاً أممياً ووطنياً على مستوى فلسطين وحركات التحرر العالمية والثورية.

 

المصدر: : بقلم الدكتور الأسير المحرر رأفت حمدونة -