واشنطن هي من تشجع اسرائيل علي انتهاك القانون الدولي وقررات مجلس الامن والامم المتحدة باستمرار بل وتشجها علي ارتكاب الجرائم تلو الجرائم بحق الانسانية واستباحة الدم الفلسطيني دونما ان تحسب اي حساب لمحاسبة المجتمع الدولي او حتي اي من المحاكم التي تحاسب اي دولة او جماعة او منظمة او عصابة في العالم اذا ما ارتكبوا جريمة حرب الا اسرئيل , الحرب الاخيرة علي غزة وما لحق من ابادة وشطب لعائلات بكاملها علي ايدي قادة اسرائيل شاهد علي ذلك وليس هنا في القطاع بل ايضا بالضفة الغربية فقد لحق هذه الجريمة وسبقها اعداما لشابين احدهما بمخيم العروب والاخر بالقدس , فقد اعدما بدم بارد فقط لانهم فلسطينين واليوم هناك هجمة مسعورة من قبل المستوزطنين علي الفلسطينين في كل مكان بالضفة .
قد لا تكون هذه الجريمة والجرائم التي ترتكبها اسرئيل اقل بشاعة من جرائم هدم البيوت وسرقة الارض الفلسطينية وقلع الوجود الفلسطيني والضم المتسارع للارض الفلسطينية حسب المخطط الاستراتيجي للدولة الصهيونية والذي ايضا يهدف لمنع واعاقة قيام اي كيان سياسي فلسطيني مستقل يتصل بالمحيط العربي وخاصة الحدود الشرقية مع الاردن فيما يسمي غور الاردن وشمال البحر الميت . تجاهل وزير الخارجية الامريكي ان مجلس الامن صوت علي قرار تاريخي بشأن الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية اي حدود العام 1967 ديسمبر 2016 والذي يحمل رقم 2334 وهو القرار الذي سمحت ادارة اوباما بتمريرة لترسي سياسة ما تفرض علي اي ادارة امريكية التماشي مع مبدا حل الدولتين لارساء الامن والاستقرار بالمنطقة باسرها وبهذا تجاهل بومبيو ان قرار مجلس الامن اشار بوضوح الي مجمل القرارات التي صدرت منذ تاريخ 1967 واولها 242 حتي العام 2008 وقرار 1850 والتي تؤكد علي عدم جواز الاستيلاء علي الاراضي بالقوة ويؤكد علي انطباق اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية الاشخاص المدنيين وقت الحرب آب 1949 بان الارض الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية والاراضي العربية الاخري اراض محتلة بموجب القانون الدولي , ونسي بومبيو الرأي الاستشاري الصادر في تموز 2004 من قبل محكمة العدل الدولية . ويبدو ان بومبيو وادارة ترامب لم تحسب اي حساب لاي غضب عربي او فلسطيني قد يحدث نتيجة تشريع المستوطنات بالضفة واعتبار اكثر من 600 الف مستوطن سكان اسرئيلين .
تصريح مايك بومبيو الاخير بشأن المستوطنات الاسرائيلية الجاثمة علي الارض الفلسطينية المحتلة يؤكد ان ادارة ترامب لم تعد تعترف بحل الدولتين او بأي مرجعيات لعملية السلام التي اعلن وفاتها بومبيو بعد بعد قراره بخصوص المستوطنات ولا تعترف سوي بما في رائسها وصفقتها الملعونة فلا تعترف بخارطة الطريق ولا اتفاق اوسلو الذي رعته اشنطن ولا مبادرة السلام العربية ولا اي قرار اممي يعترف بحق الفلسطينين في تقرير المصير وحقهم في ارضهم وخاصة قرار مجلس الامن رقم 2334 والذي يقر علانية أن المستوطنات الإسرائيلية المقامة علي الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة رئيسية أمام تطبيق حل الدولتين الذي وحدة يمكن ان يحقق السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة , كما يطالب اسرائيل بالوقف الفوري عن ممارسة كل الانشطة الاستيطانية ويعتبرها انشطة غير شرعية بموجب القانون الدولي , ولن يعترف باي تغيرات تجريها اسرئيل علي الارض وخاصة في القدس.
تصريح بومبيو يقول ان ادارة ترامب هي التي ستجري تغيرات في الضفة والقدس وغزة دون حساب لاي غضب عربي او ردة فعل عربية قد تؤثر علي مصالح امريكا بالشرق الاوسط ولا اعتقد انه سيكون هناك اي موقف غير الشجب والادانة والاستنكار لا مواقف علي الارض يمكن ان تجبر واشنطن علي التوقف عن اهداء ما لا تملك من فلسطين وترابها وعاصمتها لاسرائيل, لن يكون هناك غيرة حقيقية علي الارض الفلسطينية لن يستدعي سفير عربي ولن يؤنب اي سفير امريكي ولن تقطع علاقات العرب بامريكا ولن توقف الحركة التجارية ولن اذهب لابعد من ذلك في الافتراضات المؤلمة لان الامر بات بيد واشنطن وهي تمتلك مفاتيح الحدود العربية وحقول النفط ومناجم الذهب وتهيمن علي عقول قادتها وحتي كل شيء في حقائبهم الشخصية .
الفلسطينيين اليوم يقاتلوا وحدهم علي الساحة مع بعض الاسناد امام الهيئات الدولية . لهذا فأن امريكا تستهزء بالامم المتحدة وقراراتها وتضرب بعرض الحائط قرارات مجلس الامن في ابشع اشكال التفرد بالقرارات والتدخل في القضايا الدولية لحساب طرف واحد وهو اسرئيل , امريكا تفرض قانونها هي وهو قانون القوة فلا فائدة من اي تحرك علي مستوي الامم المتحدة ولا مجلس الامن ولا حتي مقاضاة بومبيو امام محكمة الجنايات الدولية ان لم يكن هناك ثورة علي الارض , انتفاضة حقيقية , مقاومة شعبية , قتال بأدوات ابداعية .
الامر بات محتوما امام الفلسطينين اما ان يفجروا المنطقة ويغيروا الكثير من القواعد ,’يحرقوا كل الاسس التي اعتمد عليها بومبيو, واما فإن عليهم الاستسلام بشجاعة للتفرد الامريكي والقبول بخطتهم الملعونة صفقة القرن, الرد علي تصريح بومبيو لابد وان يواجه بالغضب االشعبي الجماهيري اولاً ليغضب الشارع العربي , والغضب الفلسطيني الجماهيري المنظم والرسمي الواسع علي كل الصعد , غضب يحرك كل الشوارع العربية والاوربية في آن واحد ,غضب يشل كل المخططات الامريكية ويدفع الي مزيد من الضغط الدولي علي واشنطن لسحب القرار واعترافها بحقوق الفلسطينيين التاريخية وحقهم في اقامة دولتهم المستقلة علي حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
د. هاني العقاد
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت