قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن قرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في ارتكاب الاحتلال جرائم حرب في الأرض الفلسطينية المحتلة، يشكل نقطة تحول رئيسية في مسار القضية الفلسطينية.
وأضاف عريقات في حديث نلفزيوني، إن اسرائيل لم تُساءل ولم تُحاسب على أي من جرائمها، والآن صدر تقرير مكون من 113 صفحة، يقول إن التحقيق الأولي انتهى ويقر أن هناك جرائم حرب ترتكب بالضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وأشار إلى أن لدى الدائرة التمهيدية 120 يوما للرد على ذلك، وتجدد لـ60 يوما إضافية، وقد يصبح الوقت الذي يمكن انتظاره كأقصى حد ستة شهور، ولكن قد يكون الرد أقرب من ذلك بكثير.
وأكد عريقات أن الرئيس محمود عباس شكل اللجنة الوطنية العليا لمتابعة الانضمام للمحكمة الجنائية، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي مقررا لها وحلقة الوصل مع المحكمة قانوناً.
ولفت إلى أن هذه اللجنة ضمت كل الطيف السياسي الفلسطيني دون استثناء ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الانسان ونقابات الصحفيين والمحامين والحركات السياسية، منوهاً إلى أن أعضاء اللجنة (45) عضوا عملوا كفريق واحد.
وثمن عريقات دور دولة قطر التي قدمت الدعم المالي لتغطية تكاليف المحامين الذين ساهموا في عملية التحضير والدراسة والصياغة والإعداد للملفات، والذين تمت الاستعانة بهم لرفع ما يقارب الــ20 تقريرا وعشرات الرسائل والبلاغات التي تُقدم بشكل شهري أو أسبوعي الى المحكمة الجنائية، والتي يتم تدقيقها قبل توجيهها للمدعية العامة وللمحكمة.
ودعا مؤسسات المجتمع المدني إلى أن تكون العنوان الرئيسي لضحايا الاحتلال واستقبال المواطنين، مشددا على ضرورة إغراق الدائرة التمهيدية بأسماء وملفات الضحايا.
وأكد دعم كل فرد يريد رفع دعوى على اسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية حال لم يجد أي منظمة إنسانية أو حقوقية تدعمه.
وفيما يتعلق بردود الفعل الاسرائيلية حيال القرار، قال عريقات: "هو يوم أسود على اسرائيل، واستمرار الاحتلال وصمة عار سوداء على جبين المجتمع الدولي".
وحول معارضة واشنطن لقرار المدعية العامة، أكد عريقات أن الإدارة الاميركية برئاسة ترمب انتقلت من مربع الانحياز لاسرائيل إلى مربع تأييد الاحتلال.
وأضاف: أميركا تعتقد نفسها فوق القانون وأن لديها الحصانة الكاملة، لكن قرار المحكمة الجنائية نقلة نوعية، ولن تتمكن هذه الإدارة من تدمير القانون الدولي وتوفير الحماية لاسرائيل من المساءلة.
وحول التخوفات لدى البعض أن ترفع اسرائيل دعاوى ضد فلسطينيين، قال: "درسنا هذه النقطة، ولن نستغرب، ولدينا القدرة للدفاع عن أي فرد من شعبنا، ونحن نحترم المحكمة الجنائية الدولية، لكن المسألة الأساسية التي يجب التركيز عليها الآن، هو ما يمارس ضد شعبنا من سياسات التهجير والتطهير العرقي".
وأكد عريقات أن الاستراتيجية الفلسطينية بدأت تؤتي ثمارها.