ثمانين عاما لم تشفع لصاحب الخطوط الشاهدة على نكبة الفلسطيني، الذي ذاق وما زال مرارة الأذى من عدو غاصب، لا يعرف للحق ولا الإنسانية في ميزانه نصيب.
الأسير "فؤاد الشوبكي" ابن غزة الصابرة، كما ملامح وجهه التي ما عادت تطيق طعم السجن والسجان، هذا البطل الذي أنهكه جسده بأمراض من كل حدب، كما أفات عدوه القابع على صدر حريته، الأن صرخ صوتهبالأهات أن فاض صبري بالألم، وما عدت أطيق قهر السجان، وما يزرعه كل يوممتلذذاً بالإيذاء.
يصدع بصوت النداء الأخير بأعوامه الثمانين، التي وجب أن يقضيها مع أحبته وأحفاده، وأن يتدفىء بمحراب مناجاته لله، يزكي الروح في ليلها كما يشدو بها نهاره، هو الأسير الذي غابت صورته عن ذاكرة الكثيرين منا، كما غابت صورهم جميعاً، هؤلاء الأسرى الذين أودعوا زهرات أعمارهم في كأس، كان لها أن تزهر لأمتهم كرامه، لكن الكل خذلهم وأحجبت الشمس عنهم، كأن البرزخ عالمهم .
كم مضى منهممن عمره السنين، وما بقي للأيام تحمله إلا القليل، ليمضي شبابه خلف أبواب مؤصدة بالعذابات وأمل من رب كريم، ويأتي المشيب على عجل طابعاً بصمته، أن كفاك يا سجين، متى الحرية عساها تكون، وهو الحلم الذي لا يحيكه العقل، بصورة يرى فيها كل تفاصيل حياته، وزوايا الذكريات من كل باب.
أسف يا "سيدي"، أم أقول أسف لك "جدي"، وأنت بالعمر الذي تستحق به الوقار والتقدير، لعجزي عن أن أملك ما أفك به قيدك، سوى كلمات لن أستطيع أن أعبر بها عن عذاباتك، وما تلاقيه لياليك من قهر ذلك السجن والسجان المهين.
آمال أبو خديجة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت