جدد نائب رئيس "حماس" في غزة، خليل الحية، تأكيد إصرار حركته على المشاركة في الانتخابات الفلسطينية التي دعا إليها الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، لأن الانتخابات تساهم في إنهاء الانقسام الداخلي.
وشدد الحية في حديث لصحيفة "الأخبار" اللبنانية على أن قرار المشاركة في الإنتخابات ليس مناورة سياسية أو تضييعاً للوقت، بل "هو قرار جدّي"، مشيراً إلى ما وصفها بـ"التسهيلات" التي قدّمتها "حماس" بموافقتها على إجراء انتخابات تشريعية تليها الرئاسية بعد أشهر.
وقال الحية " حالياً، تتحضّر حماس لهذه الانتخابات كأنها واقعة غداً، وذلك على الرغم من بعض الاشتراطات التي يضعها الرئيس عباس."
إلى ذلك، فنّد نائب رئيس "حماس" في غزة، ما روّج له الإعلام العبري مؤخراً عن خلاف بين حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، بسبب عدم مشاركة الذراع العسكرية للأخيرة، "كتائب القسام"، في معركة "صيحة الفجر" التي اندلعت بعد اغتيال الاحتلال الإسرائيلي قائد لواء الشمال في "سرايا القدس" (الذراع العسكرية لـ"الجهاد")، بهاء أبو العطا.حسب الصحيفة
وأكد الحية مجدد على أن العلاقة "أعمق بكثير مما يظنه البعض، وخوض السرايا المعركة وحدها ليس أمراً جديداً، فهي في السابق خاضت معارك عدة وحدها، ونحن في القسام خضنا سابقاً عدة جولات وحدنا"، مضيفاً أنه "في الجولات التي سبقت المواجهة الأخيرة، كان هناك عمل ميداني مشترك، ولكن خوض السرايا هذه المعركة وحدها لا يعني وجود خلاف".
وعن "كتائب القسام" في غزة، أكد الحيّة أنها "بخير رغم الصعوبات. هي تمتلك من القدرات الصاروخية التي تُمكّنها من قصف المدن الكبرى لأشهر في أيّ حرب"، متابعاً أن "القسام باتت أكثر عدّة وعديداً، وهي تنتج كلّ ما تحتاج إليه في القطاع".
وفي ما يتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، قال الحيّة إنه لا تطور في هذا الملف، واصفاً كلّ ما جرى تداوله في الأسابيع الماضية في هذا الشأن بأنه "غير صحيح".
واستغرب الحية "عدم اهتمام حكومة العدو بأسراها لدينا، خصوصاً بالجنديين شاؤول أرون وهدار غولدن... عندما كان (الأسير جلعاد) شاليط لدينا، كان اهتمام العدو به أكثر، لكن اليوم، وعلى رغم وجود أربعة لدينا، فإن الحكومة الإسرائيلية غير جدّية في الإفراج عنهم"، مستدركاً بأن الإشكالات الداخلية الإسرائيلية ووجود حكومة تصريف أعمال يساهمان في وقف أيّ تفاوض.
وحول الزيارة التي يقوم بها وفد يضم رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية إلى القاهرة، وإن كانت السلطات المصرية ستسمح له بالقيام بجولة خارجية شرط (تجنّب السفر إلى تركيا أو إيران) أجاب الحية : "القاهرة لا تشترط علينا شيئاً، وقيادة الحركة تزور أيّ بلد يساهم في تحسين واقع سكان قطاع غزة ويدعم المقاومة".
وعن التقارير التي تتحدث عن قرب "عقد اتفاق تهدئة طويل الأمد بين إسرائيل و حماس" اعتبر الحيّة أن هذه الأنباء غير دقيقة.
وقال"الكلام عن تهدئة لعشرة أعوام أو وقف أعمال المقاومة ضدّ العدو غير صحيح مطلقاً". ولفت إلى "(أننا) حركة مقاومة، قد تتغيّر أشكال العمل، لكننا لن نتوقف عن مقاومة العدو"، معتبراً "مسيرات العودة شكلاً من أشكال المقاومة التي نستنزف بها العدو".
أما وجود هنية في مصر، فهو للاتفاق على "تهدئة لا تُكبّل يدَي المقاومة، وبالتأكيد لن يمنعها (أيّ اتفاق) من الردّ على أيّ عدوان... كلّ يوم هدوء يمرّ على القطاع تزداد فيه المقاومة قوة".كما قال
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع محور المقاومة (الممتدّ من طهران إلى بيروت)، وصفها الحيّة بأنها "ممتازة"، لافتاً إلى أنه "في بعض المراحل، تعرّضت العلاقة لتوتر بسبب اختلاف وجهات النظر، لكنها لم تنقطع يوماً".
أما عن العلاقة مع سوريا، فجدّد الحية سعي حركته إلى التواصل مع دمشق، "لأنها داعم كبير للمقاومة".
وتابع: "في المبدأ، نحرص على أن تكون لنا علاقات طيبة وجيدة مع كل دول العالم، خاصة الأنظمة والدول التي تؤمن بالمقاومة، وتجعل من ساحتها واحة جيدة لها. يوم كنا في سوريا، كانت ظروفنا كشعب ومقاومة من أفضل الظروف. للظروف التي تعرفونها خرجت حماس، وما زلنا نتمنى للأشقاء في سوريا أن يعود بلدهم ليمارس دوره الطليعي في خدمة قضايا الأمة ودعم القضية الفلسطينية كما كانت".