أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، فوزه بالانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب "الليكود"، ما يضمن له قيادة الحزب اليميني، في الانتخابات المقررة في آذار/مارس 2020.
وأشارت جميع التوقعات إلى فوز نتنياهو، صاحب أطول فترة حكم كرئيس للحكومة في اسرائيل، لكن نتيجة متقاربة مع منافسه غدعون ساعر، كانت لتُضعف نفوذه داخل حزبه، الذي يسيطر عليه منذ 20 عاما.
وكتب نتنياهو، الذي يواجه حاليا اتهامات بالفساد، على موقع "تويتر"، بعد ساعة من اغلاق صناديق الاقتراع "أنه انتصار كبير! شكرا لأعضاء 'الليكود' على ثقتهم ودعمهم وحبهم".
وأظهرت النتائج تحقيق نتنياهو لفوز مريح على ساعر. وبلغت نسبة التصويت أكثر من 49%بالمئة. ومُنح نتنياهو 72 بالمئة من الأصوات، مقابل 27 لساعر.
وأضاف نتنياهو "بمساعدة الله ومساعدتكم، سأقود 'الليكود' إلى فوز كبير في الانتخابات المقبلة، وسنستمر بقيادة إسرائيل، لتحقيق انجازات غير مسبوقة".
أما ساعر فقال على "تويتر"، "أنا راض عن قراري بالترشح. هؤلاء الذين لا يملكون الرغبة بالمجازفة من أجل ما يؤمنون به لن ينجحوا أبدا".
وأضاف "زملائي وأنا، سوف نقف خلف نتنياهو، من أجل فوز 'الليكود' في الانتخابات العامة".
وأدلى نحو 57 ألفا من أعضاء "الليكود" في أنحاء البلاد، طوال نهار الخميس. وهاتف ساعر نتنياهو وقدم له التهاني بالفوز.
وفُتحت مراكز التصويت أبوابها يوم الخميس، عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي، ودعي أعضاء الحزب البالغ عددهم نحو 116 ألفا للتصويت، حتى الساعة 23:00.
وكان نتنياهو دعا في تغريدة مناصريه إلى التصويت بأعداد كبيرة. وقال "نسبة المشاركة ضئيلة جدا، وفوز اليمين يتوقف عليكم". كما نشر شريط فيديو عبر "فيسبوك" يظهره وهو يتصل هاتفيا بأعضاء الحزب لإقناعهم بالتصويت.
أما منافسه غدعون ساعر (53 عاما)، فأعتبر أثناء تصويته قرب تل أبيب أن "هذا اليوم مصيري لـ 'الليكود' ولبلدنا. اليوم، نحن قادرون على الفوز اليوم، وسلوك درب جديد يتيح لنا تشكيل حكومة قوية ومستقرة".
كما يأتي هذا التصويت، بُعيد شهر من اتهام نتنياهو بالفساد وتزوير وخيانة مؤتمن، وهي اتهامات يرفضها نتنياهو. وأثر توجيه الاتهام لنتنياهو دعا منافسوه داخل "الليكود" وأولهم ساعر، إلى إجراء هذه الانتخابات التمهيدية.
وقال ستيفان ميلر، الخبير في استطلاعات الرأي الذي شارك في حملات إسرائيلية متعددة، إن نتنياهو خاض أكثر الانتخابات صعوبة في مسيرته، من أجل التغلب على ساعر. وأضاف "منصبه كان على المحك، وهو حارب من أجل المحافظة عليه بنجاح".
أما غاييل تالشير، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، فاعتبرت أن هذه النتيجة يمكن أن تزيد من عزيمة نتنياهو، في صراعه ضد لائحة الاتهام الموجهة اليه. وقالت "سوف يقول إن الناس اختاروه وليس الآليات والقضاء"، مشيرة إلى أنه سيسعى للحصول على غالبية في انتخابات آذار/مارس، على أمل سن قانون يمنحه حصانة في وجه الملاحقات القضائية.
ولفتت الى أن "اللعبة الكبيرة بالنسبة لنتنياهو هي الحصانة، ولهذا، فهو يحتاج إلى 61 صوتا" في الكنيست، المكوّن من 120 مقعدا.