1. ثمة قناعة في الفكر الذي نشأت عليه دولة الكيان الصهيوني " إسرائيل "هو فكر احلالي توسعي ولأجل هذا الهدف شُكلت المنظمات الصهيونية بجوار كبرى المدن الفلسطينية مما مكن الاحتلال من اغلاقها متي شاء وضربها متى شاء وبالتالي أصبحت المستوطنات جيوب سيادية وتهديد حقيقي للدولة الفلسطينية ، الاستيطان جريمة تروع الفلسطينيين الآمنين في أرضهم في انتهاك صارخ للمواثيق والقوانين الدولية يوجب على أحرار العالم انكارها. ويقول موشيه سنيه رئيس القيادة القطرية لعصابات الهاغاناة الصهيونية في العام 1943: "ان الاستيطان ليس هدفاً في حد ذاته فحسب، بل أيضاً وسيلة للاستيلاء السياسي على فلسطين، ولذلك يجب أن نسعى في آن واحد لإقامة مستوطنات عبرية سواء وسط المراكز السياسية والاقتصادية للبلد أو بالقرب منها أو حولها، أو في تلك النقاط التي يمكن استخدامها مواقع طبوغرافية مشرفة أو مواقع رئيسية من ناحية السيطرة العسكرية على البلد والقدرة على الدفاع الفعال عنهُ، وإن كانت أهميتها الاقتصادية قليلة" وعليه فان الاستيطان أساس الفكر الصهيوني وعقليتهم التوسعية الاحتلالية فحولت مشاريع الاستيطان الأراضي الفلسطينية الى مناطق معزولة تشبه الجزر ولكنها محاطة بالمستوطنات وليس بالماء.
2. إن حقنا التاريخي ثابت وليس مرتبط أو مرهون بأي نظام دولي متصهين في أي مكان أو زمان فان كانت هناك قوة تتوهم أنها مركز القرار وتوزع القرارات تبعاً لأهوائها لإرضاء اللوبي الصهيوني فان مثل هذه القرارات لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه ولن تغير من حقائق التاريخ شيئاً وسيتجاهلها التاريخ وتمضي كل هذه الهرطقات الي مزابل التاريخ ولن ينال أصحابها الا اثماً وعاراً يذكرهم به التاريخ ومن يعتقد غير ذلك فهو غافل. ان الحركة الصهيونية العالمية هي التي تعمل على إعطاء صبغة المشروعية لهذه المستوطنات على أرض فلسطين من خلال أدواتها بالمنطقة ويأتي رأس هذه الأدوات هي الإدارة الأمريكية.
3. ان كل الأحزاب الصهيونية تغلف الاستيطان بأهداف أمنية وهذا الأمر ليس عشوائي بل ان القيادة الصهيونية تختار الأماكن الاستراتيجية كالحدود مع الأردن و مدينة القدس وحولها في مركز الضفة الغربية على شكل أحزمة استيطانية وفق رؤية توسعية في مخالفة واضحة للقانون الدولي ، يتعاظم الاستيطان كلما كان هناك هدوء وعندما تشتعل الأراضي بمقاومة الاحتلال يتراجع الحضور الاستيطاني وينحصر الاستيطان وليس أدل على ذلك من قرار الانسحاب من المستوطنات المقامة على أراضي قطاع غزة والتي كان يقول فيها رئيس الوزراء الصهيوني الهالك ارئيل شارون ان مستوطنة نيتساريم كتل ابيب ولكن هذه الشعارات الرنانة سقطت ارضاً أمام ضغط المقاومة الباسلة في قطاع غزة والتي جعلت كلفة الاستمرار بالوجود داخل هذه المستوطنات غالي يكلف المستوطنين الصهاينة حياتهم فاندحروا خاسرين .
4. ان من عادات الدجالين انهم يزيفون الحقائق بالأكاذيب وماقامت به إدارة الرئيس الأمريكي ترمب بقراراتها الخبيثة بداية من إعلانها اعتبارها القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني وبعد ذلك الإعلان الأمريكي بان الجولان السورية المحتلة جزء من دولة الكيان الصهيوني وبعدها اعلان شرعنة المستوطنات الأمر الذي يعد تجاوز لكل المواثيق والقوانين الدولية فترمب يتعامل مع العالم وكأنه صاحب وصاية على الجميع في تغول على حقوق الأمم الأخرى ، رغم ذلك كله فان هذه الهرطقات الترمبية كشفت الوجه القبيح لبعض المطبلين للتطبيع من العرب المتأمركين والمتصهينيين وسيبقي التاريخ يذكر الأحرار الواقفين في جانب الحق رغم غدر الغادرين وتخلي المرجفين من أتباع الدولار هنا وهناك.
5. الاستيطان وجود غير شرعي وباطل قانوناً وان أي كيان يقول غير ذلك الا عدو للحق الفلسطيني الأصيل ، من التجارب الفلسطينية على مر التاريخ وجدنا أن الحقوق تنتزع انتزاع من المحتلين فلا تنظروا أن يعطينا الاحتلال الصهيوني أرضنا المحتلة وأن يوقف الاستيطان دون قوة وعلى من أصابهم ضلال وانحرفوا عن درب المقاومة في استعادة الحقوق أن يراجعوا التاريخ جيداً ليدركوا صوابية نهج المقاومة في مواجهة الاحتلال والاستيطان.
بقلم : محمد مصطفى شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت