الدور الإيراني داخل غزة يثير غضب ساكن القطاع

بقلم: رامي عبدالله

image

شهدت الأوضاع الميدانية في قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية توتراً كبيراً، فبعد قصف الطيران الإسرائيلي لمنزل القيادي في "سرايا القدس" بهاء أبو العطا ما أدى الى استشهاده رفقة زوجته، دخل القطاع في مواجهة جديدة مع قوات الاحتلال.
 ما كان لافتاً خلال هذه التطورات الميدانية، اكتفاء حركة حماس بالتنديد، تاركة بذلك المجال لحركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران لاستعراض قدراتها العسكرية على الميدان. العديد من التخمينات السياسية اعتبرت موقف حماس الأخير رفضاً لدخول حرب جديدة لم تحسن الحركة الاستعداد لها، فيما اعتبرها آخرون التحاماً بنبض الشعب الذي ملّ دخول حروب خاسرة.
 فهل تفطنت حماس أخيراً للشرخ الذي أحدثته سياسات حركات المقاومة -الممولة في أغلبها من دوائر خارجية- بينها وبين المواطن الغزاوي المثقل بالفقر والمرض والحاجة؟ من المعروف والمعلن لدى كل الأطراف أنَّ الغزيين ليسوا بالسلبيين ولا الخانعيين، فرغم دخول القطاع أكثر من مواجهة مع قوات الاحتلال ورغم الحصار الذي تجاوز العقد من الزمن لا زال سكان غزة مؤمنين بقضيتهم وبحتمية النصر، إلا أنهم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبلوا دخول حرب بالوكالة.
 تحركات إيران الأخيرة داخل القطاع ومحاولاتها الحثيثة لإقناع الفصائل المقاومة بدخول حرب جديدة مع إسرائيل لم ترق للغزيين، إذ تشير العديد من الاستطلعات عن تنامي موجة الرفض داخل غزة من تعامل حركة حماس مع إيران التي ترسل السلاح قبل الدواء لقطاع يعاني أزمة إنسانية حارقة.

لوم الغزيين مفهوم وشرعي، فقرقعة السلاح التي تُسمع في القطاع لا تصم غير أذان أطفال غزة ولا تصل إلى طهران وقيادتها التي ترغب في الضغط على إسرائيل على حساب دموع الثكالى وجثث الأبرياء الفلسطينيين.

رامي عبدالله

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت