حتى لا تكون القرارات حبرًا على ورق

بقلم: سري القدوة

سري القدوة

بات من المهم ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد تجاه الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال والتي تقيم علاقات مع دولة الاحتلال على هذا الاساس وذلك تطبيقا لقرارات الجامعة العربية والقرارات الدولية ولا بد من دعوة الدول العربية الى سحب استثماراتها ومراجعة علاقاتها التجارية مع البرازيل واتخاذ خطوات عاجلة والتصدي لمن يعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال والعمل على تطبيق القرارات الصادرة بهذا الخصوص .
من المهم ان تتخذ الدول العربية خطوات عاجلة نحو سحب استثماراتها المالية من البرازيل والى مراجعة علاقاتها التجارية الواسعة مع هذا البلد بعد افتتاح حكومته مكتبا تجاريا لها في مدينة القدس، على الرغم من المعارضة البرازيلية الداخلية لما تمثله هذه الخطوة من خدعة لامتصاص ردود الفعل عليها، باعتبارها تشكل اعتداء على حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني ومخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واستجابة لسياسة الادارة الاميركية التي تضغط باتجاه اعتراف العديد من الدول وخاصة في القارة الاميركية اللاتينية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال .
 أن الاستثمارات العربية تتعدى عشرات المليارات من الدولارات الأمر الذي يتطلب مراجعة العلاقات التجارية مع البرازيل ووقف هذه الاستثمارات لصالح القدس ومكانتها العربية والإسلامية ومن اجل اتخاذ مواقف ضاغطة وهامة تدفع الرئيس البرازيلي بولسونارو الى التراجع عن قرار حكومته والعودة الى ممارسة سياسة متوازنة تقوم على احترام القانون الدولي والشرعية الدولية واحترام مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني وعدم التساوق مع سياسة الادارة الاميركية وسياسة حكومة الاحتلال بموقف منحاز يشجع سياسة استمرار القمع للشعب الفلسطيني والنيل من الحقوق الفلسطينية والمدينة المقدسة .
وهنا في المسالة الخاصة بالبرازيل فان مواقف الشعب البرازيلي وقواه السياسية الديمقراطية ونقاباته ومنظماته الاجتماعية التي ناصرت الحق الفلسطيني نكن لها كل الاحترام والتقدير ولا بد من تعزيز هذه المعارضة لسياسة الاحتلال العدوانية الاستيطانية التوسعية وكان الرئيس البرازيلي تعهد بأن يحذو حذو الولايات المتحدة بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة وعمل على فتح مكتب تجاري يحمل اسم الوكالة البرازيلية للتجارة والاستثمار «أبيكس» ولعل جامعة الدول العربية تتحمل المسؤولية بهذا الخصوص ولا بد من القيام بدورها وحتى لا تكون قراراتها حبرا على ورق لا بد من اتخاذ موقف جاد والعمل على مراجعة علاقاتها والاتفاقيات والعقود التجارية التي وقعت مع البرازيل وخاصة دول الخليج العربي وأيضا لا بد من دول منظمة التعاون الاسلامي العمل على تنفيذ قراراتها ومراجعة علاقاتها التجارية مع البرازيل
وفقا لما تم اتخاذه من قرارات من قبل المنظمة على مستوي القمة المنعقدة سابقا والتي دانت مواقف الادارة الاميركية من القدس وأكدت عزمها اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمنع الدول الأخرى من مجارات الخطوة الأميركية غير القانونية باتخاذ الإجراءات السياسية والاقتصادية وغيرها من الإجراءات المناسبة في حق البلدان التي تجاري الادارة الاميركية وحكومة الاحتلال في موقفها من الوضع في القدس كمدينة محتلة . ان استمرار الصمت العربي وتجاهل ما يجري من مؤامرات تستهدف القدس وتجاهل تنفيذ القرارات العربية سوف يشجع الدول للهرولة تجاه دعم الموقف الامريكي ونقل السفارات للقدس بعد ان نقلت الولايات المتحدة وغواتيمالا سفارتين لهما في تحدٍ للإجماع الدولي واصلت هنغاريا ايضا افتتاح مكتب تجاري لها في القدس.


 بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
 [email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت