كتب عبد الناصر فروانة على صفحته عبر "الفيسبوك": اجتهدنا وبادرنا فوثقنا (39) صفقة تبادل اسرى مع الاحتلال، عربيا بدأتها مصر عام 1948، وفلسطينيا "فتح" أنجزت اضخمها في مثل هذا اليوم من عام 1983.وهذا جزء من دراسة نشرناها (عربي-انجليزي) قبل سنوات طويلة.
ففي مثل هذا اليوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر1983، تمت أضخم عملية تبادل أسرى، بين دولة الاحتلال والثورة الفلسطينية، حيث أطلق الاحتلال بموجبها سراح جميع معتقلي معتقل أنصار، في الجنوب اللبناني، وعددهم (4700) فلسطينيا ولبنانيا، إضافة إلى (65) أسيراً من السجون الإسرائيلية المقامة داخل فلسطين، مقابل إطلاق سراح ستة جنود إسرائيليين من قوات (الناحال) الخاصة، كانت حركة فتح قد أسرتهم في منطقة "بحمدون" بلبنان، بتاريخ 4 أيلول1982، وهم: (الياهو افوتفول) و(داني جلبوع) و(رافي حزان) و(روبين كوهين) و(ابراهام مونتبليسكي) و(آﭬـي كورنفلد).
ان التاريخ الفلسطيني المقاوم حافل بصفقات تبادل الأسرى، والتاريخ يحفظ في فصوله انتصارات كثيرة لفصائل فلسطينية متعددة، والتي نجحت في اتمام صفقات التبادل بنجاح، ويعلق الفلسطينيون آمالا كبيرة على ما لدى حركة "حماس" من أوراق في غزة يمكنّها من اتمام صفقة تبادل جديدة يتحرر بموجبها الكثير من الأسرى.
إن مشروعية النضال من أجل الحرية، والسلوك الإسرائيلي الشاذ في التعامل مع الأسرى، وتهرب حكومة الاحتلال من استحقاقات "العملية السلمية" بعد "أوسلو"، وعدم التزامها بما تم الاتفاق عليه برعاية أمريكية والإفراج عن الدفعة الرابعة من "الأسرى القدامى" عام2014، يعزز الشعور لدى الفلسطينيين بأن خيار القوة المتمثل في أسر الجنود هو خيار مجدي لكسر قيد الأسرى وتحقيق حريتهم، والتاريخ الفلسطيني حافل بالصفقات، وما صفقة "شاليط" الأخيرة عنا ببعيدة. الأمر الذي يدفع حركة "حماس" التي تأسر إسرائيليين في غزة الى التشدد بمطالبها، بما يضمن اتمام صفقة تبادل جديدة تحقق آمال الأسرى وعائلاتهم، وتعزز من ثقافة المقاومة لدى شعبهم.
ان تحرير الاسرى، ليس واجبا وطنيا ودينيا وأخلاقيا فقط، أو انسانيا وقانونيا فحسب، وانما ضرورة حيوية وجوهرية لعزيز روح المقاومة ورفع معنويات الشعب الفلسطيني واستقرار الأمن والسلام في المنطقة.