انتقد عضو الكنيست من حزب "الليكود" الإسرائيلي الحاكم غدعون ساعر، سياسة مُنافسه على رئاسة الحزب، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، التي عرضها قبل 10 أعوام في خطاب ألقاه في جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية قرب تل أبيب، واصفا حل الدولتين بالـ "وهم". واستذكر ساعر في كلمة ألقاها، ضمن مؤتمر للحوار الاستراتيجي بين إسرائيل وأستراليا والمملكة المتحدة عُقد في القدس المحتلة، مُستهجنا أن "نتنياهو التقى حينما كان رئيسا للحكومة، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)".
وعرض ساعر حله للصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائلا، إن الحل هو سياسي، ينص على منح الفلسطينيين حكما ذاتيا مُتربط مع المملكة الأردنية الهاشمية، وإقامة حلفا اقتصاديا بين إسرائيل والفلسطينيين والأردن. وقال ساعر "لن تكون هناك دولة أخرى مُستقلة غير إسرائيل، بين النهر والبحر". ويُشارك في المؤتمر المُنعقد حاليا في القدس المحتلة، وفود رفيعة المستوى، تضم برلمانيين ومسؤولين حكوميين ورجال أعمال من الدول المُشاركة.
وفي هذه الأثناء، صرّحت عضو الكنيست شيران هسكيل في حسابها على "فيسبوك"، بأنها ستدعم ساعر على حساب نتنياهو، في الانتخابات لاختيار رئيس "الليكود". وتأتي أهمية هذه الانتخابات التمهيدية داخل الحزب، لأن رئيس "الليكود"، سيكون مرشّحا لتولي منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعد الانتخابات التي ستجري في مارس / آذار. وأوضحت هسكيل، "قرار دعم ساعر لم يكن سهلاً بالنسبة لي، لأنني أكن التقدير الكبير لرئيس الحكومة نتنياهو".
وأضافت "متأكدة من أن ساعر سينجح في إخراج الدولة من أزمة الحكومية والشلل السياسي الذي تعاني منه". وتُدار إسرائيل منذ عام بواسطة حكومة انتقالية، بعد التوجه لانتخابات مرتين في تلك الفترة، فشل نتنياهو، كما الأحزاب الأخرى، عن تشكيل حكومة بعدها. وتقول المعارضة الإسرائيلية، إن عدم تشكيل الحكومة، مرده إلى نتنياهو.
وهسكيل هي رابع عضو في الكنيست عن "الليكود"، الذين أعلنوا علنًا دعمهم لغدعون ساعر ضد نتنياهو، في الانتخابات التمهيدية لقيادة الحزب. وحتى الآن، قام رئيس خامس أكبر المُدن الإسرائيلية ريشون لتسيون الليكودي راز كينستليك، إلى جانب عضو الكنيست السابقة نوريت كورين، وأعضاء الكنيست الحاليين يوآف كيش وميخال شير وإيتي عطية بدعم ساعر.
وعطية مقرّبة جدا من الوزير الليكودي حاييم كاتس، الذي يحظى بنفوذ كبير داخل "اللجنة المركزية لليكود"، وهي الهيئة التي تنتخب رئيس الحزب. وكاتس هو رئيس تلك اللجنة، وأيضا الرئيس السابق للجنة المستخدمين في الصناعات الجوية التي يعمل فيها الالاف من منتسبي "الليكود". واذا اعلن الاخير عن تاييده لغدعون ساعار فسيعتبر ذلك خطوة كبيرة في المنافسة على رئاسة الحزب. ولم يصدر أي تعليق من كاتس، غير أنه سيحضر حفلة اطلاق ساعر لحملته الانتخابية الثلاثاء. وأفيد بأن ساعر يمارس ضغوطا على الوزير غلعاد إردان ليعلن عن تاييده له، علما بان علاقات إردان مع نتنياهو تشهد فتورا منذ مدة. كما لم يعلن رئيس الكنيست يولي ادلشتين عن الشخصية التي ستحظى بدعمه في هذه الانتخابات.
ويُعتبر "الليكود" من أشد الأحزاب الإسرائيلية "إخلاصا" لزعمائها على مر التاريخ، وخصوصا الزعيم الحالي نتنياهو، الذي يحظى بدعم مُطلق من أعضاء الحزب وقياداته، ما جعل خروج ساعر عن هذا النهج، مشهدا غريبا واستثنائيا. ودفع ساعر ضريبة "تمرده" على نتنياهو وغنائه خارج السرب، حيث تعرض لهجوم كاسح من قبل قادة "الليكود" ونشطائه. لكنه يؤكد أن ذلك لا يمثل الغالبية داخل الحزب، التي تخشى إعلان رفضها لنتنياهو، بعد تقديم لائحة اتهام ضده، ولكنها ستُطيح به وراء الستارة، في صناديق الاقتراع، في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب. ويعرب نتنياهو عن "إيمانه القاطع" بأنه سيهزم ساعر في الانتخابات التمهيدية.