ترامب ونتنياهو ... وعالم الاستعمار !!!!

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح

عالم جديد قديم ... ما نشاهده بعالم السياسة والذي يؤكد ان الدول التي تدعي لنفسها الديمقراطية وحقوق الانسان والقانون ... بداخلها من عوامل الدكتاتورية وفقدان مقومات الانسانية والحقوق القانونية وتجاوز كافة الشرائع واهدافها السامية ... كما تناقضها وتنافرها مع كافة حسابات المصالح التي يجب ان تبنى على عدم الاضرار بالآخرين .
 أمريكا وادعاءها برفع شعلة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان واحترام سيادة الدول تكشف عن وجهها الحقيقي وتبرز زيف تاريخها عبر العديد من المراحل التاريخية بتحالفاتها الاستعمارية ... واعتداءاتها وتدخلها السافر بالشؤون الداخلية للشعوب وسيادة الدول وحتى عملها الدائم لنهب خيرات الدول وسلب مكتسباتهم الاقتصادية ... انما يعبر عن بلطجة أمريكية لا حدود لها ولا حتى مواجهة حقيقية لها وكأن العالم قد دب بداخله الخوف الشديد من الغضب الامريكي . الرئيس ترامب يعيش ازمة حقيقية بمحاولة عزله لأسباب عديدة لها علاقة بسياسته الداخلية وتدخلاته غير القانونية وفقدانه لتوازنه السياسي وتضارب قراراته والاضرار بالمصالح الامريكية ....
وحتى وان كان قد جلب من الاموال بممارسة الضغوط والتهديد وصناعة الازمات الامنية وحرص البعض مما يخافون على وجودهم حتى وان كانوا سيدفعون من مالهم الكثير !!!! ترامب الذي جاء للبيت الابيض من حقل الاعمال وسوق المضاربات برأس المال وما يمارسه بالسياسة ليجعل منها مضاربة جديدة !!! لعل وعسى ان يبقي على فترة ولايته دون عزل .... وان يستمر بالمنافسة لولاية اخرى ليمارس فيها ما بدأ !!!! الارض تهتز من تحت اقدام ترامب وليس هناك من ثبات بمواقفه واسس ادارته والتي تتغير ما بين الفترة والاخرى منذ توليه الرئاسة .
 الحديث عن ما يسمى بصفقة القرن الامريكية حديثا قديما قيل في حينه ان ما سوف يطرح لهذه الصفقة ليس للنقاش !!! وليس للرفض او القبول !!! لكنها صفقة للقبول الكامل غير المنقوص !!! اتخذت ادارة ترامب الكثير من الخطوات والاجراءات والقرارات حتى تمهد الطريق لتنفيذ صفقتهم بضم القدس كعاصمة لدولة الاحتلال وضم الجولان السوري ... ونقل السفارة الامريكية للقدس كما نقل القنصلية الامريكية من شرق القدس الى غربها كما العمل على قطع المساعدات عن الأونروا ... كما قطع المساعدات عن السلطة الوطنية واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن أي ان ترامب وفريقه قد اتخذوا من القرارات التي تمهد الطريق ... وتقصر المسافات لأجل تنفيذ صفقتهم .
كانت البداية بمؤتمر المنامة وما قبلها وارسوا والتي حاولوا فيها تنفيذ الشق الاقتصادي من الصفقة حتى يأتي الوقت الذي يستطيعون فيه الاعلان عن الشق السياسي والذي لم يعلن حتى الان ... ولكن قد جرى تسريبه ما بعد تعديلات عديدة لم تخرج عن اطار الهدف الاستراتيجي بعدم تمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية الثابتة واقامة دولته بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية .. كما كان الهدف الثاني ان يتم تحقيق اطماع اليمين واليمين المتطرف بضم المستوطنات وشرعنتها وان يكون هناك ضمان امريكي بعدم وجود دولة فلسطينية ما بين نهر الاردن والبحر المتوسط ... والبقاء على دولة اسرائيل في ظل كاتونات وحكم ذاتي للفلسطينيين .
مثل هذا القول يخدم ترامب وموقف اللوب الصهيوني ورجال الاعمال اليهود وبما يعزز من وجوده بالبيت الابيض ومنع عزله وتجديد انتخابه وبالمقابل اضافة لهدايا سابقة لنتنياهو ان يكون رئيس الحكومة الذي حافظ على اليمين واستيطانه كما حافظ على ان تبقى الضفة الغربية يهودا والسامرة حسب معتقداتهم الكاذبة والمخادعة وحتى يعملوا على انقاذ نتنياهو وامكانية فوزه في الانتخابات الثالثة .
تلاقت المصالح وتجددت في ظل علاقة اسرائيلية لن تنقطع ما بين الولايات المتحدة واسرائيل ... لكنها علاقة محكومة بالفشل لأنها قائمة على حقوق الاخرين ... وتتعارض مع اسس ومبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية حتى وان كانت تعيش حالة من الضعف الا ان هذا الضعف لن يستمر طويلا . ما تم تسريبه بلغة السياسة الفوقية .... والمال السياسي ... والقوة المستخدمة والتي يهددون بها ... لن يجدوا اكثر مما قيل سابقا بالرفض القاطع لكافة احلامهم واوهامهم ... برغم قوتهم واحتلالهم الا ان عالم الاستعمار القديم والذي فشل فشلا ذريعا لن يتكرر بإحداث نجاح لعالم الاستعمار الجديد هكذا ارادة الشعوب التي لا بد ان تنتصر بحتمية التاريخ .
الكاتب : وفيق زنداح

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت