دعا القيادة الفلسطينية إلى استخلاص العبر من تجربة أوسلو "الكارثية"

مزهر: لا يمكن أن نقبل بمنح أو مشاريع مغمسة بدماء اطفال فلسطين

جميل مزهر

أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسئول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر، على أن موقف الجبهة ثابت وأصيل من  الولايات المتحدة الأمريكية" الكيان الإمبريالي" ولا يقبل التأويل أو التحريف، حيث تمثل "أمريكا" بسياساتها ومالها ومساعداتها وعسكرها رأس "الإجرام والإمبريالية" و"مستعبدة الشعوب، وحاضنة حروب التطويع والسيطرة التي تتعرض لها شعوبنا في المنطقة في اليمن وسوريا والعراق، وغيرها من الدول العربية الأخرى."

 وشدد مزهر في كلمته بمهرجان مركزي اقامته الجبهة الشعبية بمدينة غزة، يوم السبت، إحياءا للذكرى الــ( 52 ) لانطلاقتها، على رفض الجبهة القاطع لقبول "أي منح أو مساعدات مغمسة بدماء أطفالنا، وبما فيها المستشفى الميداني الأمريكي وغيرها من المشاريع التي يسعى العدو لتحويلها إلى أداة من أدوات الابتزاز ومقايضة حقوقنا السياسية الثابتة بقضايا إنسانية."

وأوضح مزهر بأن الجبهة " لم تكن ولن تكون جزءاً من أي تهدئة أو هدنة طويلة الأمد كما يروج لها العدو مقابل الجزيرة العائمة"، لافتاً إلى أن" حروب التطويع والتطبيع التي يتعرض لها شعبنا تستوجب منا مقاومة كل أشكال القهر والإفقار والتهميش."

وأشار مزهر خلال كلمته إلى أن ذكرى الانطلاقة 52 للجبهة تأتي كمحطة "لاستحضار خيار ونهج الجبهة الثوري العصي على التطويع والانحراف، ولتجديد التأكيد على أن مهمة الجبهة الاستراتيجية هي الانتصار على العدو وتفكيك كيانه الاستعماري مهما طال زمن الصراع، والوقوف إلى جانب المرأة الفلسطينية والعمال والكادحين من أجل الوصول لمجتمع تسوده قيم المساواة والعدالة الاجتماعية والحرية."

وأردف القول " ستبقى جبهتنا صوتاً وسيفاً للمضطهدين والكادحين واللاجئات والطبقات الشعبية الفقيرة ، وجبهة تساند صمود مزارعينا وصيادينا الأبطال".

وفي ظل التحديات الخطيرة الماثلة أمام القضية الفلسطينية، أشار مزهر إلى أن" استمرار الانقسام والإجراءات الخاطئة لطرفي السلطة منحت العدو الصهيوني المزيد من الوقت للاستيلاء على الأرض والمقدسات، وممارسة التهويد وسياسة الترانسفير وهدم البيوت وتهديد الوجود الفلسطيني."

ولفت مزهر إلى أن "هذه المخططات الصهيوأمريكية التصفوية، تستدعي الشروع الفوري في حوار وطني لبناء رؤية وطنية بديلاً لسياسة الإقصاء والتفرد"، مشدداً على "ضرورة الامتثال لقرارات المجلس المركزي بسحب الاعتراف ب"إسرائيل"، والقطع التام مع أوسلو ووقف التنسيق الأمني والتعامل ببروتوكول باريس الاقتصادي."

وفي السياق ذاته أدان مزهر كافة أشكال الرشاوي الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، داعياً لتمكين المواطن الفلسطيني من حقوقه المدنية والاقتصادية من خلال بناء اقتصاد وطني مقاوم.

وأشار مزهر إلى أن "قوت شعبنا وأطفالنا خط أحمر، لا يقبل التلاعب به أو وضعه رهينة للابتزاز والمساومة"، معلناً "الحرب على الفساد والمفسدين وهذه الطبقة التي نتجت عن تزاوج السلطة برأس المال واغتنت على حساب الفقراء والمسحوقين، وذاتها الطبقة التي تسعى لتأبيد الانقسام خدمةً لمصالحها."

ووجه مزهر تحية العز والصمود للأسرى "الذين يخوضون معركة الشعب الفلسطيني برمته" ، مطالباً بتشكيل شبكة حماية وأمان لحقوق الأسرى والمحررين، والوقوف في وجه كل من يحارب لقمة عيشهم وحقوقهم التي دفعوا زهرة شبابهم أثماناً من أجلها.

وحول معاناة أهالي الضفة الغربية وفي مقدمتهم القدس والخليل "خط الاشتباك الأول والاستراتيجي مع العدو"، وما يتعرضون له من تهجير ومحاولات تسعى لاجتثاثهم من أرضهم، شدد مزهر على "ضرورة تطوير أدوات المقاومة وتشكيلاتها."

وحول الحراك الجماهيري في الميادين العربية، اعتبر مزهر أن "هذا الحراك تعبيراً عن مطالب عادلة ومحقة، ما يستوجب ضرورة أن تكون المهمة الرئيسية للقوى المشاركة فيه هو تمليكه أدوات مقاومة الاملاءات الأمريكية والقوى الرجعية الماضية في سياساتها التآمرية خصوصاً ضد الشعب الفلسطيني وقضيته وثوابته، وفي ظل محاولة العدو الأمريكي الصهيوني استغلاله واستثماره لحرفه عن أهدافه."

واستدرك مزهر مؤكداً أن" وحدة واستقرار البلاد العربية،  وإنهاء معاناة المواطن العربي خطوة أساسية على طريق إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية في وجدان وفعل أشقائنا العرب."

ووجه مزهر رسالة لكوادر وانصار الجبهة، داعياً إياهم أن "يفتخروا بأن حزبهم يمتلك صوابية الموقف، والحضور الجماهيري، والدور الطليعي المعبر عن مصالح الجماهير الشعبية والطليعية والاغلبية الساحقة، وهو لا يتوانى لحظة واحدة في اتخاذ المواقف الحاسمة والحازمة والتي تنسجم مع نبض الشارع."

وأضاف مزهر " ستبقى جبهتكم ترفع الكف في وجه كل من يحاول التطاول على حقوق شعبنا السياسية والاجتماعية وهي غير قابلة للتطويع أو الخضوع، ما يستدعي منكم مواصلة ترسيخ العقل الجماعي والانضباط الواعي، والاستمرار في الالتزام بوحدة الإرادة وقوة المبادرة والإصرار على المواجهة واستمرار الفعل المقاوم والسياسي الميداني على الأرض".

وفي ختام كلمته، جدد مزهر العهد وقسم الوفاء للشهداء والجرحى والأسرى، مؤكداً أن" الجبهة ستبقى وفية لأهدافها وقيمها الوطنية والقومية، وستظل ضمانة للوحدة الوطنية والقومية ورأس حربة اليسار العربي الثوري في المعركة ضد الكيان الغاصب، وستبقى جذوة المقاومة مشتعلة حتى تحقيق أهدافنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة على كامل التراب الوطني."
 
وتوافد عشرات الآلاف من كوادر وانصار الجبهة الشعبية يوم السبت إلى ميدان فلسطين في مدينة غزة للمشاركة بالمسيرة الجماهيرية التي نظمتها الجبهة على شرف الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقتها.

وشارك بالمسيرة التي انطلقت من ميدان فلسطين وصولاً إلى برج شوا-حصري، عدد كبير من ممثلي القوى الوطنية والإسلامية والوجهاء والمخاتير والشخصيات الاعتبارية وفي مقدمهم قيادة الجبهة الشعبية وأعضاء مكتبها السياسي ولجنتيها المركزية والفرعية، حاملين أعلام فلسطين ورايات الجبهة الشعبية وصور القادة الشهداء أبا علي مصطفى والقائد المؤسس جورج حبش وصورةً للأمين العام للجبهة الشعبية الأسير القائد أحمد سعدات.

كما شهدت المسيرة التي تقدمها عرض كشفي لمجموعات الكشاف التقدمي، مشاركة نقابية عالية حيث انضم لصفوفها مجموعة من المحامين بزي المحكمة، ومجموعة من العمال الذين رفعوا المعول والمنجل، كما عبر مجموعة من المشاركين عن معاناة الأسرى من خلال ظهورهم بزي الأسر وأيديهم المكبلة بالسلاسل.

كما قدّمت فرقة سنابل التابعة لاتحاد الشباب التقدمي، كورال من وحي ذكرى الانطلاقة.

photo_٢٠١٩-١٢-٠٧_١٤-٢٨-٥٤


 

photo_٢٠١٩-١٢-٠٧_١٤-٢٨-٥٢

photo_٢٠١٩-١٢-٠٧_١٤-٢٨-٤٦


 

photo_٢٠١٩-١٢-٠٧_١٤-٢٨-٣٢

photo_٢٠١٩-١٢-٠٧_١٤-٢٨-٢٨


 

photo_٢٠١٩-١٢-٠٧_١٥-٢٨-٤٨

photo_٢٠١٩-١٢-٠٧_١٥-٢٨-٤٦


 

photo_٢٠١٩-١٢-٠٧_١٥-٢٨-٤٤

photo_٢٠١٩-١٢-٠٧_١٥-٢٨-٤٣


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة