نسف رجل استخبارات إسرائيلي رفيع المستوى، الاعتقاد السائد في تل أبيب حتى اليوم، بشأن الطيار الإسرائيلي المُختفي رون أراد.
ويستند جهاز "الموساد" الإسرائيلي، كما المخابرات العسكرية الإسرائيلية، بعكس جهاز "الشاباك"، على تقارير ومعلومات تفيد بأن أراد، وقع في أسر حركة "أمل" اللبنانية، حينما سقطت طائرته في جنوب لبنان في العام 1986، ليكون تحت مسؤولية القيادي في الحركة مصطفى ديراني، الذي اعتقلته إسرائيل لاحقا. وأشار ديراني في التحقيقات معه، إلى أن أراد كان في بيت عائلة شكر اللبنانية، في قرية النبي شيت واختفى بعد ذلك في أعقاب تركه من قبل أهل البيت وحيدا هناك. والاعتقاد السائد في إسرائيل حتى اليوم، أن قوة "قدس" التابعة لحرس الثورة الإسلامية في إيران، اقتحموا منزل عائلة شكر بعد رحيلهم عن البيت، واقتادوا أراد إلى إيران، ليعود أراد بعد فترة إلى لبنان، حيث توفي هناك في العام 1996، بعد مرض ألم به. حسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية
ونقلت "يديعوت أحرونوت"، عن رجل الاستخبارات الإسرائيلي الذي لم تفصح عن اسمه، ومنحت له اسما مستعارا هو "روبين" قوله، إن "إسرائيل كانت مخطئة تماما، لأن أراد لم يغادر لبنان إلى إيران أبداً، وظل في لبنان". وقالت الصحيفة إن "روبين" قضى عددا لا نهاية له من الساعات، وهو يعمل في ملف اختفاء رون أراد، الذي أطلقت عليه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، اسم "حرارة الجسم".
وأوضحت الصحيفة أن "روبين" اتخذ الملف مشروعا شخصيا له وأخذه على عاتقه الشخصي، حيث أجرى غالبية التحقيقات الشاملة، على حساب زمنه الخاص.
ويصر روبين على ربط ملف أراد باختطاف الكتائب اللبنانية حليفة إسرائيل في العام 1982، 4 دبلوماسيين إيرانيين يعملون في سفارة بلادهم في بيروت، ويحظون بتقدير كبير من قبل الخميني ومقربين له جدا. وجاء في التقرير على لسان روبير حاتم، الناشط البارز في الكتائب ورفيق أحد أكبر قادتها ايلي حبيقة، انه تم تصفية الإيرانيين بعد تعذيبهم. ولكن إيران ظنت أن الكتائب سلّمتهم إلى إسرائيل، وذلك لأن العديد من الآراء تحدثت في تلك الفترة، عن تسليم الكتائب لأسرى عرب لإسرائيل، التي كانت تنفي بشدة، أي صلة لها بقضية الدبلوماسيين الإيرانيين. واعتقدت إسرائيل بناء على معلومات استخباراتية، أن إيران خطفت أراد ونقلته إلى إيران، ليكون ورقة ضغط ومساومة على إسرائيل، لتُسلّم الدبلوماسيين الإيرانيين.
وكشف روبين أن "الشاباك" لم يصدّق ما يعتقد به "الموساد" وشُعبة الاستخبارات العسكرية، أن أراد احتُجز في إيران. وأضاف أنه أثناء حضوره لاجتماعات مجلس "فارش" (لجنة رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية)، الذي يضم رؤساء: "الموساد" و"الشاباك"، وشُعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلي، كان يصرّح رئيس "الشاباك" السابق يوفال ديسكين، بأنه يعتقد أن كل الأخبار والتحليلات التي تفيد بأن رون أراد احتُجز في إيران، كانت خاطئة وتستند إلى معلومات غير صحيحة. وكانت اجتماعات "فارش" تُعقد في مقر جهاز "الموساد"، الواقع في حي "غليلوت" شمال تل أبيب.
واقتبس روبين ما قاله له مئير دغان، الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد" ذات مرة، أن إسرائيل "لديها التزام كبير، التزام يكاد أن يكون بلا حدود أو لا نهاية له، لإعادة أولئك الذين خرجوا للقتال من أجلها أو باسمها. فعدا عن أن إعادتهم هو شيء أخلاقي وصحيح، إلا أنه أيضًا ينعكس على الجبهة الداخلية، أي على الشعب الإسرائيلي، وخصوصا على أولئك الذين سيخرجون اليوم أو غدا، للقتال باسم ومن أجل إسرائيل، ليعلموا أننا لن نتخلى عنهم أبدا". حسب الصحيفة