انتصار الديمقراطية الجزائرية

بقلم: سري القدوة

سري القدوة

نبارك للشعب الجزائري شعب الشهداء والبطولة والوفاء شعب التضحيات والمناضلين شعب ديدوش مراد والعربي بن مهيدي واحمد بن بلا وهواري بو مدين بالانتخابات وبهذا العرس الديمقراطي الذي شهدته ارض الجزائر بدون أي تعقيد وضجيج وبكل ديمقراطية وقف ابناء الجزائر ليختاروا من سيمثلهم وكان مشهد لطالما افتقدناه بالشارع العربي وأنظره الجزائريون .

وللحقيقة يمكن أن نستخلص التجربة من هذه الانتخابات الجزائرية والتي جاءت بعد ما يسمي الربيع العربي والذي بات الخوف والقلق واضحا على الجميع من اختطاف اللحظة حيث جاءت الانتخابات الجزائرية لتؤكد حقيقة المنهج الواضح للثورة الجزائرية التي قدمت المليون والنصف مليون شهيد وما تصريحات وتأكيد رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، بان عهد الشباب قد بدا سوى تأكيد علي أن الجزائر تشهد تطورا ونموذجا لبناء الدولة الديمقراطية بكل هدوء وواقعية وبعيدا عن الضجيج والنفاق الاعلامي ومن اجل مستقبل واعد للجزائر والخير لشعبها الطيب .

في الوقت الذي تنافس فيه المترشحون للانتخابات الرئاسية في الجزائر على إقناع المؤيدين لإجراء هذا الاستحقاق ببرامجهم الانتخابية ويبدو الرهان الأكبر هو الحيلولة دون صدام بين المعارضين لإجراء انتخابات يشككون في نزاهتها ومؤيدين لها كمخرج وحيد من الأزمة التي تعيشها البلاد منذ تسعة أشهر وهو ما دفع وزارة الدفاع الجزائرية إلى إصدار تعليمات لكافة الأجهزة الأمنية بضرورة توفير كل الظروف لإنجاح هذا العرس الديمقراطي وبكل المقاييس والنتائج فإن قطار الديمقراطية في الجزائر انطلق وأثبت الشعب الجزائري قدرته على القيادة بالرغم من تفاوت الآراء تجاه فوز الرئيس عبد المجيد تبون بفارق كبير ومن الواضح من خلال القراءة الاولية لنتائج التي انقسمت ردود الفعل حول الانتخابات الرئاسية بين مرحبين بفوز تبون وبنسب المشاركة المعلنة ورافضين حيث يعتبرونه جزءا من نظام الرئيس بوتفليقة السابق وتبقي الحقيقة ان قطار الديمقراطية انطلق في الجزائر وهذا ما ستثبته المرحلة الجديدة التي بدأت بعهد الرئيس عبد المجيد تبون كونه صاحب الخبرة في الحكم وفي إدارة مؤسسات الدولة الجزائرية .

وهنا نتقدم بالتهاني الحارة والقلبية الي شعب الجزائر علي هذا العرس الديمقراطي الرائع الذي حققته انتخابات الجزائر بكل وضوح وهدوء لتعكس انتخابات الجزائر النموذج الوطني للثورة العربية ولتعود الديمقراطية الي قلب الواجهة من جديد فتحية لمن صنع هذا النصر وأحرز هذا التقدم الواضح في انتخابات الجزائر والي هؤلاء الذين عملوا بصمت لإنجاح التجربة من قيادة اركان الجيش الجزائري حامي الثورة والتاريخ وهذا يعكس عمق مفاهيم العمل الوطني والتي نقدرها عاليا ويجب العمل بها لتكون نموذج للعمل العربي بدلا من الضجيج والصراخ الذي طالما شاهدناه في العواصم العربية وأننا نتطلع الي مستقبل افضل والي علاقة

راسخة تجسدها الثورة الجزائرية ثورة الدولة والحضارة التي تصنعها الجزائر وهي تتقدم لترسم معالم العمل العربي المشترك بخطوات واثقة ونبض الثورة الهادئ .

ان التجربة التي مارستها الجزائر هي تجربة مهمة نتمنى أن تعكس بظلالها علي المستقبل وان تكرس منهجا للوحدة والديمقراطية والعمل العربي المشترك في ضوء هذا التقدم وهذه النتائج المهمة التي افرزتها انتخابات الجزائر ولتشكل قاعدة اساسية في افراز واقع عربي جديد وخاصة في ظل تلك الدول التي ما زالت تخوض معارك التحرير في كل من افريقيا وبعض الدول العربية وفي ضوء ثورة الربيع العربي ومخاضها السياسي .

 

بقلم : سري القدوة

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت