جدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات مطلبه لدول العالم باتخاذ المزيد من الخطوات لإجبار اسرائيل على التوقف عن جرائمها من خلال مساءلة الاحتلال وتعزيز مقاطعة منتجات المستوطنات التي تخالف القانون الدولي باعتبارها أمراً أخلاقياً.
ودعا الحكومات في مختلف الدول التي اعترفت برلماناتها بالحق الفلسطيني بتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لمنح الامل بأن هناك مجتمع وضمير دولي يقف الى جانبهم، مشدداً على أن حل الدولتين هو الحل للصراع المحموم الذي تسعى إسرائيل لتحويله الى صراع ديني في ظل وجود الاحزاب اليمينية العنصرية، وقال: "لا نريد لأجيالنا القادمة أن تعيش ما عايشناه في الماضي لان هذا الصراع هو صراع سياسي بحت".
جاء ذلك خلال اللقاء السنوي الذي تنظمه دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية بمناسبة حلول الأعياد الميلادية المجيدة، والذي أقيم مساء أمس بمدينة بيت جالا بحضور القناصل والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في فلسطين وممثلي المؤسسات الدولية الإنسانية وممثلي وسائل الإعلام الأجنبية والعربية ومحافظي بيت لحم واريحا كامل حميد وجهاد ابو العسل ووزير الاسرى السابق عيسى قراقع ونائب رئيس بلدية بيت الا ايلي شحادة و قيادة منطقة بيت لحم وقادة الاجهزة الامنية المختلفة ومحمد المصري أمين سر فتح اقليم بيت لحم واعضاء المجلس الثوري محمد اللحام وحسن فرج لحركة فتح وهشام العمري مدير عام شركة كهرباء محافظة القدس وعدد من قيادات العمل الوطني بمحافظة بيت لحم.
وقال: "لا نستطيع فهم المواقف الدولية التي تصمت على ما ترتكبه اسرائيل من جرائم مستمرة بحق الشعب الفلسطيني والتي تحتاج لمواقف عملية الى جانب الإدانات الإعلامية لأن هذا الصمت فيه رفض للمبادئ الانسانية التي يؤمن بها العالم المتحضر، لكن القيادة والشعب الفلسطيني يثمنون المواقف المعلنة لغالبية دول العالم الرافضة لهذه الجرائم الاسرائيلية والتي جرى التعبير عنها بمواقف وأشكال مختلفة مثل تسديدهم عجز "الأنروا" وتصويتهم لتجديد ولايتها، ورفض موقف الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وإدانة مواقف أمريكا من الاستيطان وهي مواقف اتخذتها روسيا والصين والاتحاد الاروبي الى جانب جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ودول امريكا اللاتينية، ونتأمل باتخاذ المزيد من الخطوات العملية لدعم الاستقرار والسلام في العالم من خلال دعم حق الفلسطينين باقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967".
وجدد عريقات التأكيد على "أن الإدارة الأمريكية لن يكون لها مقعد كوسيط بالمفاوضات المستقبلية، بسبب سعيها لتكريس نظام الفصل العنصري للفلسطينيين "ابرتهايد" ، مشددا على أن من يتفق مع الاحتلال الإسرائيلي عليه أن يشرح لشعبه مواقفه الداعمة للظلم والاضطهاد المخالفة للقانون الدولي والأخلاق من خلال جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل من قتل واستهداف للفلسطينيين ومصادرة الأراضي والاستيطان". مشدداً أنه لدينا طاقم أمريكي يريدنا قبول كافة إجراءاته الرافضة للحقوق الفلسطينية، ومؤكداً أنه لا يوجد أمة تقبل بهذه الممارسات التي تخالف مواثيق الشرعية الدولية التي كتبتها الأمم المتحدة وشعوب العالم الغربي
وأوضح أن "العرب لم يشاركوا بكتابة المعاهدات والمواثيق الدولية وبالتالي فدول العالم مطالبة بحماية مبادئها وقيمها الإنسانية من خلال موقف حقيقي وعملي على الأرض لدعم الحقوق الفلسطينية، وإلا فإن العالم أجمع سيكون في خطر وما الفلسطينيون إلا البداية".
وأعرب عريقات عن شكره للكونغرس الأمريكي الذي أصدر موقفاً طالب فيه بوقف الاستيطان والضم ودعم حل الدولتين ووقف الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية، موضحاً أن هذا الموقف ضربة لمن قرروا في هذه الإدارة أن يتسلطوا بإجراءاتهم على الشعب الفلسطيني، وأضاف: "إنهم يلعبون بالأوراق السياسية في المنطقة ويحاولون التعامل مع دولة هنا ودولة هناك على أنها تمثل الفلسطينيين، مؤكدا أننا كفلسطينيين لم نطلب من أحد أن يتحدث باسم الشعب الفلسطيني".
وعلى الصعيد الداخلي، قال عريقات "إن رئيس لجنة الانتخابات الدكتور حنا ناصر قدم رسالة للرئيس محمود عباس فيها يشرح فيها اتفاقه مع كافة الفصائل من حيث المبدأ على إجراء الانتخابات بنظام التمثيل النسبي، وأن الإعلان عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية سيتم بمرسوم واحد"، معرباً عن أمله أن يتواجد مراقبون دوليون وممثلون للمؤسسات الدولية، طالبا مساعدتهم.
وأشار إلى أن السلطة طلبت بشكل رسمي السماح بإجراء الانتخابات بالقدس كما جرى بالانتخابات السابقة، مطالباً بأن توافق إسرائيل وفقاً للاتفاقات الموقعة وبناء على مواقف وقرارات إسرائيلية سابقة.
وأردف: "لكن المواقف الإسرائيلية غير مبشرة وآخرها ما نشهده من إجراءات قمع وإغلاق ومنع للفعاليات الثقافية، فإسرائيل تتجاهل الحقائق، ومن يتجاهل الحقيقة لا يعيش بالواقع، لكنهم لن يستطيعوا أن يغيروا حقيقة وجود ٤٠٠ ألف فلسطيني مسلم ومسيحي في القدس". مؤكداً أننا نريد من خلال الانتخابات توحيد الموقف الفلسطيني نحو نظام وسلطة وسلاح واحد، ولن يكون هناك انتخابات بدون القدس وهي نقطة إجماع وطني.
وحول سعي إسرائيل لإنهاء حل الدولتين ، قال عريقات "إن حل الدولتين ليس مطلباً فلسطينياً، بل هو مطلب دولي وأمريكي بالأساس، لكننا نشعر بالأسف لعدم قيام دول العالم بحماية هذا الحل حتى الآن من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن على دول العالم العمل على مساعدة الطرفين والتأكيد على حل الدولتين من خلال الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
وأكد عريقات أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يؤمن بحل الدولتين ورافض له ولا يؤمن بالسلام، وسيحرق الشرق الأوسط للبقاء في الحكم، مشدداً على أن الخطر الذي يمثله يكمن في التطرف الديني اليميني الذي تحول الى حقائق على الأرض تقوم على العنصرية التي لا يمكن إخفاؤها، وهي علامات مخزية يتوجب على العالم الوقوف في وجهها قبل فوات الأوان.
جدير بالذكر أن أمين سر التنفيذية قام بجولة في كنيسة المهد للإطلاع على أعمال الترميم والتجديد فيها برفقة المؤرخ د. نظمي الجعبة الذي قدم عرضاً تاريخياً عن الكنيسة، شارحاً الطرق العلمية والتراثية التي تمت فيها ترميم الكنيسة، مؤكداً أن أعمال الترميم شكلت نموذجاً يحتذى به في كل أنحاء العالم. كما نظم إقليم فتح في المدينة لقاءاً خاصاً مع عريقات تناول آخر المستجدات السياسية والتنظيمية وسبل المضي قدماً نحو إنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال