استنكر حاخام يهودي-فرنسي النص المثير للجدل الذي تبناه النواب الفرنسيون في الجمعية العامة، ليلة الثلاثاء ، والقاضي بالمعاقبة على معاداة الصهيونية كشل من أشكال معاداة السامية. واعتبر أن الخطوة تعد انحرافاً خطيراً.
وفِي عريضة نشرها موقع "ميزان- انفو" بالفرنسية تحت عنوان: " أنا معاد للصهيونية" ؛ قال الحاخام Gabriel Hagaï (غابرييل هاغاي) وهو فرنسي- إسرائيلي؛ إن تصويت النواب الفرنسيين على قانون يساوي بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، يعد أمراً سخيفاً وفاضخاً !. وأشار إلى أن هذا النص تم تبنيه على الرغم من تحذيرات العديد من المثقفين الفرنسيين (من اليهود وغير اليهود) – كما جاء في عريضة نشرتها صحيفة لوموند عشية التصويت على هذا النص.
واعتبر الحاخام أن االمشرعين الفرنسيين أخطأوا تماما في تمرير هذا النص، الذي يوسع أكثر الفجوة بين بين القانون والعدالة في هذا البلد؛ مذكراً بأن التوراة تقوم على العدالة والمحبة والتواضع والتشارك، عكس " قيم" الصهيونية، المبنية على الكبرياء والقمع والكراهية والإقصاء، والتي يجسدها أشخاص مثل ثيودور هرتزل أو جوزيف ترومبلدور أو بن غوريون.
وتابع الحاخام اليهودي القول إن اختباء البعض من المعادين للسامية خلف معاداة الصهيونية، لا يعني ذلك أن معاداة الصهيونية هي معاداة السامية؛ تماما كما أن اختباء بعض الاسلاموفوبيين وراء العلمانية لايعني أن العلمانية هي الاسلاموفوبيا.
وأعرب الحاخام غابرييل هاغاي في الأخير عن أمله في أن تختفي الصهيونية، ويتم إصلاح شامل للتنظيم السياسي في إسرائيل وفلسطين، وإنشاء دولة شاملة جديدة يعيش فيها الجميع بنفس الحقوق ويتحدثون بالعبرية والعربية معا.
واختتم الحاخام قائلا : " فليقولوا إنني معاد للسامية. وليأني أولياء هذا القانون الظالم للبحث عني .. ويقاضوني إن تجرءوا!" .. حاخام يقدم للعدالة بسبب معاداة الصهيونبة! إنه فعل أمر سخيف! .. وسيمكننا أن نبرهن علنا على عدم اتساق مثير للشفقة لهذه المهزلة"، في إشارة إلى النص الذي تبناه النواب الفرنسيون بأغلبية ضعيفة، بعد جدل كبير حوله داخل الجمعية الوطنية وخارجها.حسب موقع صحيفة " القدس العربي" اللندنية
هذا النص اقترجه النائب البرلماني عن حركة الرئيس إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" سيلفان ميار؛ على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، في صياغته مفهوم معاداة السامية الجديد، والذي يتم تعريفه كالآتي : السامية هي تصور معين لليهود، و يمكن أن تتجلى في الكراهية ضدهم. إن المظاهر الخطابية أو الجسدية لمعاداة السامية تستهدف الأفراد اليهود أو غير اليهود وممتلكاتهم و مؤسسات أهلية، وأماكن عبادة.
هذا التعريف، وافق عليه البرلمان الأوروبي في 2017، و دعمته فرنسا من حيث تبناه الرئيس إيمانويل ماكرون ، في خطابه فبراير/شباط الماضي، أمام المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، والذي تعهد فيهبتوسيع مفهوم معاداة السامية ليشمل معاداة الصهيونية.
ويخشى معارضو هذا النص من أن يتم استغلاله لتكميم أفواه منتقدي سياسات الحكومة الإسرائيلية.