أردوغان .... وأوهام الخلافة !!!

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح

ما بعد سقوط الامبراطورية العثمانية وما خلفته لدي شعوب المنطقة من استعمار وتخلف وفقر ...وما بعد ما جري بعد الحربين العالميتين الأولي والثانية وبداية حكم تركيا الحديثة وما حكمها من منطلقات وتطلعات صوب الشمال حيث القارة الاوروبية ورغبة قائمة للانضمام الي دول الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي وعدم اللجوء والعودة الي الجنوب ... لما خلفته تركيا وسلطانها المريض من اثار سلبية لا زالت قائمة . مشاعر السلطنة العثمانية والقيادة المتحكمة بدأت بالظهور مع بدايات عهد السلطان العثماني الجديد وحزبه الاخواني ....والذي رأي فيه امكانية عملية لمحاربة العلمانيين وجنرالات الجيش ورجال السياسة والاقتصاد ذات الخبرات والعلاقات الدولية والداخلية .
أردوغان الذي قضي على حلفائه ومن حوله ....وحاول أن يخرج الجيش من الحياة السياسية بمواثيق وقوانين واستفتاءات معروفة بنتائجها لأجل اعتقال والقاء القبض على الكثير من القادة والسياسيين في مخالفة دستورية وقانونية وحتى يغلق الطريق على امكانية تشكيل معارضة تركية قوية في ظل حربه المستمرة ضد الأكراد والأرمن وكافة المعارضين لسياساته ومواقفه . حتى جاءت ثورات ما يسمي بالربيع الامريكي الاسرائيلي ليتمكن أردوغان من ايجاد مساحة واسعة للتدخل في شمال العراق وما بعدها في شمال سوريا وترك مهمة الاتجاه الي الشمال الأوروبي لمرحلة قادمة تزداد فيها أوراقه التي يمكن أن تشكل حاضرة قبول بقوتها الاقتصادية والسياسية . أردوغان سلك العديد من المسارات ذات التفرعات العديدة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر :
 أولا : السماح وفتح الممرات بادخال الارهابيين الهاربين من الشيشان وأفغانستان والعراق وحتى من بعض دول الاتحاد الأوروبي للتمركز داخل الارض السورية والعراقية .
ثانيا : احتواء ودعم من اسموا انفسهم بالمعارضة السورية والقيام بدعمهم وتسليحهم بشتي أنواع الدعم وتوفير المنصات الاعلامية لحملاتهم وادعاءاتهم
ثالثا : تقديم أوراق اعتماده على أنه القائد الذي جاء من خلفية تاريخية قادرة على تمهيد الطريق وتهيئة المناخ بعدم الاستقرار في المنطقة العربية وتجربتهم الطويلة فيها بما يسهل لأمريكا واسرائيل تنفيذ كافة مشاريعهم المخططة .
 رابعا : اعطاء الضمان بحكم عوامل عديدة للابقاء على الانقسام الفلسطيني وتغذيته بعوامل البقاء وبالشراكة مع دولة قطر وبرعاية امريكية اسرائيلية .
 خامسا : استغلال الموارد الطبيعية والثروة المعدنية والبترولية والمنافسة الي حد انتزاع القدرات الاقتصادية والتجارية لدي دول المنطقة حتى تنفرد تركيا بهيمنتها الاقتصادية وقدراتها التجارية .
سادسا : العمل على سياسة التغذية الطائفية والحروب الداخلية وملاحقة الاكراد تحت حجج واهية ومزاعم أمن كاذب .
سابعا : محاولة السيطرة وعقد الاتفاقيات الامنية وترسيم الحدود البحرية مع حكومة السراج بليبيا والتي ليس لها صلاحية عقد مثل هذه الاتفاقية وايجاد مدخلا للسلاح والجيش التركي للتواجد على أرض عربية .
ثامنا : ابقاء حاجة التوتر وزعزعة الامن الاقليمي وبما يهدد الامن القومي العربي وخاصة الامن القومي المصري من خلال وجود قواعد تركية بليبيا والسودان .
 تاسعا : اشعال بوادر المواجهة بالمنطقة وخاصة بالبحر المتوسط مع قبرص واليونان وايطاليا وحتى الدول العربية المطلة على البحر المتوسط مثال مصر وايجاد حالة من التوتر واشعال الفوضى ونهب خيرات المنطقة .
 عاشرا : الابقاء على حالة التحالف مع اسرائيل واظهار الخلاف مع امريكا والحلف الاستراتيجي مع قطر في اطار تحالف يعمل على اثارة الفتن والشكوك والفوضى وعدم تمكن شعوب المنطقة من السير بخططها التنموية والاقتصادية .
الحادي عشر : لم تكتفي تركيا أردوغان بكل ما سبق بل عملت على المشاركة بمؤتمر فاشل قبل بدايته لأجل الالتفاف على منظمة العمل الاسلامي وعلى ما يزيد عن 55 دولة اسلامية في محاولة للزعامة والخلافة والتي فشلت في بداية عقدها بعد أن تخلف عن الحضور باكستان واندونيسيا ولم يحضر الا الدولة المضيفة ماليزيا وايران وتركيا وقطر .
فشل مؤتمر اصحاب المصالح قبل أن يبدأ ....لأنهم ليسوا على قلب رجل واحد ...ولم يكن الهدف العمل على مصالح الامة الاسلامية لأنه لو كان الامر كذلك لكان بامكانهم عقد مؤتمر جامع للدول الاسلامية للبحث بالكثير من الموضوعات التي تهم العالم الاسلامي وخاصة مدينة القدس ومواجهة الارهاب والتعاون من أجل التنمية موضوعات كثيرة تجمع الجميع لكن التجمع بهذا الكم القليل كانت له مقاصد أخري من أجل ايجاد زعامة جديدة لخلافة قد ماتت منذ زمن ولن تعود .
الكاتب : وفيق زنداح

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت