حينما وقعتُ في الحُبِّ قبل عقود ولّت شعرتُ بأن الحُبَّ حربٌ، وكأنني حينها دخلتُ في معركةٍ وعليّ التغلب على الطرف الآخر، أقصد هنا هي الأنثى بدون خوفٍ أو انهزام، لكنني أردتُ معرفة لغز المرأة، وتذكرت قولَ الفيلسوف نيتشه بأن "المرأة لغزٌ ومفتاحه كلمة واحدة هي الحُبّ"، وأردت أن أمنحها الحبّ لمعرفة لغز شعورها نحو الطرف الآخر، وكنت أنا الطرف الآخر الشاب، الذي وقع في معركة في بدايتها اصطدمتُ بسواتر من الخجل والحذر، لكنني صمّمتُ أن أقفزَ عن تلك السواتر والخوض في تجربةِ الحُبِّ،
والتي وجدتها أرقى الأشياء، ولا يمكن أن توصف بكلماتٍ هناك يتجلّى العقلُ وينفتح على تجربةٍ تشبه معركةً بدايتها اشتباكات بسهامِ النظرات من عيوننا وإصابات طفيفة من كلا الطرفين، لكنّ الحُبَّ في النهاية يبدو فعلا كمفتاحٍ يفتح قلبَ المرأة، التي تجنّ من أحاسيس الحبيب، الذي يظهر عطفه المجنون صوب المرأة،
ولهذا كانت تجربةُ الحُبّ بالنسبة لي تجربةً راقية إلى أبعد الحدود، حتى أعجز عن وصفها بكلماتٍ، ولهذا أرى الحُبَّ أرقى شيئا في الوجود البشري على الإطلاق والحُبُّ يشبه حربا راقية، ولكن رغم الألم يظل الألم سعادة لقلبين ينبضان حُبّاً...
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت