بعد كل هذه السنين وبعد كل هذه المعاناة وبعد كل هذا الظلم الوظيفي الذي أنتج ظواهر سلبية جد خطيرة على الأسرة الفلسطينية والمستقبل، خاصة في قطاع غزة وإلى حد ما في الضفة الغربية فإن أي حراك شبابي سلمي ضاغط لتغيير أي شيء يقمع بكل الوسائل والتشريعي معطل وحتى قبل حله لم يفعل شيء لأي قضية بسبب الإنقسام المبكر.
موضوع الحصول على الوظيفة العامة ودون تمييز يحتاج نظرة جادة من المسؤولين في غزة ورام الله من أجل تصحيح الخلل الذي أودى بحياة ومستقبل أجيال وليس جيلا واحدا، وهل نسيتم ما يفرح له المحتل من تقليص عدد الفلسطينيين، 13 عام من الظلم الوظيفي أخر الزواج وأخر تكوين أسر جديدة وقلص عدد الفلسطينيين بنسبة كبيرة.
تصوروا لو فقط 50 ألف خريج أو عاطل عن العمل مازال أعزب خلال عشر سنوات وأكثر مضت، هؤلاء لو حصلوا على وظيفة وتزوجوا في موعدهم الطبيعي، فكم سيخلفون وبمتوسط 3 أطفال يعني هناك 150 ألف طفل فلسطيني سقطوا من تعداد السكان، وكم فلسطيني هاجر وسقطوا من تعداد السكان ، وكم أسير لم يتزوج، أليس هذا في صالح إسرائيل في معركة الرحم التي ألفوا عنها الكتب وخشيتهم الكبيرة من الصراع الديمغرافي، إذا هذا خدمة غير مباشرة للمشروع الصهيوني. أليس كذلك؟!! أم ستقولون لدينا فائض ؟ الصراع تقلص فلسطينيا إسرائيليا، وليس هناك فائض كما يتصور البعض.
بعد الفشل الذريع من نقل شعبنا للأمام خطوة إيجابية تحفظ له حصانته من الظلم الوظيفي وتعديل وتحسين مقاييس العدل في الحصول على الوظيفة العامة، والسبب المباشر هو الصراع الحزبي السياسي البيني أو حجة الصراع مع المحتل، فما العمل؟ هل يستطيع كل المسؤولين الإجابة الحقيقية أم سيتبادلوا التهم أم سيقولوا إن الوضع بخير ؟
درج الحكام من طرفي الإنقسام على التعود على ما عمقوه من ظلم فئات الخريجين والعاطلين عن العمل ، وما درجوا عليه من مقاييس التمييز لتصبح قاعدة لصالح الحزيين والمناصرين لكل منهما وترك أبناء الشعب الآخرين،.
لماذا تمنع رام الله الوظيفة العمومية عن مواطني قطاع غزة؟ لماذا تأخذ حماس الوظيفة لأبنائها؟ هل الوظيفة من حق الأحزاب؟ هل الأجهزة الأمنية من حق الأحزاب؟ هل المواطنين الآخرين ليسوا مواطنين فلسطينيين؟ هل المواطنين الآخرين أبناء الشيطان؟
كيف نعترض على المحتل حين يعامل مواطنيننا بتمييز سلبي يصل حد القتل؟ كيف تطلبون من إسرائيل والدول العربية أن توظف أبناء الشعب الفلسطيني وأنتم تحرمونهم من حقهم من الوظائف؟ من أنتم؟ وماذا تفعلون بشعبكم؟ وما ذنب هؤلاء الخريجين والعاطلين عن العمل بسببكم، وبسبب إنقسامكم؟
لا نامت أعين الظالمين ولا نصر على أعداء لمن يظلم أبناء شعبه، وكفانا ظلم الإحتلال...
إتركوا فرصة لأبناء شعبكم أن يغفروا لكم ما فعلتموه بهم من ظلم ودمار ، فهل تدرون ما فعلتموه؟
أين العدالة في الوظيفة العمومية؟؟؟؟!!!!
د. طلال الشريف
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت