أوصى المشاركون في اعمال ملتقى العلاقات العامة الثالث الذي اختتم اعماله ، بغزة، بالعمل على زيادة الوعي لدى المجتمع الفلسطيني بشكل عام ومؤسسات القطاع الخاص بشكل خاص بأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية.
وأكد المشاركون في الملتقى الذي نظمه قسم العلاقات العامة بكلية الاعلام في جامعة الاقصى بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة تحت عنوان " العلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية" على ضرورة أن تبادر الجامعات بالتنسيق مع الشركات والمؤسسات والنقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى للتشارك في المسؤولية المجتمعية وتشجيع الشباب على فكرة التطوع في تنفيذ مشاريع المسؤولية المجتمعية.
وشدد المتحدثون خلال الملتقى على ضرورة العمل على تركيز إسهامات المسؤولية المجتمعية فيما من شأنه خدمة التنمية المستدامة ودعم مبادرات ومشاريع الجامعات، وعلى توطيد العلاقة بين الجامعة والمجتمع المحلي، ومؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الإنتاجية في تبني مشاريع مشتركة تخدم المجتمع الفلسطيني من خلال دوائر واقسام العلاقات العامة في الجامعات والمؤسسات الشريكة.
وحث المتحدثون في الملتقى الذي التئم في قاعة المؤتمرات في غرفة تجارة وصناعة غزة في مدينة غزة على السعي نحو تركيز إسهامات المسؤولية الاجتماعية من خلال دعم مبادرات ومشاريع الأفراد بجانب، توسيع مفهوم المسؤولية الاجتماعية إلى بُعد أكبر من العمل الخيري، وتبنّي خطة استراتيجية لتفعيل علاقة أفضل بين برامج المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بهدف تحقيق تكامل أفضل لصالح التنمية البشرية.
وحضر فعاليات الملتقى د. ماجد تربان عميد كلية الاعلام ، و د. أحمد إبراهيم حماد رئيس قسم العلاقات العامة بالجامعة، وأعضاء اللجان التحضيرية والاستشارية والعلمية للملتقى، إضافة الى حشد من ممثلي الجامعات والكليات والمؤسسات الرسمية والأهلية في قطاع غزة إضافة إلى الباحثين المشاركين، والعديد من أعضاء الهيئة التدريسية من مختلف كليات وأقسام الجامعة، وحشد من الطلبة ومدراء العلاقات العامة في المؤسسات والوزارات المختلفة والخبراء في مجال التنمية البشرية والعمل الأهلي.
وتضمن الملتقى جلستين علميتين إضافة الى الجلسة الإفتتاحية التي إفتتحها السيد وليد الحصري رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة الذي ألقى كلمة ترحيبية بالمشاركين في الملتقى مؤكداً على أهمية هذه الفعاليات.
وقال إن هذا الملتقى يوفر منصة هامة لمناقشة موضوعات ومشكلات المسئولية المجتمعية بين كافة جهات المجتمع بما في ذلك الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، مما يساعد على توضيح وتوحيد الرؤى بين كافة الجهات المعنية، وأهمها ضرورة التنسيق بين الجهات الحكومية والوزارات وذلك بهدف التشارك في قواعد البيانات الخاصة بكل وزارة منعًا للتكرار وتوفيرًا للجهد وتحقيقًا للتكامل في الأداء.
من جهته، بين د. حماد جدير أن ملتقى العلاقات العامة والمسئولية المجتمعية يهدف إلى النظر لمجال المسئولية المجتمعية من منظور مختلف ونشر ثقافة المشاركة والتكامل في مشروع واحد عِوضًا عن خوض مشاريع تنافسية بهدف تحقيق أكبر فائدة ممكنة للمجتمعات والأفراد عن طريق طرح الأفكار وتقييم البرامج التي تتبناها الشركات في مجال الخدمة المجتمعية.
وأكد رئيس قسم العلاقات العامة على أهمية تأصيل فكرة المسئولية المجتمعية كمسئولية الجميع وليس الحكومة فقط أو أصحاب الأعمال، منوهاً الى أنه وفى ظل الطلب المتنامي من قبل منظمات الأعمال على ابداء المساعدة للقيام بدورهم في المسئولية المجتمعية، يجب توحيد جهود الدولة من أجل التخفيف والحد من اللوائح التي قد تعيق الاستجابة السريعة لتلك الطلبات.
وأكد د. ماجد تربان على الدور الهام والكبير الذي يقع على عاتق المؤسسات الاعلامية في تشكيل الوعي الجماعي على فضائل الاخلاق بإعتباره المنارة التي تستنير بها فئات عديدة في المجتمع. ونبه عميد كلية الاعلام على ضرورة التفرقة بين العمل الخيري والمسئولية المجتمعية؛ حيث أن المسئولية المجتمعية تعبر عن إطار مؤسسي والتزام ووعى وشراكة وقيمة مضافة نحو التنمية المستدامة وهي ضرورة حتمية لتقدم المجتمعات وتطورها، وشدد على ضرورة ان يكون هناك قاعدة بيانات متكاملة تتيح لصانع القرار رسم السياسات والاستراتيجيات التي تتلاءم واحتياجات كل فئة وكل منظمة في المجتمع.
وتضمنت الجلسة الأولى التي ترأسها د. أحمد أبو السعيد أستاذ العلاقات العامة والإعلام العديد من الأوراق العلمية، وشارك الدكتور أمين وافي رئيس قسم الصحافة والاعلام بالجامعة الإسلامية بغزة بورقة علمية حول المسئولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال والعلاقات العامة ,موضحا ان منظمات الأعمال على اختلاف أنواعها تحتاج إلى نشاط العلاقات العامة وذلك نظراً لأهمية الدور الذي تقوم به العلاقات العامة في المنظمة ولها، فالعلاقات العامة هي التي تعمل من خلال أنشطتها المختلفة على تحسين الصورة الذهنية للمنظمة وإيصالها إلى مختلف الفئات التي تتعامل معها المنظمة وتؤثر وتتأثر بها من جهات حكومية إلى موردين، ووسائل الإعلام ،والزبائن ، ومنظمات المجتمع المدني وغيرها ...
وقال إنه انطلاقاً من مسؤولية العلاقات العامة في تحقيق التواصل بين المنظمات وجمهورها، فلا بد لها من أن تتضمن قدراً كبيراً من التفاعل الإنساني والاجتماعي وأن تحمل مضامين أخلاقيةٍ وسلوكية ومسؤوليات اجتماعية، والتي ينبغي على المنظمات الأعمال أن تلزم بها تجاه مختلف الأطراف التي تتعامل معها ".
ومضى بالقول إن المسؤولية الاجتماعية بالمعنى العام وفي مجال العلاقات العامة بشكل خاص تعني أن المنظمة إضافةً إلى دورها في إنتاج وتقديم المنتجات وتحقيق الربح، يقع على عاتقها مسؤوليات اجتماعية تجاه المجتمع الذي تعيش فيه، وتجاه العاملين في المنظمة.
قدم د. ماجد تربان ورقة علمية تمحورت حول دور وسائل الإعلام في تعزيز مفاهيم المسؤولية الاجتماعية، مستعرضاً المسلمات الأساسية لواقع الحرص على أداء أفضل لوسائل الإعلام تجاه المجتمع.
وقدم د. حماد ورقة بعنوان المسؤولية الاجتماعية للعلاقات العامة في الجامعات الفلسطينية جامعة الأقصى أنموذجاً حيث استعرض أهمية المسؤولية الاجتماعية في الجامعات الفلسطينية، مضيفاً أن المسؤولية الاجتماعية تعتبر من أهم الواجبات الواقعة على عاتق العلاقات العامة في الجامعات، في ظل التزام مستمر من هذه المؤسسات في تطوير وتحسين المستوى التعليمي والثقافي والاقتصادي والضمان الاجتماعي لأفراد المجتمع وذلك من خلال توفير الخدمات التعليمية والتدريبية المتنوعة.
ورأى أن المسؤولية الاجتماعية للعلاقات العامة في جامعاتنا لا تقتصر على مجرد المشاركة في الأعمال الخيرية وعمل حملات تطوعية، فبالإضافة إلى الالتزام بالأنشطة والقوانين المتبعة، هناك ما يتعلق بالنواحي الصحية والبيئية ومراعاة حقوق الإنسان وخاصة حقوق العاملين، وتطوير المجتمع المحلي منوهاً الى أن أهمية المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات وللمجتمع تكمن في تحسين الخدمات التي تقدم للمجتمع، وخلق فرص عمل حقيقة وضمان سلامة العمال والموظفين والمشاركة في إيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية القائمة, واستعرض ما تقدمه جامعة الاقصى من إعفاءات للطلاب وما تقدمه عمادة خدمة المجتمع من دورات تدريبية بأسعار رمزية.
وتضمنت الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور زهير عابد أستاذ العلاقات العامة والإعلام العديد من الأوراق العلمية حيث تحدث مدير العلاقات العامة بالغرفة التجارية د. ماهر الطباع حول المهام الاستراتيجية لدائرة العلاقات العامة والإعلام في غرفة وتجارة وصناعة غزة والتي تساهم في إظهار وتعزيز مكانه الغرفة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، والتواصل والتنسيق مع أعضاء الغرفة من مختلف القطاعات الاقتصادية بخصوص التوعية والإعلام الذي يظهر دور هذه القطاعات ويروح لها بالشكل المناسب، فضلاً عن تنسيق كافة الأنشطة والفعاليات المقامة في الغرفة كالأعداد لعقد الدورات والورش العمل والمؤتمرات والإعداد لزيارات الوفود المحلية والعربية والأجنبية واستقبالهم، وذلك بخدمتها لكافة الدوائر والأقسام الأخرى في اتصالاتها الخارجية.
بدورها، أكدت الإعلامية نداء مدوخ على أن دور الإعلام يكتسب أهمية كبيرة في تعزيز المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات القطاع الخاص إضافة إلى تفعيل دور الإعلام في نشر المسؤولية الاجتماعية لدى مؤسسات القطاع الخاص من خلال الإعلان عن الجهود الاجتماعية التي تبذلها اي مؤسسة من مؤسسات القطاع الخاص الفلسطيني وذلك من أجل خلق نوع من المنافسة بين هذه المؤسسات لتحقيق أكبر قدر من المنفعة للمجتمع.
وطالبت بضرورة التغطية الإعلامية الجيدة لكافة المؤتمرات والندوات والورش والمبادرات الهادفة إلى نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات ومبادئها الصحيحة وإعطائها مساحة واسعة في كافة وسائل الإعلام المحلية والترويج لها لتكون حافزا لمؤسسات القطاع الخاص.
وشارك الأستاذ محمد ثابت مدير العلاقات العامة في شركة كهرباء غزة بورقة عمل بعنوان: "استخدامات أساليب الاتصال الحديثة لتعزيز دور المؤسسات إزاء جمهورها: دائرة العلاقات العامة والإعلام بشركة توزيع كهرباء محافظات غزة أنموذجاً"، تناول من خلالها تجربة شركة توزيع الكهرباء الإعلامية على مستوى العلاقات العامة وكيفية استخدامها وتوظيفها لوسائل الاعلام الاجتماعي الحديثة والتطبيقات المختلفة لإيصال رسائل الشركة. كما تناولت الورقة مسئولية الشركة الاجتماعية وتجربتها وكيفية توظيف تلك الوسائل الحديثة في تعزيز تلك المكانة.
بدوره استعرض السيد محمد العجلة رئيس قسم العلاقات العامة في سلطة النقد الفلسطينية دور دائرة العلاقات العامة والاتصال معتبرها نافذة سلطة النقد على المجتمع المحلي والخارجي، وتهدف الى تعزيز التواصل مع الفئات المستهدفة لنشر رؤية ورسالة سلطة النقد . مُشيرا إلى أن عنوان الملتقى يحمل الكثير من الدلالات حول مستقبل المسؤولية الاجتماعية في فلسطين وخاصة لدى القطاع الخاص. حيث اننا بحاجة الى مجهودات كبيرة لنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية وثقافة العطاء التنموي بين رجال الأعمال وكافة المؤسسات في فلسطين.
وكان الملتقى الذي تولى عرافة الجلسة الافتتاحية فيه الاعلامية وسام الغلبان التي رحبت بالحضور، مثمنة لجامعة الاقصى تنظيم هذه الفعاليات لخدمة مجتمعنا الفلسطيني.
وكان الملتقى قد أفتتح بآيات من الذكر الحكيم ثم السلام الوطني الفلسطيني