لقد مرت أيام صعبة وما زالت على الشعب الفلسطيني منذ اغتصاب وطنه وتحمل كل قساوة الاحتلال والاستيطان وتهويد الارض والمقدسات واليوم يقحم مئات المستوطنين الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل، بعد منع سلطات الاحتلال المسلمين والزوار من الوصول الى ساحات الحرم وشهدت منطقة الحرم موجة مسعورة من اعتداءات المستوطنين على السكان في محيطه ما ادى الى اصابة العشرات من المواطنين بينهم اطفال بجروح ورضوض وكدمات وحالات اختناق بسبب رشهم بغاز الفلفل والغاز المسيل للدموع .
ان ما آلات اليه الاوضاع داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ادى الى توفير الحماية والغطاء الكامل للمستوطنين بشن حربهم وممارسة قمعهم وتنكيلهم وسرقتهم للأراضي الفلسطيني وقيامهم بحرب استعمارية شرسة ومفتوحة ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم حيث تهدف إجراءات الاحتلال على الارض تكريس وتعميق الاستيطان وإحلال المستوطنين اليهود مكان أصحاب الأرض الاصليين في مسلسل استمر وتواصل منذ النكبة الي هذا اليوم ليتواصل التصعيد وقمع الفلسطينيين والتنكيل بهم ليشمل كل المدن الفلسطينية ويتسع يوما بعد الاخر عبر الاستهداف المباشر لقمع مسيرات التضامن الشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة والاستهداف المباشر للصحافيين الفلسطينيين من اجل اسكات الحق والصوت الفلسطيني .
ان استمرار اعتداءات المستوطنين الاستفزازية الهادفة إلى ضرب الوجود الفلسطيني وتنفيذ العديد من المخططات التهويدية خاصة ما يتصل منها بتهويد المسجد الأقصى ومحيطه ولذلك يمارس المستوطنون الاقتحامات للمسجد الاقصى والحرم الابراهيمي بشكل متسمر ويتعمدون أداء لشعائر تلمودية دينية امام باب الرحمة القريبة من أسوار وأبواب المسجد الأقصى، بالإضافة إلى استمرار اقتحام القرى والمدن الفلسطينية وكتابة شعارات عنصرية معادية على جدران المنازل وممتلكات المواطنين .
ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عملية اجرامية تقودها حكومة الاحتلال على مرآى ومسمع العالم والتي يذهب ضحيتها العديد من الشهداء، في حرب تتركز في الوقت الحاضر على مناطق معينة وهي الخليل والقدس ومدن الضفة والهدف الواضح منها استكشاف إلى أي حد يمكن الذهاب في مخطط واضح الهدف سعيا الي توفير الغطاء لحكومة الاحتلال من اجل الاعلان عن ضم الضفة الغربية وتحويل نظام الحكم فيها الي حكم ذاتي محلي محدود والعمل ايضا على دعم حالة التمزق الفلسطيني والانقسام القائم بين الضفة وقطاع غزة ومنع قيام حكومة فلسطينية واحدة تمارس عملها بالضفة الغربية وقطاع غزة .
إننا على ثقة أن الشعب الفلسطيني وكافة قواه وفصائله الوطنية لقادرون على مواجهة الاحتلال في ظل استمرار الصمت الدولي فإن الشعب الفلسطيني وقواه الفاعلة لن يترددوا بتفجير انتفاضتهم ضد محتليهم ولقد اشتاق العرب وأحرار العالم إلى مشهد مثل هذا الحراك الطبيعي الذي أثبت الفلسطينيون أنهم رواده وسيبقون وليس أمام شعبنا الفلسطيني سوى الانتفاضة فى وجه الاحتلال الغاصب لكرامتنا وحقوقنا الوطنية المشروعة وإن هذا الخيار اعلان الانتفاضة يبقى الحل الذي يرسم ملامح مرحلة وينهي وضعا شاذا لا يمكن إنهاؤه إلا بهذه الطريقة.
إن سكوت وصمت المجتمع الدولي على إجراءات المستوطنين وحكومة الاحتلال يعني استمرارها في التمادي في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وأراضيه وفى ظل ذلك لا بد من قيام المجتمع الدولي بدوره والمطالبة بمساءلة الاحتلال على جرائمه ومحاسبته عليها وليس غض البصر عما ترتكبه من انتهاكات يومية بحق الفلسطينيين وبات المطلوب العمل على توفير الحماية للشعب الفلسطيني ومنحه حقوقه المشروعة.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت