تباينت ردود الفعل بين الفلسطينيين بخصوص الشروع بإنشاء مستشفى أمريكي ميداني على أرض قطاع غزة، بين مؤيدين ومعارضين له. هنالك من يرى أنه من ناحية إنسانية يساعد في تخفيف أزمة نقص الخدمات الصحية والطبية في غزة، فيما يرى آخرون أن المستشفى يأتي ضمن المخطط الصهيو- أمريكي، لتكريس الانقسام الفلسطيني وعزل غزة وإقامة دويلة فيها، وتوفير عوامل البقاء لسلطة حماس بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة.
وفي حين ترفض السلطة الوطنية الفلسطينية اقامة المستشفى وتعمل على مهاجمته ومنعه، تتنصل الفصائل المقربة من حماس منه وتنكر معرفتها باتفاق المستشفى، تبقى حماس الوحيدة التي توافق عليه وتدافع عنه من منطلقات إنسانية ومصالح خاصة، والفلسطينيون لديهم حساسية مفرطة تجاه أي مؤسسة أمريكية. ومهما يقال عن المستشفى الامريكي، فهو يحمل في طياته نذير شؤم بالنسبة للفلسطينيين، لأن أسبابًا عديدة وكثيرة تعمق من مخاوف اقامته في قطاع غزة في الوقت الراهن، وله أبعاد في غير مصلحة شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، ويأتي لتمرير مشروع سياسي تحت عناوين " إنسانية "، ويعمق التجاذبات السياسية بين فصائل الشعب الفلسطيني، خصوصًا بين حركة " حماس " وحركة " فتح ".
وتبقى التساؤلات في الأذهان : هل المستشفى يأتي ضمن " صفقة القرن " المشؤومة، وفي إطار المشاريع الاقتصادية الإنسانية التي طرحت في ورشة " البحرين "؟ وهل موافقة حركة حماس على اقامته هو تغيير بمواقفها لتكريس حكمها وسلطتها في القطاع، وهو ما تمثل في عدم مشاركتها بالرد على العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة ..؟!!
كتب : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت