لسنا بصدد توجيه الاتهامات الجزافية وغير المبررة لأجل ابراز قصور هنا أو هناك ...أو توضيح مخالفة وتجاوز خارج السياق المطلوب ..... لأن كل هذا سيأتي بوقته المحدد وسيكون الخطأ بالتقدير والحساب أمرا واضحا ومحسوبا . المشفى الامريكي وبهذا الغطاء الاسرائيلي وما ينتاب هذا المشروع من تساؤلات عديدة واستفسارات لا حصر لها حول مدي الحق من عدمه في السماح لإقامة هذا المشفى ...اذا كان بحق له علاقة بالعمل الصحي ومعالجة المرضي وتوفير رعاية افضل . الكلام المرسل حول المشفى الامريكي بأنه يلبي الاحتياجات الصحية للمواطن الغزي أعتقد أنه أمرا خارج السياق الطبيعي والذي لا يصدق !!!...ولا يعقل القبول به !!!. فالمشفى بصوره المنتشرة في مرحلة التجهيز وبتركيبته المنوي انجازها وما يمكن القيام به في ظل اجهزة وتقنيات وخبرات فنية يثير العديد من التساؤلات حول من يقوم على انشاء هذا المشفى ... ومن يموله ..ومن اختار موقعه وكيف ستجري عمليات عمله ؟؟!!. هذا المشروع يحمل بطياته الكثير من التساؤلات التي لا تتوقف ...والمخاوف والمحاذير التي ليس لها حدود فهل المشفى حقيقة بالمعني الصحي للمواطنين ؟؟!! ..... أم أنه بغطاء مشفي لأعمال اخري ؟؟!! أم شراكة أمريكية اسرائيلية مؤكدة تحت غطاء مشفي وله أعمال واهداف أخري ؟؟!!
ومدي علاقة الانسانية والاغاثة الصحية ومعالجة المرضي بإنشاء مثل هذا المشفى بمنطقة حدودية أقرب من السيطرة الاسرائيلية منها للسيطرة الفلسطينية ؟!! كما سيبقي السؤال ضمن تساؤلات عديدة حول العاملين داخل هذا المشفى وطبيعة عملهم كما سيكون هناك سؤالا حاليا حول طبيعة العمال والمهندسين والفنيين وأخرين ممن يقوموا على عملية التأسيس والانشاء .... كما سيكون هناك سؤالا بحالة التنفيذ الكامل حول من سيكون بإمكانه الاطلاع والمباشرة بكافة التفاصيل الداخلية لهذا المكان الذي تأسس ؟؟!! هل من المعقول أن تكون أمريكا بكل أفعالها وسياساتها ومنعها واجراءاتها تريد أن تخدم القطاع الصحي بقطاع غزة ...؟؟!! ... وهلا يمكن لأمريكا واسرائيل بما يقومون به من حصار مالي وقطع للمساعدات أن يعملوا على رفع معاناة الناس وتحسين أوضاعهم الصحية والانسانية ؟؟!! أمريكا واسرائيل يسلبون الحقوق وينهبون الارض ويجردوننا من سبل الحياة الكريمة ويحرموننا من أحلامنا وحقنا باقامة دولتنا وبناء مؤسساتنا .... كما يعملون على شرعنه الاستيطان وتسهيل مهام الاحتلال والدفاع والتبرير عن العدوان والارهاب الاسرائيلي يمكن أن يصبح داعمين وممولين للانسانية ؟؟!!
وهل أمريكا التي تقطع المساعدات المالية وتحاصر مؤسساتنا وتمنع كافة سبل تطويرها وبالتعاون الكامل مع الاحتلال الاسرائيلي ممكن أن تجد نفسها أمام واجب انساني ببناء مشفي بالمنطقة الحدودية للمحافظات الجنوبية ؟؟!! أمريكا المنحازة والداعمة للاحتلال وسياساته وممارساته هل ستسمح لجمعية امريكية بتمويل هذا المشروع وما تحمله طبيعة هذه الجمعية وصاحبها من تمويل سابق للعديد من المشروعات التي كان من نتيجتها العديد من الضحايا في ظل نزاعات عديدة جرت بدول مجاورة . ليس هناك من جملة واحدة ...أو هدف واحد ....يمكن أن يقنع أي مواطن بصحة هذا المشروع ... بل نجد أن كافة التساؤلات والشبهات تطال مثل هذا المشروع الذي اقل ما يمكن أن يقال له أنه مشبوها وخارج السياق المعتاد ...كما أنه خارج القرار والصلاحية والمسئولية بحكم أن غزة في اطار السلطة الوطنية الفلسطينية والتي لها مرجعياتها ووزاراتها السيادية صاحبة الحق باتخاذ ما يلزم من قرار والتي لم يصدر عنها أي موافقات أو تصريح بقبول مثل هذا العمل ... بل المعارضة واضحة ومطلقة . مثل هذ المشفي ليس له ضرورة ملحة يمكن من خلالها تجاوز الاصول الادارية والقانونية وادخالنا بدهاليز لا نعرف كيف يمكن الخروج منها والتي نشتم منها رائحة كريهة قد تصل بنا الي مرحلة ابداء الندم على السماح والقبول دون اطلاع كامل بتفاصيل ما يجري ... وعندها سنكون أمام أزمة قد لا نجد لأنفسنا امكانية حلها ومواجهتها بصورة سهلة ....
وكأننا سنكون أمام قاعدة امريكية يصعب دخولها أو انهاء وجودها عندها من الذي سيتحمل مسئولية مثل هذا الواقع ؟؟!! . ..اذا ما كان هناك ما لا يتم التطرق له والذي قد يأخذنا الي ما هو في باطن الارض وفي عمق البحر من خيرات فلسطينية يحاولون نهبها وسرقتها تحت غطاء الانسانية والعمل الصحي .... كل شي يمكن أن يكون جائزا .... طالما أننا نعمل بارتجالية دون تدقيق ودون معرفة بالحقائق التفصيلية ... وحتى دون دراية كاملة بما يجري . الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت