نعم صدق الرئيس محمود عباس بما يمثله من رمزية وطنية وتاريخية وشرعية قيادية تمثل كافة ابناء الشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجدهم ... عندما قال ان الظلم الامريكي لن يدوم ... وحتى الظلم الاسرائيلي لن يدوم ... وأيا كان الظلم ومصدره ومحاولة تبريره لن يدوم . أمريكا دولة عظمى وقوية وتعتبر أكبر دولة بالعالم ... لكنها لا يمكن لها ان تتحكم بالعالم !!! كما لا يمكن لامريكا ان تتحكم بمصير الشعوب ومقدراتها وحقوقها ... كما لا يمكن لامريكا مهما عظمت قوتها ان تستمر بمخالفة الشرعية الدولية والقانون الدولي ومجمل القرارات الاممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .
أمريكا ومحاولتها بالخروج عن اطارها الجغرافي ومكانتها السياسية بمحاولتها ان تسيطر وتنشر نفوذها والى حد بطشها بقوتها بالعديد من الاماكن والدول .... والتي كانت بنتيجتها النهائية خسائر مادية وقتلى وجرحى من الامريكيين .. كما كانت هناك خسائر اقتصادية تحملها الشعب الامريكي ... كما ان هناك خسارة اخلاقية وسياسية وقانونية شككت بمصداقية أمريكا وشعار الحرية التي ترفعها والديمقراطية التي تنادي بها . التاريخ حافل بالمواقف الامريكية التي تجاوزت كافة الحدود ... وانتهكت كامل الحقوق ... وعملت على التدخل والى حد القتل والاحتلال بالعديد من المناطق كما حدث في كوبا ... حدث في فيتنام من خسارة امريكية بفعل صمود وتضحية الشعبين وكانت النتيجة النهائية هزيمة أمريكا وعدم مقدرتها على تنفيذ مخططاتها .
الشعوب لا تهزم ... ولم يسجل بالتاريخ ان شعبا قدم هزم او استسلم لقوة بطش و عدوان . أمريكا بتدخلها بأفغانستان ولدت الخراب والدمار كما كان من نتيجة تدخلها مقتل الاف الجنود الامريكيين .... كما امريكا وتدخلها بالعراق وسيناريو اسلحة الدمار والذي ثبت عدم صحته وعدم وجوده من الاساس باعتبارها ذريعة امريكية حاول من خلالها احتلال بلد عربي شقيق واستغلال ثرواته وزرع بذور الفتنة بداخله ... وكما العراق سوريا الشقيقة والتدخل الامريكي وما يشهده الشمال السوري من تدخل تركي بغطاء أمريكي . أمريكا والتي حاولت بكل ما تمتلك من تنفيذ مشروعها لتقسيم المنطقة بمشروع الشرق الاوسط الصغير والكبير وما سمي بثورات الربيع ... والتي كانت بأساسها واهدافها أمريكية اسرائيلية لإضعاف مقومات القوة والقدرة العربية واحداث انهيار بالنظام العربي تمهيدا لخلق فتنة طائفية وطبقية داخل الشعب الواحد . ظلم امريكا لم يتوقف عند حد الاحتلال والقتل والتدمير بل ان ظلمها وعدوانها بما تدعمه من انظمة وجماعات ارهابية لنشر الفوضى الخلاقة كما تسميها امريكا .
عندما يقول الرئيس محمود عباس ان ظلم امريكا لن يدوم ... استنادا لتجربة تاريخية واحداث متتالية وقناعة وطنية .... ان حقوقنا وثوابتنا لن تستطيع امريكا ان تشطبها او تنهي وجودها . الرئيس محمود عباس ليس عدوا لأمريكا .... بل يعتبر من اكثر الزعماء ايمانا بالسلام وبناء العلاقات ما بين الدول على اسس ومبادئ تستند للقانون الدولي والذي يحدد الحقوق والواجبات . الرئيس عباس عندما يقول ان ظلم امريكا لن يدوم يتحدث عن تجربة طويلة من القرارات الاممية بحق القضية الفلسطينية والتي لم ينفذ منها أي قرار ... كما يتحدث عن مخالفة قانونية سياسية اخلاقية قامت بها امريكا لصالح دولة اسرائيل على حساب الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني . أمريكا لا تمتلك مصير الشعب الفلسطيني .... ولا تمتلك حقوقه ... ولا زمام قراره .
القدس عاصمة دولة فلسطين وتم احتلالها بالخامس من حزيران 67 ومعها الضفة الغربية وقطاع غزة وجزء من الارض المصرية والسورية وصدر قرار اممي من مجلس الامن يحمل الرقم 242 والذي لا يجيز الاستيلاء على ارض الغير بالقوة ... كما جاء بالقرار الذي يدعو بالانسحاب من كافة الاراضي التي تم احتلالها بحرب الخامس من حزيران 67 . قرار اممي صادر عن مجلس الامن الدولي وبطبيعة الحال بموافقة امريكية كون ان امريكا عضو دائم بمجلس الامن ... ومع ذلك تضرب القرار بعرض الحائط كما كافة القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة وحتى عن مجلس الامن .
الرئيس محمود عباس عندما يقول على الملأ حول الاستعداد التام يتنفيذ أي قرار اممي من اجل السلام .... يثبت الفرق الشاسع ما بين الموقف الفلسطيني المتمسك بالشرعية الدولية وقراراتها والملتزم بأسس ومبادئ السلام العادل ... وما بين امريكا التي تدعم الاحتلال وارهابه وعدوانه ... والتي تتجاوز الحدود والحقوق والشرعية الدولية وقراراتها .
ما صدر من بيان اعضاء الكونغرس الامريكي لما يقارب 135 وما صدر عن المرشح للرئاسة الامريكية يدلل بالملموس ان هناك في امريكا من يتفهون الحقوق ولا يتجاوزون القانون الدولي ويحرصون على السلام ومبادئه والشرعية الدولية وقراراتها . الرئيس الامريكي ترامب وما صاحب انتخابه ورئاسته للإدارة الامريكية بكل ما فيها من لغط وتساؤلات وجهل واضح للسياسة الخارجية وما يجري من موقف داخلي امريكي لعزل ترامب قد افقده الكثير من التوازن بعد فشله في انقاذ حليفه نتنياهو .... وكأن سياسة العزل لترامب كما نتنياهو تأتي في اطار الحتمية التاريخية لكل من ظلم ... وحقا فان الظلم لن يدوم كما قال الرئيس والتاريخ .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت