توقعاتي أن السلطة لم تقدم طلبا لإسرائيل بشأن السماح بإجراء الإنتخابات لا في القدس ولا في غيرها، وأن إحتمال إصدار مرسوم الإنتخابات مازالت واردة في أي لحظة. قد تكون رام الله تنتظر نتائج مهرجان الإنطلاقة لتطمئن على شعبيتها خاصة في قطاع غزة، وقد تتريث لتصليب هيكلها ومناصريها وإستعادة شعبيتها في قطاع غزة، وقد تنتظر خطة تقوم بوضعها لإرحاع كم أو عدد كبير ممن قطعت رواتبهم، وقد تنتظر ولو قليلا لتخلصها من بعض الإندفاع الجارف للمتنافسين على خلافة الرئيس عباس وتهيئة الأجواء لمن يرغب الرئيس في طرحه من الشخصيات أو الشخص ليكون مرشح فتح رام الله للرئاسة، وأخيرا قد يسعى الرئيس للبقاء مرشحا للرئاسة لكنه يواحه صعوبات فيريد التخلص منها.
وكنا تحدثنا مسبقا عن أن حماس بالتأكيد ستستغل فرصة صدور مرسوم الإنتخابات لتعلن أن لها مرشحا للرئاسة لأن منصب الرئيس أصبح ركنا أساسيا لدى حماس للإستيلاء على منظمة التحرير إذا أخذنا في الإعتبار أنه فرصتها الأخيرة ولن تكون لحماس بعد هذه الإنتخابات إذا ما مكنت نفسها هذه المرة من فرص لذاك وستضعف مسيرتها.
الآن تعالوا نرى هل حقيقة قلوبهم على القدس ليتمحكوا بموضوع الانتخابات من عدمه في المدينة المقدسة ونتساءل بتجرد
1- هل ونحن منقسمون ممكن نرجع القدس أو نتصدى لما قرره ترامب وصادر القدس لصالح إسرائيل، واسرائيل الآن تسارع في جعلها أمرا واقعا، وسنصحوا بعد سنوات لنجد القدس مثلها مثل حيفا ويافا؟
2- هل إستعادة الوحدة والتعافي من الإنقسام أهم من القدس وهي بهذا الحال مصادرة؟
3- هل لو عملنا إنتخابات بدون القدس يعني إعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟ والقدس عمليا لو نحن متحدين أو غير متحدين ذهبت لإسرائيل بسبب ضعفنا وإنقسامنا، وهل إمكانية إستعادة وحدتنا لو أجرينا انتخابات بدون القدس أفضل من ضياع الوقت ونحن منقسمين وحياتنا وتطورنا متوقف من انتاج قوة للتصدي لإسرائيل وترامب؟
4- القدس تضيع والشعب وأجياله في حالة تراجع خطير بسبب الصراع على السلطة ونحن كمجتمع وقضية وقدس نضيع، يعني نحن في حالة إنتحار سببه الإنقسام .. كانت القدس قبل سنتين غير ضائعة فهل كنا أفضل وحالنا وحياتنا أفضل؟ ونحن الحكام من أسس لتجرؤ ترامب واسرائيل علينا وعلى القدس والأرض؟
5- الأساس لتحرير أو الحفاظ على القدس أو التصدي لصفقة ترامب أن يكون شعبنا موحدا وقويا ...فهل تريدون مزيدا من الضعف بإستمرار الإنقسام والحكام مبسوطين على تذويب كل شيء ؟
6- في كل مرة فشلتم في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وهذا يؤسس لتراجع وخراب ديار أكبر والسبب خوف الفلسطينيين من بعضهم البعض وقصص الجهل والاتهامات والتخوين لكل من يجتهد، وحالتنا الآنية أسوأ من أي وضع سابق للإجتهاد والاتهام والتشويه بسبب الصراع على السلطة.
7- قل إنقذوا شعبكم ومستقبله أهم، ومقدم على رفض اسرائيل للإنتخابات في القدس وحتى أفضل من إجراء الانتخابات في القدس، يهجموا عليك كل القاصرين عن تحرير القدس والقاصرين عن الحفاظ عليها وعلى الأرض التي أصبحت مستوطنات وهم ينظرون لها دون فعل حقيقي وهم بإنقسامهم سببوا هذا الضعف، بإنقسامهم وضعفهم خدموا المشروع الصهيوني بجهلهم وغصبن عن الشعب .. قول انقذوا شعبكم وأجلوا انتخابات القدس او شوفو لها طريق للانتخابات..
كلهم بيخونوك وبتصير مسؤول عن ضياع فلسطين من 1948 وبيطخوك، والحقيقة أن القادة والأحزاب والفصائل هم من أضاعوها منذ البدء وحتى اليوم. فهم على الدوام منقسمين ومنذ بدء المشروع الصهيوني قبل الحسيني والنشاسيبي وبعدهم حتى اليوم وخاصة أناط لنا سلطة الآن وبدل وربطات عنق وثروات وسيارات وتخالفات .. وزفة وماشية وسايقين فيها كلهم مرة بإسم الأكثر وطنية ومرة بإسم الإكثر إيمانا ... والأرض ضاعت والمقدسات.
لن تتفاهم كل الجماعات في فلسطين على شيء بعد أن أصبحوا في السلطة بعد 13 عام من التهرب المتبادل من تغليب المصلحة العامة ومستقبل القضية والأجيال، والمسرح حافل بتنفيد كل ما تحلم به إسرائيل، وأنا أرى أن الخطوات للضياع تتسارع ... هل لدى أحد منا ضمانات لبقاء الناس في الأرض في ظل ءستمرار الإنقسام؟ أم هذا يؤسس لقضية أسوأ أثرا من قضية القدس رغم أهيمتها الكبيرة ...ومن لديه ضمانات بعد ذلك لمنع الهجرة التي ستدفع لها اسرائيل والمتآمرين على القضية ؟ .... النايم منهم يصحا أو يصحى.
د. طلال الشريف
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت