حليفا العدوان والإرهاب ، الثنائي ترامب - نتنياهو يعيشان مأزقاً قد ينهي حياتهما السياسية إلى غير رجعة . فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه محاولة جدية في الكونغرس تتصدره رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ، بهدف عزله من رئاسة البيت الأبيض ، قطعاً في الطريق أمامه لمنعه من الفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية العام القادم . ونتنياهو والمصير المجهول الذي ينتظره ، بعد فشله في جولتي انتخابات " الكنيست " ، الأولى والثانية ، وعدم تمكنه من العودة مجدداً إلى رئاسة حكومة الكيان الصهيوني .
ترامب الذي يلاحقه خصومه من الحزب الديمقراطي ، وعدد من معاونيه ، سواء في حملته الانتخابية الأولى ، أو من كانوا يشغلون مناصب في إدارته . أما نتنياهو رئيس حكومة العدو الصهيوني فحاله ليس بأفضل من حليفه ترامب ، حيث يواجه بدوره جهود حثيثة لإقصائه وإنهاء حياته السياسية التي ستقوده إلى السجن بتهم الرشوة والفساد والإختلاس .
نتنياهو يُدرك أن أخصامه في الداخل من أحزاب ( بني غانتس وليبرمان ) ، ونخب سياسية وإعلامية ، وقادة أمنيين وعسكريين ، وحتى من داخل حزبه الليكود عملوا على إحراجه أولاً ، تميهداً لإخراجه نهائياً . حيث بات من شبه المؤكد أن الكيان ذاهب إلى جولة ثالثة من انتخابات " الكنيست " أوائل العام 2020 القادم ، إذا ما انتهت المهلة الزمنية التي منحها رئيس الكيان ريفلين لأعضاء " الكنيست " في تكليف شخصية لتشكيل الحكومة ، وكأنها محاولة من ريفلين لإنقاذ صديقه نتنياهو من النهاية المحتومة ، إذا ما تم تكليفه من قبل " الكنيست " .
الحليفان الخائبان يحاولان مساعدة بعضهما البعض ، فقد أغدق الرئيس ترامب بالهدايا على نتنياهو ، فاعترف بالقدس عاصمة للكيان ونقل سفارة بلاده من " تل أبيب " إلى القدس ، وأوقف التزاماته المالية المخصصة للانروا بهدف إنهاء عملها ، بوصفها الشاهد الحي على نكبة الشعب الفلسطيني ، واعترف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان . وجديد الهدايا إعلان وزير الخارجية الأمريكي بومبيو ، أنّ الاستيطان لا يتعارض مع القانون الدولي ، في تراجع فاضح عن الرأي القانوني الذي أصدرته الخارجية الأمريكية عام 1978 ، على أن المستوطنات تتعارض مع القانون الدولي . من المؤكد حتى الآن أن تلك الهدايا التي قدمتها إدارة الرئيس ترامب من جيب العرب والفلسطينيين على وجه التحديد ، لم تفعل فعلها في الجولتين السابقتين ل" الكنيست " ، فهل تنقذه في الجولة الثالثة ؟ ، الأمر مشكوك فيه .
أما نتنياهو ، فكل ما يستطيع فعله لحليفه هو التدخل لدى اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة ومؤسساتها ، الضغط من أجل انقاذ ومساعدة ترامب من السقوط بضربة إجراءات العزل التي سارت بها نانسي بيلوسي وحزبها الديمقراطي . فهل ينجح نتنياهو في تلك المهمة التي عملّ عليها منذ زمن ، الأمر مشكوك فيه ، لسبب أن حظوظ نتنياهو لدى اللوبيات النافذة في أمريكا ومؤسساتها على غير مستوى ، قد أصبحت غير ذي تأثير أو جدوى ، بعد سيل الإخفاقات والاتهامات بحقه . لا يعني بأي حال من الأحوال أن الشريكان ترامب ونتنياهو قد ينتهي بهما المصير إلى ذات النهاية ، أقله أن ترامب ورغم ما يواجهه من تحديات داخل الولايات المتحدة من إجراءات لعزله ، قد لا تجد تلك الإجراءات طريقها نحو عزله ، وإذا ما حصل وتحقق ذلك ، فترامب في نهاية المطاف سيعود إلى حياته العملية في مجال التجارة والعقارات وغيرها .
لكن نتنياهو فحبل الإقصاء حوله عنقه يزداد شده وألمه ، ولن تنقذه إلاّ معجزة أو تطور وحدث كبيران ، يحول دون تلك النهاية السوداء لقاتل ومجرم حرب ، دفعته وتدفعه أنانيته المفطرة إلى الإقدام على أي شيء بما فيها شن الحروب وارتكاب المجازر . وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس ، والتحريض على قتل الفلسطينيين في مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 ، الشاهد الحي على تلك الشخصية وإجرامها .
رامز مصطفى كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت