احمد عبد الرحمن من شواهد المرحلة وصانعيها

بقلم: علي بدوان

علي بدوان

صباح اليوم، الثلاثاء 3/12/2019، رحل أحمد عبد الرحمن، الفتحاوي العتيق، والإعلامي المُزمن، الذي ساهم بفعالية كبيرة في بناء الإعلام الفلسطيني، الذي ترافق مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة فجر الأول من كانون الثاني/يناير 1965.

رحل أحمد عبد الرحمن بعد عمرٍ مديد، قضاه في ميادين العمل الوطني الفلسطيني، وعلى رأسها ميدان الإعلام والكلمة والصورة، جنباً الى جنب مع البندقية الوطنية الفلسطينية، التي صنعت مجد وتاريخ الشعب الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية التي تواصل مشوارها الكفاحي حتى اللحظة دون كللٍ أو ملل، ودون تسربٍ للإحباط القاتل في صفوف شعبنا المكافح في الداخل والشتات.

عمر مديد، قضاه الراحل أحمد عبد الرحمن، منذ المراحل الأولى من تأسيس اذاعة الثورة الفلسطينية التي كانت عرضة للتنقل والإنتقال تبعاً للظروف الميدانية التي احاطت بالعمل الوطني الفلسطيني، من عمان/الأردن، الى درعا السورية، الى لبنان...

أحمد عبد الرحمن، من بلدة (بيت سوريك) قضاء القدس، تلك البلدة التي يتواجد على أرضها الآن عدد كبير من اقاربي، ومن عائلة والدي، الصامدين على ارض فلسطين، كما حال كل شعبنا على أرض فلسطين، الى يوم يُبعثون.

انتسب أحمد عبد الرحمن، لجامعة دمشق، منتصف ستينيات القرن الماضي، واحترف العمل النضالي بعد انطلاقة حركة فتح والمقاومة التي انتسب اليها عام 1967. وعندما انتسبت شخصياً لجامعة دمشق عام 1978، تزاملت مع عددٍ من رفاق أحمد عبد الرحمن الذين بقوا في الجامعة، لسنواتٍ طويلة، نتيجة تفرغهم في العمل الوطني، ومنهم روحي فتوح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وابراهيم المصري، ورفيق عارضة، وسائد أحمد، وعماد الدين ابراهيم، والدكتور داوود الحسن، نجاتي أسعد ... وأخرين.

أحمد عبد الرحمن، تحمَّلَ العمل الإعلامي واعباءه في مرحلة صعبة، من محنة طرابلس اللبنانية والإنقسام الفلسطيني في النصف الثاني من العام 1983، الى انتقال مجلة (فلسطين الثورة) الى نيقوسيا بعد التغريبة الفلسطينية التي وقعت في حينها، فكان رئيس التحرير للمجلة المركزية الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، واذكر العديد من مقالاته الإفتتاحية اللاذعة التي تناولت الحالة الفلسطينية في ظل الإنشقاق الذي كان قد وقع في حينها.

ترافقت معه عدة مرات في لقاءات مُتلفزة عبر بعض الفضائيات العربية، فقد كان على الستلايت ( الإس جي) من رام الله، وأنا من دمشق، فكان حوارنا واختلافنا تسوده المودة، ومحاولة تهذيب الخلافات للوصول الى مساحات وطنية واسعة التقاطع.

رحم الله الراحل أحمد عبد الرحمن، رجل من رجال ورواد الثورة المعاصرة، ومن شواهد تلك المراحل التي تتالت في مسيرة العمل الفلسطيني المعاصر حتى الآن.

thumbnail_محنة طرابلس


 

(الصورة : احمد عبد الرحمن مع الرئيس الراحل ياسر عرفات والشهيد خليل الوزير أثناء محنة طرابلس في النصف الثاني من العام 1983)

علي بدوان

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت