شباب العالم ...ومواجهة التحديات !!!.

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح

تستمر فعاليات منتدي شباب العالم بنسخته الثالثة بعقد العديد من اللقاءات والحوارات الاستراتيجية في موضوعاتها وأهميتها ذات الابعاد والضرورة الملحة التي تحتاج اليها دول المنطقة وشعوبها كما القارة الافريقية اضافة الي الاحتياج العالمي للبحث فيها وايجاد المخارج العملية لمعالجتها . ملفات وتحديات تحتاج الي المزيد من البحث والتحليل والمناقشة المستفيضة وطرح الافكار بصورة جادة وملتزمة بأسس وأصول العلاقات ما بين الشعوب .... وأن يستمع الكل للأخر حتى نحدث الصحوة وأليات العمل ازاء التحديات والمخاطر وتبادل الأفكار والمعلومات حول الكيفية التي يمكن من خلالها أن نخرج من هذه الازمات التي تعصف بالكثير من المناطق بما هو قائم ...وبما هو قادم !!. موضوعين أساسيين أثاروا الانتباه والاهمية لضرورتهم وأهمية الكتابة عنهم وتسليط الضوء عليهم رغم ما جاء في حديث المتحدثين وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي أضاف كعادته بصورة نوعية متميزة وموضوعية الكثير من الافكار مما أحدث التنوع اضافة لكل ما قيل من المتحدثين والذي يجب تسليط الضوء عليهم واستمرار الكتابة عنهم .... لما للموضوعين من أهمية على درجة عالية : أولا : سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط ثانيا : التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين . موضوعين ذات أهمية وأبعاد استراتيجية ويحتاج الي الكثير من القول والفعل والتخطيط الاستراتيجي حتي يتمكن من مواجهة ما يترتب عليهم من أثار وانعكاسات سلبية نتيجة الكثير من الظواهر وحالة الفراغ وعدم الجدية في متابعة القضايا لدي الكثير من الدول كما حالة التدخل السافر لبعض الدول والقوي في الشؤون الداخلية للدول الاخري استغلالا وعملا بمصالحهم التي لا تتوقف . ما جاء بمداخلة الرئيس السيسي يستحق الاهتمام والتوقف والتمعن بكل كلمة قد قالها عندما يقول ان مصر لا تتأمر على أحد مهما بلغ حجم الاختلافات ....
 وفي هذا القول الصريح والمعبر صحة تاريخية تؤكدها كافة المحطات والعلاقات وحتي يومنا هذا والتي يعرفها ويدركها الجميع كما كافة المتابعين والمحللين والاعلاميين والكتاب حول صدق وصراحة السياسة المصرية القائمة على مبادئ وقيم في اطار المصلحة العليا للأمن القومي المصري والعربي والدولي . كما تأكيد الرئيس أن الازمات متسلسلة ولا تتوقف الي حد معين ... ويجب المعالجة الدائمة والسريعة لكل أزمة مهما صغرت حتي لا تكبر ويصعب حلها .....لأن ترك الازمات على حالها من الانتشار والتفاعل سيزيد من تسلسلها ويصعب ايجاد الحلول لها وفي هذا مثالا وأمثلة عديدة يجب أن نتعلم منها الكثير من الدروس كما حدث بالعديد من دول المنطقة من دمار وخراب وهجرة وتهجير وقتل بعشرات الالاف . تحدث الرئيس السيسي أن العشرة سنوات الماضية أوجدت حالة من عدم التوزان الامني للمنطقة بعد أن استعادت مصر قوتها واستقرارها وهذا ما يؤكد على الحرص على الدولة الوطنية والمحافظة على الجيش الوطني وعدم التنازل تحت أي شعار من ثوابت العمل الوطني للدولة . كما أضاف السيد الرئيس السيسي أن الخلل الاستراتيجي الذي حدث في المنطقة خلال الفترة الماضية قد دفع ثمنه الجميع .....
 وبالمتابعة والمشاهدة وقراءة الواقع بكافة تفاصيله يؤكد على صحة هذا القول وما حدث بالعراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها من المناطق من دمار وتهجير . كما أكد السيد الرئيس على نقطة بغاية الاهمية حول اهمية احترام الاختلاف والتنوع وأنه لا يمكن القبول لأي دولة بأن تمارس الوصاية على دولة وشعب أخر ....مستعرضا بحديثه حول ظاهرة الارهاب باعتبارها صناعة شيطانية .... وأن هذا الارهاب يعتبر أداة لتحقيق اهداف سياسية لبعض الدول وأن مواجهته تحتاج الي جهد دولي ... لأن تلك المواجهة والتعاون حولها حتما لن تحدث مثل هذه الحالة من النزوح والهجرة والتهجير . كما قال الرئيس السيسي بمداخلته أمرا بغاية الاهمية لشباب المنتدي ولكافة المشاهدين والمستمعين ( أنه عندما تتصارع الافيال ..... فلا تسأل عن العشب الاخضر ) وكأن سيادته يريد أن يقول بأنه لا مكان للضعفاء .... ولا مكان للصغار ...ولا مكان لمن يتلاعبون بمصير أوطانهم في هذا الزمن .....!!!
...وعلى الشعوب الاهتمام بأوطانها والمحافظة على مقدراتها وأن يحافظوا على دولتهم الوطنية وعلى قواتهم المسلحة درعهم القوي حتي لا يداسوا من قبل الدول الطامعة بهم . كما تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي حول قضية هامة أخري بخصوص التنمية وما قيل منذ سنوات حول مواجهة الارهاب وبعد ذلك السير بعملية التنمية وما أكدته الوقائع من صحة النظرة المصرية وموقف الرئيس السيسي من أن التنمية يجب أن تسير بقوة وبذات القوة التي يواجه بها الارهاب!! ..... مذكرا بأمثلة مثال العراق الشقيق وكيف استطاع الارهاب أن يحدث بداخله الدمار حتى وصلت الامور الي اليوم الذي وصل فيه العراق الي عدم المقدرة على احداث التنمية التي يمكن أن تلبي طموح الشعب العراقي برغم ان العراق دولة كبيرة وقوية باقتصادها وقادرة على احداث التنمية ....
 لكن المسألة مرتبطة اليوم بالتوقيت والامكانيات والتي خرجت عن اطار ما باليد في ظل ما تعرض له هذا البلد العربي الشقيق ...وهذا أيضا ما يحدث بسوريا الشقيقة وان كان أقل ضررا بما حدث بالعراق . الرئيس السيسي والذي يؤكد على الدوام على استعادة الدولة الوطنية لمكانتها مرة أخري أمرا ضروريا وعلينا الاستفادة من الدول التي فقدت سيادتها الوطنية ...كما تأكيد سيادته أن الجيوش الوطنية هي المسئولة عن الاستقرار والامن داخل بلادها مؤكدا أن الدولة الوحيدة التي نجت من المصير الصعب هي مصر لأن جيشها لا يفرق بين مسلم ومسيحي .
 ندوتين بعنوانين فيهما الكثير مما قيل ... وما يمكن أن يقال والذي يجعلنا أمام اعادة القراءة والدراسة والعمل الجاد حتي لا نعيد تكرار تجربة مريرة أحدثت خللا أمنيا وانهيارا اقتصاديا واجتماعيا وخرابا ما بين الدول وهجرة وتهجير وارهاب تكفيري أسود أخذ يلعب بمناطق الصحراء والفراغ ليعبث بأمن واستقرار الشعوب ليهدد حاضرهم ومستقبلهم وهذا ما يدفع الجميع الي أعلى درجات التعاون والجهد الدولي المشترك لمواجهة تلك المخاطر التي تنتشر كالنار بالهشيم ولا تتوقف عند حدود وجغرافيا محددة وهذا ما كان يحذر منهم الرئيس السيسي عندما قال أن الارهابيين سيتنقلون ويهربون وعندها ستصبح الظاهرة في أوروبا وأمريكا والعالم بأسره . ان تعزيز سبل التعاون بين دول المتوسط ووقف تركيا عن أطماعها كما مواجهة التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين وعلى رأسهم الارهاب يعتبر بمثابة أولوية لدول المنطقة وللقارة الافريقية وللعالم بأسره .
الكاتب : وفيق زنداح

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت