رسالة منتدى شباب العالم حدث عظيم ... بتوقيت هام وعلى ارضية لا يختلف عليها كل انسان .... الا من كان بقلوبهم شر واحقاد .... ومن يمارسون الارهاب التكفيري دون واعز او ضمير او قلب ينبض بمكوناته الانسانية التي خلقنا الله عليها وجعلنا كأمة بشرية يجمع بيننا أكثر بكثير مما يمكن ان نختلف عليه . هذا الحدث العظيم والتي يمكن اختصاره برسالة واحدة لكنها ذات تفرعات عديدة واهداف كبيرة . فالإنسانية التي تجمعت بهذا المكان وبذات الابعاد والدلالات وبهذه البقعة الطاهرة من ارض الفيروز بجنوب سيناء ... وبمدينة السلام شرم الشيخ على ارض الكنانة مصر العربية بكل تاريخها العريق وثقافتها الممتدة ومعالم حضارتها لسبعة الاف عام . الحشد الكبير والنوعي والمتميز وبالألاف من شباب العالم وبحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والعديد من القادة والمسؤولين وأخص منهم الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين وبهذه المشاركة والحضور بهذا الحدث العظيم الذي يستحق التوقف .... بل يستحق التأمل بمدى قدرتنا وامكانياتنا الكبيرة التي نستطيع من خلالها ان نحدث شيء عظيم يتحدث عنه كل انسان قادر على الرؤية ببصيرة وعيون ثاقبة ... ولكل قلب ينبض بالمحبة والتسامح ... ولكل ارادة تسعى للأمن والسلام ... ولكل فكر يعمل بكل قدرات الابداع والابتكار . تجمع شبابي عالمي يؤكد على العديد من الاسس التي يجب ان يقوم عليها أي مجتمع متطور وحديث ويريد الانتقال من التقليد الى الحداثة من خلال هذا التجمع الشبابي الذين يمتلكون رؤية علمية وخبرات تكنولوجية .... بل يمتلكون قناعة ورؤية انسانية يريدون من خلالها ان يعمموا الخير والتقدم على البشرية جمعاء .
شباب يجدون انفسهم بقاعة كبرى ومن خلال جلسات على طاولة مستديرة ستصل الى 15 جلسة وورشات عمل تصل الى 10 ... يجتمعون ويتبادلون الافكار والرؤى بحالة فكرية علمية انسانية مخططة ومؤكدة على ان العالم وحدة واحدة بإنسانيته ومنطلقاته ... بمميزاته وسلوكياته المتوازنة والمعتدلة والمطلوبة في سياق المواجهة لمجمل الازمات والتحديات التنموية والبيئية ... المناخية والعلمية .... تحديات الابداع والابتكار وفتح افاق جديدة يسمح بها للمزيد من توفير فرص وامكانيات الابداع بشتى انواعه .... والبحوث العلمية بكافة مكوناتها وما يمكن ان يحدثه كل ذلك من تطور انساني نحن بأمس الحاجة اليه لدوره ولرعايته لكافة مقومات الحياة التي نعيشها . شركاء الحياة والانسانية وان اختلفت الوانهم ... دياناتهم ... جنسياتهم ... الا ان اختلافاتهم من صنع خالقهم الذي خلقهم بقلوب محبة واحاسيس صادقة ومشاعر انسانية راقية .... تبكي عندما تشاهد ما يحزن ... ويعم قلبها الفرح عندما تشاهد ما يمكن ان يفرح الانسان . المشاعر والاحاسيس والعواطف الانسانية لا تفصلها حدود ولا تباعد بينها امكنة .... ولا حتى ازمنة .... بل تلتقي وتتجمع لأجل تحقيق السلام والخير والامان . الفلسفة الفكرية لمثل هذا المنتدى الثالث يعبر عن مصداقية الدور المصري وعمق منطلقاته ودرجة احساسه العالي بمدى حاجة الانسانية الى الرعاية والتطور والمحافظة عليها من كافة الشوائب والانحرافات والشذوذ المصنع بعقول المرضى من المنحرفين عن رؤية الحقيقة والمنغمسين بسواد ليلهم وعتمته .... والحاقدين على كل خير وفرح والعابثين بكل سلام وامن وتنمية .
مصر الشقيقة وكما عادتها في الاجادة والصواب ... واحداث النقلات النوعية بفعالياتها واهتماماتها .... وبما حققته ولا زالت بثورتها التنموية والعمرانية وبما تشيده من بنية تحتية ومدن جديدة وانفاق وطرق وغيرها من المشروعات الكبرى التي تعبر عن ارادة عمل حقيقي مخطط ومدروس لأجل نهضة مصر وتطورها . العمل بصورة مخططة وعلمية مدروسة وفق خطة شاملة انما يعطي مصر سبق الصدارة في دول العالم الثالث الساعية للتنمية الشاملة والمستدامة ما بين القارات وخاصة القارة الافريقية من خلال التعاون والتكامل وتحديد الاولويات والاحتياجات بما يتوافق ومصالح الشعوب ودولها . منتدى الشباب العالمي وهو في بداية اعماله سيشهد الكثير من الحوارات والتوصيات ... وسيعزز الكثير من الاولويات والخطط التي يجب العمل عليها كل هذا في مجال التكنولوجيا وعلوم العصر وما يمكن ان يكون فاتحة خير وطريق سلام وأمن لمواجهة كافة التحديات ذات العلاقة بالتنمية المستدامة ... وتعزيز الامن والسلام ... وتطوير الذكاء الصناعي وتطوير الثورة الصناعية الرابعة ومدى تحقيق الاتحاد لاجل المتوسط كما تمكين ذوي الاعاقة ما بين الشباب .... موضوعات عديدة وذات اهمية واولوية ستكون محور هذا المنتدى الشبابي العالمي والذي ستكون نتائجه اضافة نوعية لمنتديات سابقة .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت