تم حل الكنيست الاسرائيلي ما بعد عاصفة شديدة من الخلافات المستمرة والمتصاعدة منذ نهاية الانتخابات الثانية ... وما جرى من تكليف من قبل ريفلن لنتنياهو بتشكيل الحكومة والفشل الذي وصل الى الحد الذي تم من خلاله تكليف غانتس زعيم حزب ازرق ابيض وما نتج عنه من فشل ... ولم يتبقى بعد هذه الجهود الا امكانية الحصول على 61 صوتا من اعضاء الكنيست ليكلف احد اعضاءه برئاسة الحكومة وايضا تم الفشل مع دخول الساعة 12 ليلا لينتهي قانونيا مرحلة 21 يوما الممنوحة للكنيست لاختيار رئيس وزراء مما ادى بهذا الفشل الى حل الكنيست بنفسه ودون تصويت . كافة الجهود وقد فشلت بما فيها جهود رئيس دولة الكيان ريفلن وحتى انتهت المدة القانونية ... لتدخل دولة الكيان بمرحلة انتخابات ثالثة لا تعرف نتائجها ... وما يمكن ان تسفر عنها !!!!
نتنياهو المتمسك الى الدرجة التي اصبحت فيها خطرا على اسرائيل وامنها يشن هجوما عاصفا على حزب ازرق ابيض متهما اياه بالكذب الاعلامي لإخفاء الحقيقة !!!! وحتى يتجنب تشكيل حكومة وحدة وطنية من اجل تنفيذ ما خطط ويخطط له نتنياهو من ضم وادي الاردن !!! وتطبيق السيادة الاسرائيلية على مستوطنات الضفة !!! هدفين واضحين يعبران بصورة واضحة وجلية عن نوايا نتنياهو ومخالفته لكافة القوانين والشرائع الدولية وحتى للاتفاقيات الموقعة مصدرا اهدافه واطماعه ومحاولا اخفاء اتهاماته وادانته بملفات فساده وتجاوزاته التي سيحاكم عليها . ما اوضحه نتنياهو في هجومه الحاد على حزب ازرق ابيض وعدم امكانية تشكيل حكومة وحل الكنيست والدخول بانتخابات ثالثة اراد من خلالها نتنياهو ان يبدأ حملته الانتخابية مخاطبا قوى اليمين المتطرف وحزب المستوطنين والمدعين والطامعين بمشروع اسرائيل الكبرى عندما يصدر ضم وادي الاردن !!!
وتطبيق السيادة الاسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية !!!! وكأن نتنياهو يبدي غضبا وهجوما حادا على من قطعوا عليه الطريق لتنفيذ مشروعه الاستيطاني التوسعي وحتى يجعل من اليمين واليمين المتطرف وحزب المستوطنين أعداء للاحزاب الاخرى وعلى رأسها حزب ازرق ابيض !!!! أي ان نتنياهو بدء فعليا حملته الانتخابية بالجولة الثالثة التي ستبدأ بشهر مارس القادم ... بصورة مبكرة وحتى ما قبل بدء اجراءات تلك الانتخابات محملا غانتس ولبيرمان المسؤولية الكاملة عن الفشل بتشكيل الحكومة .... كما الاعاقة لضم وادي الاردن وتطبيق السيادة الاسرائيلية على مستوطنات الضفة . نتنياهو الذ سيغادر مسرح العمل السياسي وبصورة اسرع مما توقعوا من خلال مماطلته وتمسكه بحصانته البرلمانية وعدم تنازله عن رئاسة الحكومة وعن حكمه المستمر منذ 13 عام ليبقى على حالة الصراع ليس مع الفلسطينيين وحدهم ... بل ليدخل المجتمع الاسرائيلي واحزابه بحالة صراع اضافي ومظاهر فساد واختلاس وصل حتى الى اجهزة الامن الاسرائيلية .
نتنياهو الذي سوف يغادر من خلال الانتخابات الثالثة ليدخل الى سجنه عليه بكتابة مذكراته عن انتهاء حياته السياسية دون ان يحقق لدولة الكيان الامن المزعوم ... ودون ان يحقق امكانية شطب القضية الفلسطينية ودون المقدرة على استمرار تلاعبه بالحقوق الوطنية الثابتة . كما على نتنياهو ان يسجل ان تحالفه مع ادارة ترامب لم تنجز الصفقة الامريكية الاسرائيلية ولم تأخذ خطواتها العملية لتنفيذ مخرجات مؤتمر المنامة ... وان ما يجري تداوله وحتى اقامته مجرد هراء وعدم مقدرة امريكية اسرائيلية على تجاوز الحقوق الوطنية الثابتة وقرارات الشرعية الدولية .... والتي ستكون الايام القادمة اضافة جديدة للفشل الاسرائيلي الامريكي .... ولفتح الطريق امام مستقبل فلسطين الدولة وحرية شعبها . الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت