إن مقارنة بسيطة بين القيم التي كانت سائدة في مجتمعنا في الماضي وتمسكنا بها لقرون طويلة، وبين القيم التي نقتدي بها ونمارسها في أيامنا هذه، نجد اختلافًا كبيرًا وشاسعًا. فأين نحن من قيم الكرامة والجود والعفة والشرف والنزاهة والصدق والنخوة والشهامة والأمانة والوفاء والعطاء والتطوع واحترام الكبير، التي عرفها آباؤنا واجدادنا وعملوا بموجبها، وفاخروا بها ..؟!.
لقد تغيرت المفاهيم وانهارت القيم والمعايير الاجتماعية، واستبدلت بمفاهيم استهلاكية ساقطة تسيء للفرد والجماعة، وكل ذلك تحت مسمى " التقدم " و " التطور "، ولكن في الواقع ليس سوى " فوضى " أخلاقية و " تسيب " اجتماعي فاق كل تصور.
هنالك من يتساءل : هل نعيش أزمة أخلاقية ؟! والجواب قطعيًا نعم. فنحن نعيش في زمن يسوده الكذب والنفاق والرياء وغياب الأخلاق والعائلية والعصبية القبلية المقيتة والطائفية البغيضة والعنف المجتمعي المتفاقم. لا أدعو أن نعود القهقرى، ولا أريد أن يعيش شبابنا كما عشنا في الماضي، فلكل زمان رجاله، ولكن ما أطلبه أن نحتفظ بالقيم الإنسانية الجميلة التي آمنا وتمسكنا بها وحمتنا من فقدان إنسانيتنا.
ويجب أن نتذكر دائمًا أننا أقلية قومية مقهورة في وطننا، وبحاجة دائمًا للتعاضد والتكافل والتكاتف معًا، وأن نعيش بمحبة وجيرة حسنة في مجتمع يسوده السلم الأهلي، ولنجعل شعارنا دائمًا، أولًا وأخيراً، التسامح والمحبة، لأنه إذا لم نوفر الامان لأنفسنا فلن يوفره لنا أحد.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت