ما بعد قرار المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية وما تم توجيهة من اتهامات لنتنياهو بقضايا الرشوة والخيانة والخداع . وبكل وقاحته المعهودة وكذبه وخداعه يتحدث نتنياهو أن الهدف من التحقيقات هو اسقاط اليمين الاسرائيلي من السلطة .....بادعاء كاذب وخارج سياق ومضمون الاتهامات الموجهة اليه ... بل يقول نتنياهو بأنه قد لاحظ أن قرار الاتهام قد تم نشره بسرعه غير مسبوقة !! ... وبتوقيت حساس بالنظام السياسي !! ...منذ قيام دولة الكيان!! وهذا يعني من وجهة نظره أنها خطة مدبرة !! . وتابع نتنياهو اتهاماته ومحاولة خداعة للنيابة العامة والمحققين باتهامهم بإخفاء الحقائق وابتزاز الشهود !!! ..... مضيفا أن المحققين لم يبحثوا عن الحقيقة !!!بل كانوا يطاردونه بشكل شخصي على حد تعبيره وأكاذيبه !! . ردود فعل عديدة على قرار المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية والتي بمجملها تؤشر الي قرب نهاية نتنياهو من الحياة السياسية .... كما قربه من اتخاذ قرار المستشار القضائي بعدم اهليته للترشح لرئاسة الحكومة .
رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة يحذر من أن نتنياهو الغائص بقضايا الفساد سيفعل كل شي !! للخروج من ورطته !! ...وأولها عدوان عسكري خلال الاشهر القادمة قبل الانتخابات المقبلة داعيا القوي العاقلة والرأي العام أن تمنعه من ذلك . زعماء حزب ازرق ابيض وحزب العمل يطالبون نتنياهو باعتزال الحياة السياسية ...اذا كان نتنياهو مهتما بالدولة ....وأن يعمل للدفاع عن نفسه أمام القضاء . ما قبل قرار المستشار القضائي بتوجيه الاتهامات لنتنياهو ب ثلاثة ملفات فساد عملت امريكا من خلال ادارة ترامب الجاري العمل على عزله لانقاذ نتنياهو !! ..... دعم اليمين الاسرائيلي وحزب المستوطنين من خلال قرارات ادارة ترامب سواء كان بضم القدس وشرعنه الاستيطان ونقل السفارة والقنصلية ومحاربة الاونروا وقطع المساعدات عن السلطة الوطنية وما جري الترويج له من صفقة القرن..... كلها قرارات جائرة وظالمة وليس من حق أمريكا ان تتخذ مثل هذه القرارات ...لكنها مجموعة من القرارات والخطوات لدعم اليمين الاسرائيلي باعتباره القاعدة الانتخابية لنتنياهو وحزبه .....الا أن كل هذه الجهود الامريكية وما جري من تصريحات من نتنياهو حول امكانية ضم غور الاردن والمستوطنات الي دولة الكيان كلها لم تسعفه في استمرار البقاء ....بل وجهت له الاتهامات وسيكون مصيره خارج الحلبة السياسية بل داخل السجن ما بعد الحكم عليه .
محاولة نتنياهو بالخداع والتضليل وكأن الاتهامات الموجهة له هي استهداف لليمين الاسرائيلي من خلال قرار المستشار القضائي للحكومة محاولة مخادعه وكاذبه كعادته في سياسته التي استمر عليها على مدار 13 عام برئاسة الحكومة و 3 حروب عدوانية وجولات عدوان عديدة بالشمال والجنوب وزيادة برقعة الاستيطان وعدد المستوطنين ..وادارة الظهر لكافة جهود التسوية ورفض اللقاء مع القيادة الفلسطينية كلها بمجملها وبنتيجتها النهائية أدت الي هذا السقوط المتدرج ....والذي سيصل بنتنياهو الي الحد الذي سيتم فيه محاكمته ب 3 ملفات كما سيتم محاكمته أنه رئيس الحكومة الاسرائيلية التي اضاع فيها الكثير من الفرص باجراء التسوية السياسية بما يعزز امكانية حل الدولتين وتحقيق الاستقرار والأمن للشعبين وهذه الجريمة السياسية هي الاكبر في تاريخه.....
والتي سيحاسب عليها من قبل الأجيال كافة . نتنياهو كان ولا زال عقبة في طريق التسوية ومفهوم حل الدولتين بعد أن خلط الكثير من الأوراق .... واشاع الكثير من الاكاذيب..... وشارك بصناعة واقع متشابك في ظل مستوطنات غير شرعية وغير قانونية لابد أن تزول ......حتى يمكن أن تتحرر الأرض الفلسطينية وأن يكون هناك امكانية للتسوية وتنفيذ مشروع حل الدولتين . سقوط نتنياهو واستمراره بالتهاوي .....وحتي تتوفر كافة الظروف لايداعه ومحاكمته بعد تجريده من حصانته السياسية البرلمانية وما قبل أن نصل الي هذه النقطة من السقوط النهائي هنا يكمن الخطر الشديد ....والمحاذير والمخاوف الحقيقية من أي عدوان اجرامي بمحاولة انقاذ نفسه وتغيير مسار حكمه ....وهذا ما يجب الحذر منه بكافة الجبهات الشمالية والجنوبية وضرورة دراسة المخاطر والاخطار بحسابات وطنية ومسئولية عالية .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت