عقد مركز الإمام أبو عبدالله الشافعي ندوته الإقليمية التاسعة عشر في فندق إياس في العاصمة عمان يوم السبت10/4/1441 الموافق 7/12/2019 وحض المنتدون ، خمسة "باحثون متخصصون " في ورقاتِهم البحثيةَ الخمسة التالية : الأولى: "مفهوم المجتمع ومكوناته": (د.عارف عادل مرشد/الأردن). الثانية: "صور الانتماء للمجتمع": (د.محمد الحورش/اليمن). الثالثة: "مكونات المجتمع: فقهها وضوابطها": (د.سمير مراد/الأردن). الرابعة: "بناء المجتمع: ضرورة وجود وبناء وعطاء وبقاء": (د.ياسمين الجيوسي/الأردن).
والخامسة: "البناء المجتمعي: عقبات وعلاج": (د.إيمان الشعيبي/الأردن)..حضوا على ضرورة التمسك بالثوابت من قيم وانتماء وبناء وبعد الحمد لله المحمود بكل حالٍ، منه المبتدا وإليه المنتهى وإليه المرجع والمآل، والصلاة والسلام على رسول الله، أحسن الخَلْق خُلُقا، وأشرفهم مكانة، عليه وعلى صحبه والآل، وبعد حمد الله في هذه البلاد لما نرفُل به من ثوب الأمن والأمان في محيط يموج بالفتن والاقتتال والخراب، وما تشهده الدول المجاورة لنا من صراع وحروب يجعلنا جميعا ندرك حجم النعمة الكبيرة التي منّ الله بها علينا، دون إغفال عن حقيقة بيّنة واضحة؛ أننا مستهدفون في عقيدتنا وديننا وأمننا ورخائنا، فلم يعد يخفى على صاحب نظر وفطنة ما تضمره النفوس المريضة لدى بعض الجماعات والأحزاب والتنظيمات، من شر لوطننا ولمجتمعنا، وما تخطط له وتحاول تنفيذه لجر بلادنا للفوضى والخراب والفتن؛ فواجب علينا أن نكون دائما مع الله تعالى، وأن نكون يداً واحدة وصفاً واحداً مع بعضنا البعض، محذرين من الفرقة والاختلاف، وأن يظل انتماؤنا لوطننا دون أي برنامج خارجي يزعزع وحدتنا ويمزق لُحمتنا، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعَاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ (. وقال: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعَاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ). وعن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، وَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ".
ولبيان أهمية وضرورة الانتماء وبناء المجتمع، وقد خَلُص الباحثون في ختام الندوة إلى التوصيات التالية:
1. ضرورة الحفاظ على ثوابت المجتمع الإسلامي، وعدم السماح لأفراده بالذوبان في المجتمعات الأخرى.
2. أهمية استثمار كل المقومات المجتمعية، سواء المادية كالثروات أو المعنوية كالعقائد والقيم لاستثمارها في تطوير المجتمع.
3. ضرورة التركيز على حسن استغلال واستثمار الفرد في المجتمع لتحقيق الرقي والنهوض لمستقبل زاهر.
4. مصطلح الولاء والبراء، استُغل لتفكيك طبقات المجتمع، وهو أخطر من مصطلح التكفير، ما يتوجب على الجهات المسئولة وضع برنامج متكامل لعلاج ذلك.
5. الموارد البشرية من أهم وسائل بناء المجتمع ومكوناته؛ لذا لا بد من الحفاظ عليها بتوعيتها وتنميتها من خلال تفعيل دور المنظومة الأخلاقية التي تزيد من فاعلية الأفراد والجماعات وتعطيها القدرة على القيام بواجبها تجاه مجتمعاتها.
6. الإصلاح في المجتمع يبدأ من الفرد ومن ثم يتّسع ليشمل الجماعات ومن هنا يجب تسليط الضوء على أهمية صلاح الفرد.
7. أهمية تحقيق العدل بعيداً عن الفساد والمحسوبية ليحقق مجتمعاً متكاملاً ومتواداً.
8. دعوة الإسلام إلى احترام الشخصية الإنسانية وجعلها معياراً من معايير التعامل الحسن، ضمن أساس العدل والتكافل الشامل.
9. لا يمكن للمجتمع أن يخلو من المكونات المختلفة بشتى صورها، وعليه فلا بد من قبول ذلك على أنه واقع مفروض، وضرورة التكيف معه ضمن الثوابت الدينية.
10. الأسرة هي اللّبِنة الأساسية والشبكة الاجتماعية العظمى في المجتمع، بها تحافظ على تماسكه وقوته؛ ومن هنا ندعو لتضافر الجهود بين جميع المؤسسات مع عقد الندوات والمؤتمرات للنهوض بمجتمعنا من خلال التركيز على الأسرة لوأدِ الفساد والانحطاط الأخلاقي المنتشر بين أُسَرِنَا اليوم.
11. الاهتمام بمنظومة التعليم والجيش والإعلام، فهذا المثلث له عظيم الأثر في تنمية حب الوطن والانتماء .
12. إعادة النظر في مناهجنا التعليمية وإعادة صياغتها وإثرائها بقيم الانتماء للمجتمع )الوطن)، وبما يمكن من الحفاظ على قيمنا وتراثنا، وتساير روح العصر في تقدمه وبحثه العلمي .
13. عقد دورات تدريبية للمعلمين بهدف تعريفهم بقيم الانتماء الواجب ترسيخها في نفوس الطلبة.
14. الأسرة هي القاعدة الأساس في بناء المجتمع، ما يتوجب علينا تأهيلها من أجل حفظ الأوطان.
15. الرشوة والربا والميسر والغش من أخطر الأمراض المالية، ولا بد من قوانين تضبطها عملياً وليس فقط نظرياً، لأن سلامة المال من الآفات؛ سبب رئيس في تحقيق الأمن المنشود.
16. العمل على زيادة الوعي والاهتمام من قبل الأسرة لإكساب أبنائها قيم الانتماء المجتمعي باعتبارها الحلقة المكملة لدور المدرسة في تحقيق هذا الهدف.
17. التربية على حب الوطن في البيت والحي والمسجد والمدرسة، وأماكن العمل، وغرْس قيم الولاء والانتماء الحقيقي، ودور الدولة والمؤسسات التربوية في ذلك .
18. المبادرة في القيام بكل ما نستطيع لبناء الوطن، من خلال العطاء المتوازن.
19. وضع مشكلة الفقر ضمن أهم الأولويات، والتوصل إلى حلول عملية واقعية تقلل من نسبة الطبقة الفقيرة في المجتمع.
20. رفع درجة الوعي لدى الأسر والمؤسسات في حماية أبناء هذا الوطن من التصعيد الداخلي والخارجي بطرق تربوية فاعلة.
21. تشجيع نمط التفكير المتوازن لدى الأفراد في جو دافيء يدعم لهم حياة عقلانية في المستقبل، فالحياة العقلانية هي صمام الأمان للمجتمعات. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبدالحميد الهمشري
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت