لا تحتاجين إلى دعوةٍ كي تدفّئيني في هذا اليوم الماطر والبارد برياحه المجنونة.. أشعر بلسعات برْدٍ تخر في جسدي، ولا أي دفءٍ يمكنه أن يدفّئ جسدي سواكِ.. أراك لا تصغي لحديثي جيدا.. هل لأنك تريدين مني أن أكون عاشقا قديما، حينما كنت ذات زمنٍ جميلٍ أعطف عليك بحبّي.. أتدرين بأنني أشعر بحزن على حال الوطن، ولهذا أهملت الحب لحين حدوث أية انفراجة في مستقبل بلدنا..
فتعالي نهربُ من حديث السّياسةِ كيْ نستدفئ من همساتنا.. أنت تدرين بأنّ دفئكِ فقط يبعدني عن الأمراض، فلا تتركيني أرتجف تحت بطانية اشتريتها بالتقسيط ذات زمنٍ ولّى.. هيا تعالي دون ترددٍ.. أيهونُ عليكِ أن تريني أرتجف هكذا.. صحيح أن نظراتك تدفّئني، ولكن ليس كدفءٍ يأتي من جسدكِ السّاحر..
أما زلتِ تترددين بالدنو منّي.. فكّري في حبنا، الذي أراه بات على حافّة الانهيار من إحباطٍ يحيطنا منذ زمنٍ بسبب تراجع قضيتنا الوطنية.. هيا دفّئيني لكي لا أموتُ من برْدِ الشّتاء الحزين.. دعكِ من حديثِ السياسة الممل الآن، وتعالي نهمس كلماتٍ عن الحُبِّ.. فما أجملَ الحُبّ في البردِ، لأنه يجعل المرؤ صادقاً في مشاعرِه تجاه الآخر! أنتظرُ دفئكِ الآن.. فلا تترددي بالدّنو منّي..
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت