حركة فتح ...بذكري انطلاقتها55

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ...الحركة الامينة والمؤتمنة .....الحريصة علي شعبنا وثورته...حركة الشعب الفلسطيني التي لا زالت تمثل حركة التاريخ الفلسطيني ...واستمرار ثورته وعبر موجاته الإنتفاضية ..والتي لا توفر الفرصة لأحد ان ينال منها ...أو يحرف مسارها ...أو يعكس طريقها الذي تعمد بدماء عشرات الالاف من شهداء ثورتنا ....و التي لا تغلب مصالح شخصية علي مصلحة حركة الجماهير والنضال الوطني الفلسطيني ...والمستمرة عبر 55 عاما بمسيرة النضال والمحافظة على الثوابت الوطنية . مسيرة نضالية طويلة ...وعبر كافة المحطات والساحات والمواقع ....منذ انطلاقة الرصاصة الاولي بالأول من يناير 65 ....وما قبلها من فترة الاعداد والتجهيز وحتي الموعد المحدد لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة والتي كان مفاجئا وغير متوقع في توقيته ومكانه ....لكنها الارادة الفلسطينية التي أظهرت قدرة عالية علي الابداع والتخطيط ....والظهور العلني في فترة حرجه ...لم يكن مسموحا بظهور فصيل فلسطيني ...يتبني الكفاح المسلح .
 كانت فكرة ...ثم انطلاقة ...ثم كفاح مسلح ...وقدرة سياسية ...علي التعاطي مع كافة المتغيرات دون اسقاط جوهر وابعاد ما تم الانطلاق من أجله ....في ظل ثوابت وطنية لا زالت تشكل محرك اساسي لكافة الخطوات والمواقف التي يمكن أن تتخذها هذه الحركة العملاقة .... حركة فلسطينية ...شاملة الابعاد ....يجتمع عليها وبداخلها كافة الوطنيين والقوميين ...واليساريين ...حتي ومن كان لهم علاقة سابقة بالإخوان المسلمين ...حركة جامعة لكافة الاجتهادات والآراء والمواقف ....حركة جماهيرية قادرة علي التحرك واستنهاض الطاقات وتسخيرها في الوقت التي تريد ....حركة شابه بشيوخها ...كما انها حركة تعتمد بقراراتها علي مؤسساتها الحركية الملتزمة بنظامها الداخلي . حركة فتح ...وبذكري انطلاقتها تعيد للأذهان ....ولمحطات التاريخ ...معركة الكرامة بالعام 68 ...ومواجهات الثورة الفلسطينية ..... لقوات الاحتلال أثناء اجتياح الليطاني بالعام 78 ....كما و تؤكد علي محطة المواجهة الكبري ابان الاجتياح الاسرائيلي بالعام 82 للبنان ....محطات نضالية وكفاحية متعددة ...ولا زالت حركة فتح علي مواقفها وثوابتها ...وتطلعاتها الوطنية.... وصفحات التاريخ وللأجيال الشابة عندما يكون الحديث عن انطلاقة حركة فتح فهناك من العناوين والمواقع التي ستبقي خالدة ومخلدة بتاريخ الثورة الفلسطينية عندما نتحدث عن جبل الشيخ والعرقوب وقلعة شقيف والليطاني ومخيمات لبنان عين الحلوة وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا ونهر البارد سجل حافل لمواقع نضالية ستبقي بذاكرة الاجيال والتاريخ الوطني معمدة بدماء قادتنا الشهداء على رأسهم الشهيد الزعيم ياسر عرفات وصلاح خلف وخليل الوزير وأبو يوسف النجار وماجد أبو شرار والعشرات من القادة أبو على سلامة وعاطف بسيسو وفضل الضاني والهمشري وغيرهم العشرات العشرات ....بل الألاف ممن سطروا ببطولاتهم ساحات المجد والبطولة والكفاح لأجل فلسطين وحريتها .
منذ الانطلاقة والشرارة الاولي عملت قيادة الحركة علي اقامة علاقات استراتيجية مع العديد من الدول والتي استجابت وابدت الاستعداد لمساعدتها وتسليحها ..وكانت الجزائر والصين وفيتنام وكوبا .....والعديد من حركات التحرر العالمية الذين وقفوا دعما واسنادا لهذه الحركة الفلسطينية التي بدأت بالانتشار والاستقطاب السريع للألاف من ابناء فلسطين تنامت واتسعت حركة فتح في ظل حركات واحزاب سياسية كانت قائمة في ذلك الوقت مثل حركة القوميين العرب.... والحزب الشيوعي .....والناصريين ....وحركة الاخوان المسلمين .....الا ان انطلاقة حركة فتح و بسرعة تناميها واتساعها .....والتفاف الالاف من حولها ...جعل منها الحركة الاولي ...والقائدة لمستقبل هذا الشعب .
منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة احمد الشقيري.... والتي جاءت بقرار قمة عربية ...وما تم في سياق المنظمة من انشاء جيش التحرير الفلسطيني ....وتطوع الالاف في صفوفه ....مرحلة فلسطينية وبغطاء عربي ...تكشفت ايامه ...في لحظات النكسة ....وما بعد الاحتلال الاسرائيلي للقطاع ....وشبه جزيرة سيناء ...والضفة الغربية بما فيها القدس.... وهضبة الجولان السورية ...نكسة ألمت بالعرب.... ووفرت ارضية الظهور بالعلن ....والاعلان وبشكل واضح ...ما بعد الاعلان السري والعمل التنظيمي الخفي ...لتتواجد فتح بكافة الساحات.... وعلي كافة المستويات ...ولتحدث تغيرات ملموسة ....في خارطة السياسة الداخلية الفلسطينية ....ولتتصدر المشهد ...ولتكون فتح بزعامة الراحل الشهيد أبو عمار .....بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية خلفا للمرحوم يحيي حمودة . تغيرات سياسية ....وميدانية ...وتحولات سريعة علي واقع المشهد الفلسطيني ...في ظل تصدر حركة فتح وقيادتها للمشروع الوطني الفلسطيني من خلال قيادتها لمنظمة التحرير الفلسطينية ...التي حصلت علي اعتراف عربي بكونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني بالقمة العربية للرباط ...وما جري بعد ذلك من اعترافات دولية أوصلت فلسطين الي دولة مراقب بالأمم المتحدة ما بعد الدورة التاسع عشر للمجلس الوطني ....واعلان وثيقة الاستقلال بالعام 88 .
 مسيرة النضال الوطني الفلسطيني بقيادة حركة فتح .....لم تكن مسيرة سهلة ...ولكنها مسيرة مليئة بالمصاعب والتحديات .....مليئة بالمؤامرات والاستهدافات ...مليئة بالتدخلات ... ومحاولات الاعاقة ...لكنها الفتح كطائر الفنيق الذي يصعب محاصرته ...كما ويصعب الالتفاف حوله ...أو وقف مسيرته وهذا ما تأكد عبر مسيرة عقود طويلة وما يزيد من نضال مستمر ومتواصل ....ومن اصرار وعناد فتحاوي لا يقبل بالقسمة ..ولا يقبل بالمساس بالقرار الوطني المستقل ...مما اكد للجميع أن فتح ....ستواصل طريقها ....وانها عصية علي الكسر والانكسار والانقسام ...وأنها وجدت لتبقي ....كما قال الرئيس الراحل ابو عمار.... للزعيم الخالد عبد الناصر والذي قال لتنتصر .
حركة فتح بذكري انطلاقتها يصعب حصر مسيرتها من خلال مقال .....لكنها تحتاج الي ألاف الصفحات حتي يكتب عن هذه الحركة العملاقة بتاريخها .....وتاريخ قادتها العظماء ....وليس أخرهم القائد الفتحاوي زياد أبو عين الذي استشهد دفاعا عن شجرة الزيتون وعن ارض السلام . حركة حافلة .....بالتاريخ المجيد ...والمسيرة العطرة ...للألاف من القادة الشهداء ..والكوادر والذين قدموا أرواحهم فداء الوطن ...وفداء الثورة ...فداء العلم ...حتي يبقي يرفرف في السماء ...وحتي ينشد النشيد الوطني الفلسطيني ..وحتي يرفع طفل من أطفال فلسطين علم فلسطين فوق أسوار وكنائس القدس ...يرونها بعيدة ..ونراها قريبه ...وانا لصادقون ..هكذا قالها ورددها الزعيم الخالد ابو عمار ...وهكذا يرددها شباب انتفاضة القدس الذين ألموا الاحتلال وأفقدوه صوابه ....ورسموا خارطة الوطن الفلسطيني بدمائهم ....وحرموا قطعات المستوطنين وجنود الاحتلال من السير بحرية داخل الطرق .....كما وأكدوا بانتفاضتهم أن القدس فلسطينية عربية .....وأن المسجد الأقصى للفلسطينيين والمسلمين ...وأن لا وجود للهيكل المزعوم ...كما لا وجود للصهاينة علي أرضنا ...وهذا ما تأكد بالعديد من جولات المواجهة وليس أخرها معركة البوابات الحديدية ..
حركة فتح ....التي قادت الثورة ...وتجاوزت كافة صعابها وتحدياتها ....حتي وصلت الي ارض الوطن بقيادتها وكوادرها ...وأعضائها ...لتعمل علي بناء أول سلطة وطنية فلسطينية في ظل ظروف غاية بالصعوبة ....وفي واقع تحديات يصعب تحديدها ...ومعرفة أبعادها الداخلية والخارجية .....في ظل تسويف ومماطلة اسرائيلية وتنكر لكافة الاتفاقيات الموقعة ...ومحاولة ممارسة الضغوط السياسية من أجل أخذ مواقف فلسطينية تتماشي والمواقف الاسرائيلية وهذا ما تم رفضه في واي ريفر.... وطابا وما اكده الرئيس أبو عمار ..وما تؤكده القيادة الفلسطينية اليوم في عهد الرئيس محمود عباس الذي وقف بمواجهة السياسة الامريكية والاسرائيلية برفض صفقة القرن والقبول بالحلول على حساب أرضنا وشعبنا وحقوقنا .... وما يخرج كل يوم من تصريحات اسرائيلية يمينية تؤكد على المشروع الاستيطاني التوراتي اليميني المتطرف والقائم على العنصرية والارهاب والمخالف لكافة المواثيق والاتفاقيات والاعراف الدولية .
حركة فتح ...... لا زالت علي طريقها ...وعلي ثوابتها..... وعلي نهجها الذي رسمته منذ انطلاقتها ....فلم يغريها سلطة تحت الاحتلال .....ولم يغريها ويحرف طريقها ....ما يمكن أن يكون وعدا أو تسهيلا ....لأنها حركة الجماهير ..حركة الفدائيين ....وكما كانت بالأمس فهي اليوم وغدا ....بقيادتها ....وأعضاء لجنتها المركزية ...ومجلسها الثوري ...وكافة أطرها التنظيمية . ذكري انطلاقة حركة فتح ....تفرض علينا .....أن نقول كلمة صدق ....وأن نعبر عن أنفسنا ليس لغاية ..أو مصلحة ....ولكنها أمانة لا زلنا نعيشها ....وتجربة نضالية لا زلنا نكبر معها . أن وحدة الموقف ...والتماسك الداخلي.... وانكار الذات ...وحتي العفو عند المقدرة شيمة وصفة فتحاوية نأمل أن تكون هاجسنا ....والمحرك لمواقفنا ....وأن لا نترك المجال للمتحدثين بسوء النوايا ....أو أصحاب المصالح الضيقة .....أو من يحاولون خلط الاوراق . حركة فتح كبيرة ...بكبر شعبنا ....وعظيمة بعظمته ...ومناضلة بنضاله ...وصابره بصبره ...ومؤمنه بإيمانه ...وعزيزة وقادرة بعزته وقدرته. كل عام وشعبنا بألف خير ......كل عام وسلطتنا بألف خير ...كل عام والرئيس محمود عباس بألف خير ...وعاشت الذكري . وانها لثورة حتي النصر.
 الكاتب : وفيق زنداح

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت