الهدمي يدعو ملايين العرب والمسلمين للتدفق نحو القدس لزيارتها ودعمها

فادي الهدمي

حذّر وزير القدس الفلسطيني فادي الهدمي، من أنه في حال خسارة معركة القدس، فإن ذلك سيقود نحو خسارة جميع المعارك المستقبلية، ودعا ملايين العرب والمسلمين للتدفق نحو القدس لزيارتها ودعمها.

وقال الهدمي في مقابلة مع وكالة "الأناضول"،  إن "الفترة الأخيرة، وخاصة العام 2019، كانت أحد أحلك وأظلم الفترات التي عاشتها مدينة القدس، في تبعات للزلزال الناجم عن القرار الأمريكي الجائر بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها".

وفي 6 ديسمبر/ كانون أول 2017، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي منتصف العام 2018 نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.

وأضاف الهدمي: "لا نبالغ عندما نقول إننا عشنا - وما زلنا- فترة فارقة من الزمن، فقد كانت هناك هجمة إسرائيلية وتوحش إسرائيلي منقطع النظير، فنشهد عملية تسارع في الاستيطان وهدم المنازل وتغيير المعالم وطمس الهوية وتغيير للوضع القائم في المسجد الأقصى، ونشهد اعتقالات للقيادات الفلسطينية في مدينة القدس، ومحاربة فعاليات بما فيها حتى عزاء موتى وفعاليات رياضية واجتماعية".

وتابع الوزير الفلسطيني: "وبالتالي، فإن هناك حربا شاملة وكاملة بعد هذا الاعتراف الأمريكي الظالم على كل المفاصل بمدينة القدس، ولا نبالغ إن قلنا إننا نعيش فترة ظلام دامس في القدس بسبب هذه الهجمة الإسرائيلية التي تزداد توحشا من خلال وضع الحقائق على الأرض تحت سياسة الضم والقتل وجعل القدس العربية 'غيتو' (معزل) صغير جدا ضمن ما يسمونه بحدود بلدية القدس الكبرى".

وأردف: "نحن أمام فترة فارقة تستوجب علينا كفلسطينيين وعرب ومسلمين أن نقف صفا واحدا في الدفاع عن المسجد الأقصى الذي هو ليس فقط للفلسطينيين والمقدسيين، فهو ذو بعد عربي وإسلامي كبير، وإذا ما خسرنا معركة القدس فقد خسرنا كل المعارك التي يمكن أن نخوضها في المستقبل".

وأشار إلى أن واشنطن باتت "في عزلة سياسية نتيجة هذا القرار الذي لم تستجب له سوى غواتيمالا (بنقل سفارتها من تل أبيب للقدس في مايو 2018)".

وموضحا الجزئية الأخيرة، قال: "هو قرار أمريكي أحادي الجانب وهناك عزلة أمريكية على المستوى الدولي، فنحن نتحدث عن دعم كامل وشامل للحقوق الفلسطينية وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهذه العزلة الأمريكية تأتي في صالح الدعم الدولي لقضية القدس وقضية فلسطين".

وأردف: "نؤكد على أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين، وهذا ليس شعارا وإنما لأن فيها أهل القدس، والمقدسيون برهنوا ويبرهنون على أن قضيتهم العربية الإسلامية المسيحية حاضرة بقوة في كل المفاصل التي جرب الاحتلال أن يطمس هذه الهوية".

واستدرك: "ولكن هذا لا يعني أن نترك المقدسيين لوحدهم في الميدان وإنما نحن بحاجة إلى الإسناد العربي والإسلامي والدولي، وقد دعونا في كافة المنابر إلى ضرورة أن يكون هناك تدفق مالي وبشري إلى القدس لكي لا يكون أهل القدس لوحدهم في مواجهة هذه الهجمة الإسرائيلية".

وحذر الهدمي من محاولات إسرائيلية مستمرة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى.

وقال الوزير الفلسطيني: "هناك محاولات إسرائيلية مستمرة ورهان على فرض أمر واقع في المسجد الأقصى، وما حصل من اقتحام واعتداء على المصلين في عيد الأضحى الأخير مثال على تغير شروط اللعبة لدى الإسرائيليين عندما تم الاعتداء على المصلين في يوم عيد المسلمين، لقد كان هذا تجاوزا للخطوط الحمراء".

كما لفت إلى وجود عدد من المستوطنين ممن يقتحمون المسجد الأقصى في محاولة لفرض واقع جديد وهيمنة جديدة".

** البعد الديني
الهدمي حذر أيضا من أن "إقحام الجانب الإسرائيلي البعد الديني في الصراع يمثل لعبا بالنار، والاحتلال اختبر الفلسطينيين والمقدسيين على وجه الخصوص في هذا المنحى، ويعرف جيدا أن تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى نذير خطير جدا فضلا عن كونه حربا على العالم العربي والإسلامي".

ودعا إلى ضرورة أن "نكون واعيين لأن هناك محاولات إسرائيلية مستمرة لتغيير الوضع القائم في الأقصى"، معتبرا أن إسرائيل فشلت في احتواء سكان القدس الفلسطينيين منذ الاحتلال عام 1967.

وعن سر ذلك، قال إنه "يكمن في المقدسيين، فهم المعادلة الأصعب، لقد راهن الكثيرون على دمج أهل القدس، ولكن في كل مفصل وكل مفترق طريق تمر به القضية الفلسطينية وفي كل العواصف التي عصفت بالقدس، نرى أن المقدسيين عندما يضعون على المحك فأنت تضعهم أمام تحدي إثبات وجودهم الفلسطيني والعربي والإسلامي والمسيحي".

وشدد على أن "الموضوع مرتبط بالهوية والبقاء والماضي والحاضر والمستقبل، هناك حرب دائرة القدس عنوانها حرب الوجود والسيادة، هم يحاربوننا، كمسؤولين وكوزير قدس، على السيادة وعلى كلمة القدس، نحارب لأننا نمثل وزارة تحمل اسم القدس، فهم يريدون طمس هذا العنوان وأن لا يكون هناك وجود لأي حراك فلسطيني، وطبعا هذا وهم وهذا ضرب من ضروب الخيال الإسرائيلية التي لا تعرف بحق تشبث المقدسيين وتمسكهم بثوابتهم الوطنية عبر التاريخ".

وبالأشهر الماضية، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الهدمي، في أكثر من مرة، ومنعته من المشاركة في فعاليات بالمدينة.

** لا انتخابات بدون القدس

وعشية قرار رئاسي مرتقب بشأن إجراء الانتخابات التشريعية والفلسطينية، أكد الهدمي على أنه لا انتخابات بدون القدس.

وقال إن "الانتخابات مطلب وطني، وهناك قرار من الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية للمضي قدما في هذه الانتخابات، ولكن انتخابات بدون القدس ليس لها أساس، ولا يمكن ـن تحدث، هذا هو الموقف الفلسطيني، أن لا تكون هناك انتخابات بدون القدس، فالقدس جزء أصيل من أراضي الدولة ، والانتخابات استحقاق وطني".

وأشار إلى أن "هناك تواصل من خلال المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالاتفاقيات بخصوص مشاركة المقدسيين في الانتخابات".

وعن تمنياته للعام الجديد 2020 ، قال الهدمي: "أتمنى أن تتدفق الملايين من أمتنا العربية والإسلامية إلى أسواق البلدة القديمة وإلى شارع صلاح الدين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وأن يكون هناك شراء وإنعاش وانتعاش لأسواق البلدة القديمة، وأن تعج بالسياح العرب والمسلمين الذين يأتون مناصرين للمقدسيين".

وختم: "أتمنى أن تنفذ كل قرارات القمم العربية بشأن القدس على أرض الواقع".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة